فجع الوسط الثقافي برحيل الكاتب الدكتور عبدالرحمن الوابلي صباح أمس (الجمعة) إثر أزمة قلبية مفاجئة في العاصمة (الرياض)، وصلي على جثمان فقيد الصحافة والفن الدرامي في جامع الراجحي بحضور كثيف من أصدقائه وأحبائه وجمهوره، وأثار هذا الفقد المباغت مشاعر الكثير من زملائه ومحبيه ليشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بالنعي، لما له من حضور كبير في وجدان السعوديين إذ يستضيفون أفكاره التسامحية في منازلهم عبر طاش ما طاش، ومسلسل سيلفي وعبر الصحف بمقالاته التي تسعى إلى بث السلام، والمحبة والإخاء. من جهته، نعى الدكتور معجب الزهراني الفقيد قائلا: عرفت الكاتب الفقيد رحمه الله على نطاق واسع بفضل حلقاته المتميزة، حيث تكشف عن وعي عميق بمشكلات الناس اليومية، وعن حس كوميدي مرهف يشف عن روح محبة للناس والحياة، مضيفا رغم أن كتاباته المقالية جادة في كل ما تطرح من قضايا اجتماعية ووطنية إلا أني لا أذكر من جهتي لجوء الكاتب إلى الحدة في الطرح أو الفحش في الخصومة مما يدل على وعي مسؤول وخلق فاضل يسيجه. وقال الزهراني إنه كنا ننتظره لحضور أمسيات مسرحية وشعرية الأسبوع القادم في جامعة اليمامة حيث دعوناه ولبى الدعوة، لكنه كان إلى رحمة ربه أقرب، تغمده الله بواسع فضله وجميل التعازي وصادق المواساة لأهله ومحبيه وجمهوره، مختتما حديثه إلى عكاظ أنه ستظل يا عبدالرحمن معنا رمزا مضيئا في ذاكرة الوطن صحيفة ومكانا وانتماء. وفي سياق متصل، قال الكاتب دحام العنزي إن الراحل كان عقلية مستنيرة حقيقية، طيبا ومسالما وكاتبا مجددا، مضيفا عرفته منذ سنوات، كان بالنسبة لي بمثابة الوالد الناصح والموجه، تشرفت بحضوره أغلب ندوات خميسية ديوان دحام العنزي الأدبي لسنوات، كان حريصا على إثراء المشهد، يجيد أدب الحوار وفن الاختلاف، أطروحاته كانت عميقة وفقدنا هذا اليوم قلما فريدا ومميزا وعلى الصعيد الشخصي فقدت صديقا وشخصية أقرب للأب وهكذا كنت أراه، رحم الله أبا جهاد وعزائي لعائلته الصغيرة بناته وأبنائه وزوجته ومحبيه. فيما قال الكاتب رشيد الصقري إن الكاتب الوابلي مدرسة في الصحافة والدراما، وساهم في صناعة الوعي لدى القارئ والمشاهد ونشر التسامح والوطنية، ينتقد بأدب، وينتهج الحوار، ويكثف فكرته، وبذل جهده وسخر قراءاته لمصلحة الوطن، يدعو للحياة، ونبذ أشكال العنصرية والتطرف، رحل جسدا، وبقيت مدرسته وتلاميذه ومحبوه يواصلون طريقه.
مشاركة :