فن الملحون المغربي ينضم لقائمة التراث غير المادي العالمي

  • 12/7/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الأربعاء، فن "الملحون" المغربي على قائمتها للتراث الثقافي العالمي غير المادي، وذلك خلال الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، التي تنعقد أشغالها خلال الفترة ما بين 4 و9 ديسمبر/كانون الأول في كاساني بشمال بوتسوانا. وذكر بيان لوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية أن المنظمة "وافقت على طلب المملكة المغربية المتعلق بإدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية". واعتبرت الوزارة هذا الإدراج "اعترافا دوليا بإرث مغربي أصيل، ورافدا مهما من الروافد الفنية الغنية للمغرب، ومكونا مرجعيا من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة". وأضافت أن "هذا الاعتراف الأممي من طرف منظمة اليونسكو بهذا المكون الفني يُعد أيضا ترسيخا للمجهودات التي تبذلها المملكة المغربية تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس في مجال صيانة وحفظ التراث الثقافي المغربي. وتم إدراج هذا الموروث بحضور السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو ونائب رئيس اللجنة سمير الدهر، ووفد هام من وزارة الثقافة والشباب والتواصل تقوده الكاتبة العامة للوزارة سميرة ماليزي. والملحون عبارة عن قصائد من الزجل أو الشعر الشعبي المغربي المكتوب باللهجة المغربية ويغنى بطريقة شعبية تراثية. ويقول باحثون أن موطنه الأصلي واحات تافيلالت في الجنوب الشرقي للمغرب، واستمد جذوره من الزوايا الصوفية قبل أن يتطور لاحقا ويصل إلى جميع مناطق المغرب. ووفقا للوزارة، فإن الملحون يعتبر من الفنون المتواجدة بمختلف مناطق التراب الوطني المغربي، وهو رمز أساسي للتراث الثقافي المغربي. وكلمة الملحون مشتقة من كلمة لحن، وهو تزاوج بين القصيدة الشعبية واللحن المتميز. وقالت الوزارة إنه بعد إدراج الملحون أصبح للمغرب "13 عنصرا مسجلا بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونسكو". وأعرب بيت الشعر في المغرب عن سعادته بقرار اليونسكو، قائلا في بيان "تلقينا… بفرح كبير إدراج شعر وفن الملحون ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية". وأضاف أنه "يعتز بهذه الخطوة الهامة التي تعد اعترافا أمميا بأحد روافد متننا الشعري المغربي، الذي حظي منذ القرن التاسع الهجري بتقدير كبير من طرف المغاربة، لكونهم رأوا فيه الفن الذي يحتوي نبض حياتهم ودبيب آهاتهم وصور أحلامهم وآمالهم". وأشار مدير مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي إريك فالت من خلال شريط فيديو قام بنشره على حسابه الرسمي بموقع إكس (تويتر سابقا)، إلى أن "فن الملحون هو تراث تقليدي عريق ولكنه تكيف جيدا مع التغيرات التي شهدها المجتمع المغربي.. أنا متأكد بأنه مع هذا الإدراج سيكون هناك اهتمام متجدد بهذا النوع الموسيقي وأن الأصغر سنا، على وجه الخصوص، سيهتمون به ويمنحوه زخما جديدا، الأمر الذي من شأنه ضمان الحفاظ عليه بشكل مستدام... تهانينا الحارة لجميع من قدموا ملف الإدراج هذا إلى اليونسكو". كما تميزت أشغال الدورة 18 للجنة بتكريم ثان للتراث غير المادي المغربي بإدراج عنصر آخر تم تقديمه في ملف مشترك مع الدول العربية، وهو "الفنون والخبرة والممارسات المرتبطة بالنقش على المعادن (الذهب والفضة والنحاس)"، والتي تعتبر المملكة إحدى الدول المقدمة لها. ولفت الوفد الدائم للمغرب لدى اليونسكو في بيان إلى أن ملف "الملحون، فن شعري-موسيقي شعبي" يعد واحدا من بين 45 ترشيحا جديدا تمت دراستها خلال أشغال الدورة الثامنة عشرة للجنة. ومن بين الترشيحات الأخرى التي أدرجتها اليونسكو على لائحتها للتراث غير المادي للبشرية منقوشة الزعتر، واصفة إياها بأنها "راسخة في الهوية" اللبنانية. وقرّرت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي إدراج العجينة الشهيرة التي يوضع عليها الزعتر الممزوج بالزيت وتٌخبز في الفرن أو على الصاج ضمن التراث غير المادي للبشرية، بناء على طلب قدمه لبنان في مارس/آذار 2022. وذكرت اليونسكو في وصفها للمنقوشة بأنها "خبز مسطّح يُعدُّ في المنازل والمخابز المتخصصة، ويستمتع السكان المنحدرون من جميع الخلفيات في لبنان بتناوله في وجبة الفطور". ولاحظت أن صلوات ترافق إعداد العجين "التماسا لاختمار العجين، فيقوم المسلمون بتلاوة بداية سورة الفاتحة ويقوم المسيحيون بتلاوة الصلوات والتصليب". وإذ اعتبرت أن المنقوشة "ذات قيمة رمزية في لبنان"، شدّدت على أن "المنقوشة راسخة في الهوية وتذكّر نكهاتها بالجمعات الصباحية التقليدية أو ما يُعرف بـ+الصبحية+ التي تؤدي دورا رئيسيا في التفاعل الاجتماعي". وقال الملحق الثقافي لبعثة لبنان لدى اليونسكو بهجت رزق لوكالة فرانس "المنقوشة عابرة للطوائف، ولها دلالة رمزية، إذ تعكس العيش الواحد بين اللبنانيين"، متابعا أن "الأفران التي تعدّ المنقوشة موجودة في كل أنحاء لبنان". وتُخبز المنقوشة في أفران معدنية أو حجرية من الطوب الحراري أو على الصاج المعدني المقعّر، وتتوافر بالزعتر والزيت فحسب، أو ممزوجين بالجبن. وتُضاف إليها أحيانا بعض أنواع الخضر. ويمكن أن تؤكل مع اللبنة. ولا تزال المنقوشة من الخيارات الأرخص ثمنا بين المأكولات اللبنانية في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ العام 2019، مع أن سعرها ارتفع من نحو 750 ليرة لبنانية (أي نحو نصف دولار عندما كان سعر صرف العملة الأميركية 1500 ليرة) إلى ما معدّله 90 ألف ليرة (نحو دولار واحد في الوقت الراهن). وبحسب اليونسكو، "يُسهم بيع المنقوشة في المخابز الصغيرة في تنمية الاقتصاد المحلي". وباتت مخابز ومطاعم توفّر المنقوشة اللبنانية في عدد من دول العالم بفضل انتشار اللبنانيين فيها. ويشار إلى أن اليونسكو أدرجت، الأربعاء، أيضا "التقاليد الاجتماعية والثقافية" المرتبطة بالإفطار الرمضاني على لائحتها للتراث غير المادي، نزولاً عند طلب تقدّمت به أذربيجان وإيران وأوزبكستان وتركيا. وتعقد اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعات دورتها الـ18 منذ الاثنين في كاساني شمال بوتسوانا. ويفترض أن تدرس بين الثلاثاء والجمعة المقبل 55 عنصرا جديدا يندرج ضمن التقاليد المجتمعية، على ما أوضحت اليونسكو. وأكثر من ثلثي العناصر الـ55 الجديدة تابعة لبلدان الجنوب، وهو أمر لم يأت صدفةً بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، لأنّ لائحة التراث الثقافي غير المادي تبرز "تمثيلاً جغرافيا متجانسا" لمختلف القارات. طهران - أدرجت اليونسكو الأربعاء "التقاليد الاجتماعية والثقافية" المرتبطة بالإفطار الرمضاني على لائحتها للتراث غير المادي، نزولاً عند طلب تقدّمت به أذربيجان وإيران وأوزبكستان وتركيا. وقرّرت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التي تعقد اجتماعاتها منذ الاثنين في كاساني في شمال بوتسوانا إدراج الإفطار ضمن التراث غير المادي للإنسانية. واوضحت اليونسكو أنّ "الإفطار وجبة يتناولها المسلمون عند غروب الشمس خلال شهر رمضان، بعد إتمام سائر الطقوس الدينية والاحتفالية". وأضافت "غالباً ما يتجمع المسلمون حول مائدة الإفطار لتناولها بروح الجماعة، الأمر الذي يوطّد أواصر الصلة بين أفراد الأسر والمجتمع ككل ويعزز الأعمال الخيرية والتضامن وطرق التبادل الاجتماعي". وأشارت إلى أنّ "أفراد الأسر يتناقلون هذه الممارسة عادةً بعضهم عن بعض"، لافتة إلى أن "الأطفال والشباب غالباً ما يُكلّفون إعداد أطباق" الإفطار. كما تدرس اليونسكو خلال هذا الأسبوع إدراج عشرات التقاليد الجديدة على لائحتها للتراث الحي غير المادي، بينها عناصر وتقاليد من فلسطين والمغرب ولبنان وأذربيجان وإيران وأوزبكستان وتركيا وغيرها. وتعقد اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعات دورتها الـ18 منذ أمس الاثنين في كاساني شمال بوتسوانا. ويفترض أن تدرس بين اليوم الثلاثاء والجمعة المقبل 55 عنصراً جديداً يندرج ضمن التقاليد المجتمعية، على ما أوضحت اليونسكو. والدبكة الفلسطينية والفنون والحرف المصاحبة لها هي أحد التقاليد التي يتوقع إضافتها للائحة التراث الحي. والدبكة رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في فلسطين وبلاد الشام، وتمارس غالبا في المهرجانات والاحتفالات والأعراس، وتتكون فرقة الدبكة من مجموعة تزيد عادة على 10 أشخاص يدعون "دبيكة"، وعازف اليرغول أو الشبابة والطبل.

مشاركة :