من منا لم يسمع بسور الصين العظيم، ذلك الصرح المعماري المذهل الذي يعد أحد عجائب الدنيا التي صنعها الإنسان ولا تزال خالدة، إنه بلا شك من أعظم الإنجازات البشرية التي قدمها الصينيون على مر العصور وشهد لها العالم ودهِش لعظمتها وسحرها. يزور سنوياً هذه السور ملايين من السياح من أنحاء العالم كافة، لكي يشاهدوا ويستمتعوا بواحدة من أجمل حكايات الإرادة والعزيمة المملوءة بعبق التاريخ. يمتد هذا السور شمالي الصين لمسافة تصل إلى 20 ألف كيلو متر، وتعد الأجزاء التي تم إصلاحها وترميمها الأكثر شهرة وازدحاماً بالزائرين، إلا أنه ورغم ذلك فإن هناك أجزاء عدة تركت على حالها ولم تلمس منذ ذلك الحين ما شكل سحراً تاريخياً ممزوجاً بطبيعة رائعة وبيئة مميزة للقيام بالنزهات والمغامرات الفريدة. تمنحك زيارة تلك الأجزاء غير المرممة متعة وإثارة لا حدود لها، لا سيما وأن معظمها مغطى تماماً أو بشكل جزئي بالنباتات الكثيفة التي نمت على جوانب السور، لذلك إن كان لديك العزم والنشاط الكافي وروح المغامرة والتحدي فلتنطلق في رحلة استكشافية لهذه الأجزاء التي لا يعرف بعض الناس عنها الكثير من المعلومات. يعد الجزء الأقدم من سور الصين العظيم والمعروف بـ جيان كو، ورغم كونه وعراً ويتطلب بعض الجهد عند محاولة استكشافه، الجزء الأكثر تجسيداً للطريقة التي بني بها السور، لكونه لم يخضع لأي تغيير في شكله الأول، وعند النظر من بعيد إلى هذا الجزء فستشعر بأنه لا يوجد أي منفذ يمكنك أن تصل من خلاله إلى هناك، نظراً لكثافة الغطاء النباتي المحيط به. يأخذ هذا الجزء من السور شكلاً متعرجاً فوق الجروف الصخرية الجبلية الممتدة مكوناً ثلاثة أقسام جديدة، ويربط القسم الثالث منعطفاً جبلياً حاداً يعرف بـأوكس هورن، حيث تكاد تصدم من الكيفية المذهلة التي تم بها بناء هذا الجزء في هذه المنطقة الحادة، ولكي يسهل على الزوار مشاهدة هذه المنطقة من السور تم إنشاء شبكة من العربات المعلقة للاستمتاع بالمناظر المدهشة التي تزخر بها تلك المنطقة. وعلى جانبي السور ولمسافة نحو 7 كم تنتشر غابة مطيرة كثيفة من أشجار الصنوبر يتخللها عدد من بقايا أبراج للمراقبة شيدت بجانب السور منذ قديم الزمان، وتستمر تلك الرحلة حتى الوصول إلى منطقة مو تيان يو، وتستغرق الرحلة حتى الوصول إلى هذه المنطقة من ساعتين إلى ثلاث. وربما لا يكتفي السياح بتلك الأجزاء من السور ويفضل بعضهم الاستمرار في المغامرة ورحلة الاستكشاف حتى الوصول إلى القسم المعروف بـ جيو بي كو الذي كان في السابق نقطة عبور استراتيجية للصينيين، حيث يعد هذا الجزء من أكثر الأجزاء التي تعرضت للتآكل والتدمير، وترك كما هو لكي يروي للمغامرين العراقة التي كانت سائدة هناك، ولكن الوصول إلى هذا الجزء يعتبر بحد ذاته تجربة تستحق الخوض، بسبب وعورة تلك المنطقة وجروفها الحادة لتكافئ الزوار بمنحهم مشاهد غاية في السحر لمنظر السور وامتداده الرائع والأودية والجبال المحيطة. يضم هذا القسم من السور الذي يمتد لنحو 40 كم نحو 14 منارة وأكثر من 143 برجاً للمراقبة ولا يزال بعضهــا محافظاً على رونقه وجماله إلا أن القسم الأكبر قد خضع للتغير عبر السنين، وتستغرق رحلة استكشاف هذا الجزء من 4 إلى 5 ساعات. معلوماتضرورية للرحلة - بعض مناطق السور غير المرممة ليست متاحة للعامة. - الأجزاء غير المرممة من السور تقع في مناطق وعرة جداً لذلك يجب أخذ الحيطة تجنباً للانزلاق. - بعض الأجزاء من السور مهددة بالانهيار لا سيما الأجزاء الواقعة في الشمال الغربي. - توجد مراكز سياحية عدة يمكنها أن تؤمن لك رحلة إلى تلك الأجزاء. - يمكن أيضاً الاستعانة بدليل سياحي إن لم تكن راغباً في الانضمام لمجموعة سياحية.
مشاركة :