قوات سوريا الديمقراطية تتعرض لحرب استنزاف على جبهات متعددة

  • 12/7/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دير الزور (سوريا) - أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ”قسد”، الأربعاء، عن مقتل المسؤول العسكري العام لقواتها في دير الزور إثر عملية أمنية وصفتها بـ”الإرهابية”. وتتعرض قسد التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري لحرب استنزاف على جبهات متعددة طالت أبرز قياداتها العسكرية في الفترة الأخيرة. وبالتوازي مع الهجمات التركية التي باتت تركز على الهيكل القيادي للوحدات في الآونة الأخيرة، تواجه قسد حالة تمرد في محافظة دير الزور شرقي سوريا تقودها عشائر عربية ضاقت ذرعا بما تعتبره عملية تهميشها. وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي ضد داعش إن شيروان حسن الملقب بـ”روني ولات” قد قتل إثر استهدافه أثناء أداء عمله شرقي دير الزور، دون تحديد الجهة المسؤولة عن مقتله. مقتل شيروان حسن المسؤول العسكري العام لقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور إثر عملية أمنية شرق المحافظة وجاء في البيان “تُعلن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية استشهاد عضو مجلسها العسكري وعضو قيادة مجلس دير الزور العسكري القيادي روني ولات/ شيروان حسن إثر عملية إرهابية جبانة تعرض لها شرقي دير الزور خلال أداء واجباته الوطنية والأخلاقية تجاه شعبه ووطنه”. وتبنّت صفحة تنسب إلى قوات العشائر “عملية استهداف عضو المجلس العسكري لقسد والمشرف العسكري والإداري على منطقة دير الزور المدعو ‘روني’ من خلال استهدافه بعبوة ناسفة على جسر المدينة السكنية في حقل العمر، وذلك بعد خروجه من اجتماع مع التحالف، ما أدّى إلى مقتله مع عدد من مرافقيه”. ويقول مراقبون إنه لا يمكن التأكد من الجهة التي تقف خلف عملية اغتيال القيادي في قسد، حيث أن العديد من الأطراف لها مصلحة في ذلك، ومن بينها تركيا والنظام السوري. ويعتبر روني أحد أبرز قادة قسد في المنطقة، وتم تسليمه قيادة مجلس دير الزور العسكري. وبحسب بيان قوات سوريا الديمقراطية، فقد شارك في معارك عدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في تل أبيض والرقة ومنبج والطبقة ودير الزور، كما قاد معركة “هجين” شرقي دير الزور. ولعب القيادي دورا كبيرا خلال أحداث دير الزور الأخيرة بين قسد والعشائر العربية، وأشار البيان إلى أنه ساهم في “وأد الفتنة”. وجاء اغتيال روني في خضم عمليات اغتيال تشنها تركيا واستهدفت نحو عشرة من كبار القادة في قسد ووحدات حماية الشعب شمال شرقي سوريا. وبدا واضحا أن تركيا غيرت من نهجها في الحملة التي تشنها ضد قسد والوحدات، وباتت تركز على عمليات جراحية، بهدف خلخلة البنية التنظيمية لهما، في مقابل صمت أميركي بات يثير انزعاج حلفائهم الأكراد. ويقول متابعون إن تركيا قد لا تكون خلف عملية الاغتيال الأخيرة، لعدة اعتبارات بينها أن أنقرة لا تفوت فرصة تبني أي عملية تستهدف قادة قسد أو الوحدات، كما أن الأسلوب المستخدم في العملية يبدو مختلفا حيث من المعروف عادة أن تركيا تشن عمليات اغتيال عبر طائرات مسيرة، فيما تم اغتيال روني بعبوة ناسفة. ويوضح المتابعون أن مقاتلي العشائر يبدو أنهم من يقفون خلف الاغتيال، لاسيما وأنه يأتي بعد إعلان “القائد العام لجيش القبائل والعشائر” وشيخ مشايخ قبيلة العكيدات إبراهيم عبود الهفل النفير العام ضد قسد. بالتوازي مع الهجمات التركية تواجه قسد حالة تمرد في محافظة دير الزور شرقي سوريا تقودها عشائر عربية ودعا الهفل في تسجيل صوتي إلى “النفير العام ضد قسد نصرة لأبناء قبيلة البكارة في الريف الغربي لمحافظة دير الزور”، مشددا “على قسد أن تدرك ألّا مكان لها في دير الزور، ومصيرها الخروج الكامل من المنطقة”. وكانت العلاقة بين العشائر العربية وقسد قد شهدت توترا وصل إلى حد الصدام المسلح في سبتمبر الماضي، على خلفية إقالة قسد للشيخ أحمد الخبيل من منصب قائد مجلس دير الزور العسكري. وقد بذلت الولايات المتحدة جهودا كبيرة لاحتواء التصعيد مع تعهد قيادة قسد بإعادة النظر في سياساتها تجاه العشائر. ويقول مراقبون إن إقالة الخبيل كانت القطرة التي أفاضت الكأس، حيث أن هناك تململا كبيرا في صفوف العشائر حيال ممارسات القيادات الكردية، وعملية استفرادهم بالقرار فضلا عن سوء إدارتها للمناطق الخاضعة لسيطرة قسد في دير الزور. ويشير المراقبون إلى أنه رغم الوعود التي قطعتها القيادة الكردية للعشائر بالنظر بجدية في مطالبهم وفي إشراكهم في سلطة القرار، بيد أنه إلى حد الآن لا تزال الأمور على حالها كما لا تزال قسد تعتمد على المقاربة الأمنية، وهو ما يفسر ظهور بوادر للتمرد مجددا داخل المكون العشائري.

مشاركة :