أثار عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استشهد بمشهد من مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” السوري مشيرا إلى الأحداث في فلسطين ومتسائلا في تدوينة على حسابه في موقع إكس “هل أعاد الزمان الموقف نفسه؟”. والمسلسل الذي أخرجه الفنان الراحل حاتم علي، والذي عرض لأول مرة في عام 2001، يقدم الرواية التاريخية لسيرة صلاح الدين الأيوبي، ويبرز انتصاره على الصليبيين في معركة حطين الشهيرة واستعادة القدس التي استولوا عليها منذ قرابة المئة عام. وفي المشهد الذي نشره الحوثي عبر حسابه يقول الممثل الراحل عبدالرحمن آل رشي، الذي أدى دور عماد الدين زنكي، “… ديار الإسلام التي تركها حكامها وأمراؤها نهبا للغزاة بينما بيت المقدس في يد الفرنجة، قد جعلوا الأقصى زريبة خنازير، وحين خرجنا لقتال الفرنجة أصبحنا خطرا يخافونه.. فلينهضوا إلى الجهاد معي أو ليسبقوني إليه فيقطعوا بذلك أسباب الخوف مني”. وتراوحت التعليقات بين السخرية من الحوثي وثقافته التاريخية المبنية على المسلسلات والدراما، وبين من اعتبر حديثه مزايدة سياسية للتغطية على ممارساته ضد الشعب اليمني والجرائم التي ارتكبها بحقهم، بمن فيهم الأطفال والنساء. وجاء في تعليق: aldy999nasser@ لا تزود من مشاهدة المسلسلات يا سيد محمد الحوثي حتى لا تورد اليمن إلى المهالك، هدئ أعصابك فالمسلسلات أغلبها حشو درامي وليست حقيقة. وعلق آخر: hWJaghGT4NTBJo9@ وأشار الكثير من المتابعين إلى علاقة الحوثي بإيران والدور الذي يقوم به لصالحها على حساب مصالح اليمنيين والعرب، وجاء في تدوينة: tigerboy_01@ طالما في الأمة أمثالكم ممن يعرقلون المسيرة ويمكنون إيران الخطيرة ويعملون على تفتيت اللحمة فسيعود التاريخ نفسه؛ لم نهزم من قلة أو نقص في العتاد ولكننا هزمنا بسبب أمثالك، الطابور الخامس.. انظر إلى حصار تعز، إنه شبيه إلى حد كبير بحصارغزة ولكنه ليس بأيدي الصهاينة بل بأيدي الحوثي. وعبر مدون: abuyazidlibya@ وكتب ناشط: abuyazidlibya@ يتظاهر هذا القائد بالصدق وبعدم قتل شعبه وبعدم بيع أرضه للفارسي ثم يأتي للمتاجرة مساويا بينه وبين صلاح الدين. على فكرة، لو كان صلاح الدين موجودا لاغتالته إيران. ويشير الحوثي في تدوينته إلى وضع القدس اليوم وكذلك الحرب الدائرة في غزة والدعم الغربي لإسرائيل، مقابل الدعاية للمقاومة والحوثيين الذين أعلنوا مرارا عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة بين الحين والآخر صوب إسرائيل ولم يتوقع أي أضرار أو إصابات، والعمليات التي تستهدف سفنها في البحر الأحمر. وقد قلّلت صحيفة إسرائيلية من إمكانية نجاح الحوثيين باليمن في تدمير أو إغراق السفن التجارية المارّة في البحر الأحمر، معللة ذلك بالأسباب التكنولوجية والعسكرية، والاحتياطات المصمّمة لحماية هذه السفن من القرصنة. ورغم نجاح الميليشيا في خطف السفينة “غالاكسي ليدر”، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في 19 نوفمبر الماضي فإن تقريرا نشرته الأحد صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية يُظهر أنّ تل أبيب لا ترى الهجمات الحوثية خطرا على سفنها التجارية التي تمر من هناك. وجاء الاستيلاء على “غالاكسي ليدر” بعد إعلان الحوثيين أنّهم سينفّذون هجمات ضد أهداف إسرائيلية “لنصرة غزة”، إلا أنّ تل أبيب نفت أن تكون السفينة إسرائيلية أو أن يكون على متنها طاقم إسرائيلي. يذكر أن مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” دُبلج إلى عدد من اللغات وعرض في ماليزيا وتركيا واليمن والصومال، وهو من بطولة جمال سليمان وسوزان نجم الدين وباسم ياخور، ومن تأليف وليد سيف. وسبق أن أثار جدلا واسعا بعد تصريحات الممثل السوري عباس النوري، إذ وصف أثناء مقابلة إذاعية صلاح الدين الأيوبي بـ”كذبة”، منتقدا وجود تمثال لصلاح الدين أمام مدخل سوق الحميدية وسط العاصمة السورية دمشق. وقال النوري أثناء المقابلة إن “صورة صلاح الدين الأيوبي كالمخلص صُدرت من مصر”، مضيفا أن “المصريين في حقبة الرئيس جمال عبدالناصر أرادوا تصدير ما يعرف بالمخلص للأمة العربية، فقدموا صلاح الدين على أنه المحرر للقدس من الاحتلال الصليبي، إلا أن هذا غير صحيح، فهو لم يدخل القدس للحرب، بل قد دخلها للصلح وبشروط صليبية بحتة دون معارك، كما أنه قد أعاد اليهود إليها”. وأضاف النوري أن صلاح الدين قد “باع الساحل السوري من غزة وحتى كامل الساحل السوري شمالاً إلى كيليكيا للصليبيين بعد هزيمته في معركة أرسوف”، منتقداً إخفاء تلك الحقائق على حد وصفه. وأثارت تلك التصريحات جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي واتهمه البعض بإثارة النزعة المذهبية، فيما أيد آخرون رأيه.