أسئلة ملحة وإجابات حائرة

  • 1/5/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتهى عام ميلادي وبدأ آخر، وتسابق الإعلام كالعادة في رصد أهم أحداث العام الماضي وتطوع سحرة العصر الحديث (المنجمون) برصد أهم الأحداث المتوقعة خلال العام القادم، وهو تقليد، بل ترف غربي لا يتمتع به من تجري عليه الأحداث، فمن يعد ضربات العصا ليس كمن يتلقى الضرب، هذا لا يعني عدم التوثيق، إلا إنه توثيق يمكن رصد شواهده من عدد قتلانا وضحايانا وتضحياتنا. قيل في تفسير ذلك أننا نمر بمرحلة تاريخية ومنعطف خطير وتغيير شامل، منذ نعومة أظافري وأنا أسمع عن هذا المنعطف الخطير الذي تمر به الأمة، إما أنه منعطف طويل كاستدارة الكرة الأرضية، وإما أننا نسير ببطء قاتل. ليس ثمة تغيير سوى أحداث الربيع العربي، قدر الضغط الذي انفجر بوجه ضاغطيه، وهي التي بدأت كاحتجاجات شعبية وتحولت لهبة ثم لانتفاضة، وهناك توقفت بعد أن شنقها البعض برغباته وسيرها بعض آخر لتحزباته، فحدثت الفوضى المدمرة التي تسميها أمريكا خلاقة، درست أمريكا إرهاصات التغيير في دول الاستبداد، فلم تتوان عن ركوب موجتها لحرفها. غير أن الأدوار تغيرت خلال العام الماضي بعد تآكل دور البطل الأوحد، عودة روسيا لمسرح الأحداث العالمية ربما كان أهم أحداث العام الماضي، وربما بسبب الربيع العربي. لكن بعيدا عن كل هذا، بعيدا عن المسرح العالمي وتعقيداته، ماذا عن مسرحنا نحن الداخلي، ماذا عن جبهتنا الداخلية؟ سنقول ــ بحمد الله ــ آمنة مستقرة، لكن سخونة الأحداث حولنا تحتم اختبارها. هل ما زلنا تشغلنا قضايانا الهامشية عن قضايانا الهامة، هل ما زلنا منغمسين في قضايا العنصرية والفئوية والمذهبية عن قضايا الوحدة الوطنية العاصمة لنا ــ بعد الله ــ من الصراعات حولنا؟ هل ما زال سلم قيمنا مهتزا بفعل التأثيرات الجانبية لتطورات العصر، أم أن هناك سعيا للتوفيق والتواؤم مع متطلبات العصر؟ هل ما زال فينا من يعتقد بامتلاك الحقيقة وحق تفسيرها وحق فرضها، أم أن هناك بوادر لتفاهمات تقوي لحمة الأمة بالتركيز على مشتركاتها والتقليل من اختلافاتها، الاستبداد عموما ليس سياسيا فقط، بل فكري بالمقام الأول. نحن شعب غني بإسلامه وتعدد مذاهبه وأفكاره وعاداته وتقاليده، نحن شبه قارة لا يمكن اختصارها في مدينة واحدة، وكما أن قوتنا تنطلق من تنوعنا، فإن أهميتنا تكمن في تجمعنا. Hadeelonpaper@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :