سطوة هلالية - سلطان مصلح مسلط الحارثي

  • 12/7/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الخبر نفس الخبر، ما طرأ علم جديد، الهلال ينتصر على النصر بثلاثية، كادت أن تكون سباعية، ومع أن هذه النتيجة نرجو ألا يأتي من يقول إنها «تشوه» سمعة الدوري أمام العالم، خاصة أن المباراة كانت منقولة حسب ماقيل على 140 قناة فضائية عالمية، وموقعاً عالمياً. ثلاثية هلالية ليست بالجديدة، ولا بالمستغربة، إلا أنها هذه المرة كانت تحت أنظار العالم، ليعتلي الهلال القمة، ويكشف للعالم من مغربه حتى مشرقه، عن «سيطرته» المطلقة في ديربي الرياض، الذي لم يعد له من اسمه نصيب، سوى أن الهلال يراعي حق «الجيرة»، ويتنازل عن كبريائه، ويُنازل الفرق بشكل طبيعي، وكأنه ليس بالهلال، الذي سمع بصيته من به صمم. مبروك للهلال الثلاث نقاط «المعتادة»، ومبروك لمحبيه الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط عن وصيفه، ولكن على الجميع أن يستوعب أن «الدور الأول» من الدوري «الطويل» لم ينقضِ حتى الآن، ودرع الدوري لا زال في متناول أكثر من خمس فرق. «جيسوس» داهية.. عملاق.. مفكر لم يكن مدرب فريق الهلال البرتغالي جورجي جيسوس يحتاج لأكثر من الوقت، حتى يثبت أنه واحد من ألمع المدربين، الذين مروا على كرة القدم السعودية، وأحد أفضل المدربين العالميين في الوقت الحالي، فالسيد البرتغالي العجوز كان «يتكتك» و»يرسم» و»يخطط» ليقدم لنا فريقاً ثقيلاً، يقف له الوسط الرياضي بأكمله احتراماً وتقديراً، حتى أنه أجبر جميع من عارضه في بداية الموسم الحالي، على التصفيق له، بعد أن كانوا ينادون بإقالته، جراء «عاطفة» لا تستطيع لوم الجماهير عليها، إلا أن جيسوس استطاع أن يصنع تاريخاً جديداً مع فريق الهلال، بأرقام غير مسبوقة، فاليوم سجل الهلال أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخه، حيث وصل لـ14 انتصاراً، بـ«أقوى هجوم»، و»أقوى دفاع»، ويتصدر الدوري دون أي خسارة بـ41 نقطة، وبفارق 7 نقاط عن وصيفه. جيسوس في ديربي الرياض، لم يكن مدرباً، إنما كان «مفكراً» و «عبقرياً» استطاع بـ»دهاء» كبير أن يكسب الجولة من أمام كاسترو، ورونالدو ورفاقه، رغم النقص الذي يمر به، بغياب النجم العالمي الأسطوري نيمار، والظهير الأيسر ياسر الشهراني، إلا أن جيسوس صنع من الهلال فريقاً جباراً، لا يعترف بالنقص العددي، ولا يضره غياب أي نجم، فقد سبق وأن غاب عنه نجومه، سافيتش ونيفيز وميتروفيتش وبونو، واستطاع أن يتغلب على منافسيه، وهذا يحسب لجيسوس الذي أدرك أن فريقاً مثل الهلال يجب أن لا يتأثر بغياب أي نجم مهما كان اسمه وثقله الفني. ضجيج أصفر لتشويه المنافسين ليس بالأمر الجديد، حينما يتصدر المشهد الرياضي السعودي فئة اعتادت على «الضجيج»، وقلب الحقائق، و»تشويه» المنافسين، حينما يخسر فريقهم المفضل، فقد عاشوا على هذا «الفكر» منذ «حادثة الجمل»، وإن كان سابقاً، يصعب كشف ذلك، إلا أنه اليوم، بإمكان أي شخص كشفهم أمام الملأ، وتعرية أفكارهم، التي أكل عليها الدهر وشرب، ولا زالوا متمسكين بها، ولا يستطيعون تركها، فهم تربوا عليها، وأصبحت «العذر» الواضح الذي بالإمكان الاعتماد عليه، لتخفيف «الضغوط»، وإيجاد «مبرر» للخسائر. في مباراة الهلال والنصر، التي انتهت بثلاثية هلالية مستحقة عن كل جدارة، قدم فيها الهلال أداءً كبيراً، وصل صداه لأقاصي العالم، وهذا غير مستغرب على فريق بحجم الزعيم العالمي، فقد وصل قبل أشهر قليلة، لنهائي كأس العالم للأندية، واستطاع مقارعة كبير القارة الأوروبية «ريال مدريد»، وسجل في مرماه ثلاثية، فكيف يُستغرب تسجيل نفس العدد من الأهداف في فريق محلي؟ الهلال فريق عالمي، مثله مثل الريال وبرشلونة والمان سيتي، والخسارة منه أمر طبيعي، وعلى المشجع أن يتقبل ذلك بكل رحابة صدر، وأن لا يفتعل «شماعة» لإقناع نفسه، بأن الخسارة من الهلال، جاءت من خلال أخطاء «التحكيم»، فقد برأ «المختصون» الحكم الكولمبي، بل إن الهلال بحسب بعض المحللين تضرر منه، وذلك بطرد البليهي غير المستحق، وعدم احتساب ركلة جزاء لصالح ميشائيل، ولكن لأنه الهلال، استطاع تجاوز أخطاء الحكم، وانتصر على المنافس. ياقو الهلال قواه كعادتي التي لا أمل من تكرارها، لأنها ثرية ومثرية، تواصلت مع أستاذ الصحافة الرياضية الكبير سعود العتيبي، بعد نهاية مباراة الهلال والنصر، فقال بلهجته «البدوية» الممزوجة بـ»الثقافة» العالية، «ياقو الهلال قواه»، عبارة بسيطة، ولكنها ذات مدلولات كبيرة، وتحكي واقعاً نعيشه كل يوم مع فريق الهلال، الذي استحوذ على عقول عشاقه، وتمكن من السيطرة على أفئدة جماهيره العريضة. فعلاً، الهلال قوي، وفي هذا الموسم زادت قوته، وزاد توهجه ولمعانه، وأصبح فريقاً ثقيلاً، يسجل بسهولة، ولا يمكن أن يُسجل فيه إلا بصعوبة بالغة. هنيئاً للهلاليين بهلالهم، وهنيئاً لنا بهذه المتعة الهلالية، وهنيئاً للكرة السعودية، كون الهلال ينتمي لها. تحت السطر _ قالوا بأنه «مثالي»، وأمام المنافس كان «ممثلاً». _ قبل بداية الموسم توقعت أن يفرق الهلال والنصر عن البقية من خلال مستوياتهما، وأشرت إلى أن الهلال سيكون فارقاً عن النصر أيضاً، وهذا ماحدث فعلاً، بدليل تصدر الهلال بفارق 7 نقاط عن الوصيف، ووصيفه النصر يفرق عن الثالث بـ4 نقاط. _ مدافع فريق الهلال الكابتن الخلوق علي البليهي يقدم نفسه بصورة جميلة جداً، وتحديداً على مستوى الأداء الفني، حتى أجمع عليه «الكل» أنه أفضل مدافع في الوقت الحالي، وصنفه البعض أنه من أفضل المدافعين على مدى تاريخ كرة القدم السعودية.

مشاركة :