الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - شكّلت زراعة القمح في الإمارات أحد الروافد الاستراتيجية في منظومة تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه الحبوب، إذ عملت الدولة على توظيف الإمكانات والموارد، لتوفير المحاصيل العضوية والغذائية الآمنة، إلى جانب تبني أفضل الأساليب الزراعية الفاعلة في إنتاج مختلف أنواع الحبوب ذات الجودة العالية، لاسيما القمح. وتسلط حملة «استدامة وطنية»، التي أطلقت تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر «كوب 28» الذي تستضيفه الدولة حتى 12 الجاري في مدينة إكسبو دبي، الضوء على التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في الدولة. وتنسجم مبادرة دولة الإمارات لزراعة القمح مع «محور الأثر» ضمن حملة استدامة التي أطلقت أخيراً، إذ يستعرض هذا المحور النتائج والتأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة الإماراتية في مختلف المجالات. وتعد «قمح الإمارات» إحدى المبادرات الرائدة في مجال الزراعة، وبدأت في عام 2017، بمجهود فردي تطوعي لمزارعين إماراتيين، لا يزيد عددهم على 16 مزارعاً، ثم انتشرت خلال الأعوام الماضية، حتى أصبحت تضم الآن نحو 200 مزرعة، تنتج أكثر من 80 طناً من القمح سنوياً على مستوى الدولة خلال موسم الحصاد. وأثبتت التجربة نجاح إمكانية زراعة القمح خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس من كل عام، بحيث تتم عملية الري من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً، ما يرشّد استهلاك المياه. ويحرص المشاركون في المبادرة على حضور اجتماعات دورية، لتبادل الخبرات والإرشادات، والاطلاع على أبرز الأهداف من أجل الوصول إلى أفضل الأساليب والطرق التي تزيد إنتاج القمح، وتُعرف الناس إلى أجود ما تم التوصل إليه من بذور خلال المواسم السابقة. ويتولى المشاركون في المبادرة كذلك توزيع حبوب القمح على المزارعين بشكل مجاني، من أجل تشجيعهم على الإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة، وإنتاج محاصيل تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي في الدولة، كما تسهم المبادرة في توفير آلات حصاد القمح في مختلف إمارات الدولة من أجل التسهيل على المزارعين، ومساعدتهم في حصاد الحبوب بشكل سريع وصحي، والاستفادة من حصاد سنابل القمح في كل عام. في مارس 2022، أطلقت الشارقة مشروع مزرعة القمح بمنطقة مليحة، الذي يشمل ثلاث مراحل، الأولى تمتد على مساحة 400 هكتار، ووجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدمج المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع قمح الشارقة في مرحلة واحدة، تضم 37 محوراً على مساحة مزروعة تصل إلى 1400 هكتار، لإنتاج أكبر كمية من القمح، لتلبية احتياجات السوق. ونثرت بذور المرحلة الأولى في نهاية نوفمبر 2022، وجاء حصادها بعد أربعة أشهر، وتحديداً في مارس 2023، لتنتج الشارقة واحداً من أجود أنواع القمح في العالم، لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أي مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة بصحة الإنسان. وحصل دقيق «سبع سنابل» على خمس شهادات معتمدة في الجودة والسلامة، منها: شهادة «الهاسب» لاستيفائه شروط الزراعة الآمنة والنظيفة، وشهادة «عضوي» لتطبيق اشتراطات الزراعة العضوية، وشهادة «NON GMO»، وهي اعتراف بعدم استخدام البذور المعدلة وراثياً، وكذلك أول منتج وطني يحصل على علامة «صنع في الإمارات»، باعتباره مستوفياً لمعايير الجودة والسلامة ومطابقته للمواصفات القياسية المعمول بها في دولة الإمارات، ما يعزز ثقة المستهلكين، ويدعم تنافسيته في الأسواق. وسيتم خلال الموسم المقبل البدء بدراسة انتخاب سلالة قمح جديدة تحت مسمى «الشارقة 1»، بحيث تكون هذه السلالة أكثر تحملاً لحرارة الجو، وأقل استهلاكاً للمياه، وأكثر إنتاجية وأغنى من ناحية القيمة الغذائية. • 200 مزرعة، تنتج أكثر من 80 طناً سنوياً ضمن مبادرة «قمح الإمارات». • الشارقة تنتج واحداً من أجود أنواع القمح في العالم، لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أي مواد كيميائية. ري بالذكاء الاصطناعي تقوم عملية الري في مشروع مزرعة القمح بمنطقة مليحة على استخدام التقنيات الحديثة، كالذكاء الاصطناعي، في تطوير عملية الري، والتحكم فيه عبر بث معلومات حول الطقس والتربة إلى المركز الرئيس لعمليات الزراعة، لضبط وتنظيم معدل استهلاك المياه. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
مشاركة :