مؤرخ إسرائيلي يفضح تاريخ التطهير العرقي في فلسطين

  • 12/8/2023
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إن‭ ‬قراءة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬للمؤرخ‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اليساري‭ ‬إيلان‭ ‬بابيه،‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بترجمته‭ ‬الباحث‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أحمد‭ ‬خليفة‭ ‬مهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القارئ‭ ‬العربي‭ ‬فهو‭ ‬وثيقة‭ ‬رائدة‭ ‬صادقة‭ ‬تكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬النكبة‭ ‬وأسبابها‭ ‬ووقائعها،‭ ‬ويحتوي‭ ‬على‭ ‬سيل‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تثري‭ ‬المعرفة‭ ‬وتدفع‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لصالح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬تكمن‭ ‬أهمية‭ ‬الكتاب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قيمته‭ ‬العلمية،‭ ‬انه‭ ‬جاء‭ ‬بقلم‭ ‬مؤرخ‭ ‬وكاتب‭ ‬يهودي‭ ‬–‭ ‬إسرائيلي‭ ‬ومحاضر‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬حيفا،‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬ورئيس‭ ‬معهد‭ ‬أميل‭ ‬توما‭ ‬للدراسات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬حيفا‭. ‬وهو‭ ‬ايضا‭ ‬أستاذ‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والدراسات‭ ‬الدولية‭ ‬بجامعة‭ ‬إكسيتر‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭.‬ يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬شكر‭ ‬وعرفان‭: ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬ليس‭ ‬مكرسا‭ ‬رسميا‭ ‬لأحد،‭ ‬وقد‭ ‬كتب‭ ‬أولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ضحايا‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1948،‭ ‬وكثير‭ ‬منهم‭ ‬أصدقاء‭ ‬ورفاق،‭ ‬وكثيرون‭ ‬غيرهم‭ ‬أجهل‭ ‬أسماءهم،‭ ‬لكن‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬عرفت‭ ‬عن‭ ‬النكبة‭ ‬رافقتني‭ ‬معاناتهم‭ ‬وفقدانهم‭ ‬وآمالهم‭. ‬وعندما‭ ‬يعودون‭ ‬فقط‭ ‬سأشعر‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬من‭ ‬النكبة‭ ‬بلغ‭ ‬أخيرا‭ ‬النهاية،‭ ‬التي‭ ‬نرجوها،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تتيح‭ ‬لنا‭ ‬جميعاً‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وانسجام‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬ هذا‭ ‬العمل‭ ‬الرائد‭ ‬يلقي‭ ‬ضوءا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬أصول‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتطوراته،‭ ‬ويبرهن‭ ‬الكاتب،‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬مستنداً‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬ومواد‭ ‬أرشيفية‭ ‬أفرج‭ ‬عنها‭ ‬مؤخراً‭ ‬بصورة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الجدل،‭ ‬أن‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬كان‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الصراع‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬صهيونية‭ ‬رسمت‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة،‭ ‬وان‭ ‬هذا‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬العنصري‭ ‬لشعب‭ ‬بأكمله‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬للصراع‭ ‬المستمر‭ ‬الى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وسيبقى‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬مستمراً‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬الحق‭ ‬إلى‭ ‬أصحابه‭.‬ يذكر‭ ‬الكاتب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬10‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬عام‭ (‬1948‭) ‬اجتمع‭ ‬أحد‭ ‬عشر‭ ‬رجلاً‭ ‬في‭ ‬المبنى‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وهم‭ ‬قادة‭ ‬صهاينة‭ ‬قدامى‭ ‬وضعوا‭ ‬اللمسات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬لتطهير‭ ‬فلسطين‭ ‬عرقياً‭. ‬وفي‭ ‬مساء‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭ ‬صدرت‭ ‬الأوامر‭ ‬الى‭ ‬الوحدات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بالاستعداد‭ ‬للقيام‭ ‬بطرد‭ ‬منهجي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أرضهم،‭ ‬وأرفقت‭ ‬الأوامر‭ ‬بوصف‭ ‬مفصل‭ ‬للأساليب‭ ‬الممكن‭ ‬استخدامها‭ ‬لطرد‭ ‬الناس‭ ‬بقوة‭: ‬إثارة‭ ‬الرعب‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬محاصرة‭ ‬وقصف‭ ‬القرى‭ ‬والمراكز‭ ‬السكانية،‭ ‬حرق‭ ‬المنازل‭ ‬والأملاك‭ ‬والبضائع،‭ ‬الطرد،‭ ‬هدم‭ ‬البيوت،‭ ‬وأخيراً‭ ‬زرع‭ ‬ألغام‭ ‬وسط‭ ‬الأنقاض‭ ‬لمنع‭ ‬السكان‭ ‬المطرودين‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭. ‬وتم‭ ‬تزويد‭ ‬كل‭ ‬وحدة‭ ‬عسكرية‭ ‬بقائمة‭ ‬تتضمن‭ ‬أسماء‭ ‬القرى‭ ‬والأحياء‭ ‬المحددة‭ ‬كأهداف‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وعرفت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬بالخطة‭ (‬د‭). ‬وتمثل‭ ‬ملخص‭ ‬الخطة‭ (‬د‭) ‬في‭ ‬وجوب‭ ‬ترحيل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتدمير‭ ‬المناطق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الريفية‭ ‬والحضرية‭ ‬على‭ ‬السواء‭.‬ استغرق‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬ومع‭ ‬اكتمال‭ ‬التنفيذ‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬فلسطين‭ ‬الأصليين،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ (‬800000‭ ‬نسمة‭) ‬قد‭ ‬اقتلعوا‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬عيشهم،‭ ‬و‭(‬531‭ ‬قرية‭) ‬دمرت،‭ ‬و‭(‬11حياً‭ ‬مدنياً‭) ‬أخلي‭ ‬من‭ ‬سكانه‭. ‬إن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬يشكل‭ ‬مثالاً‭ ‬واضحاً‭ ‬جداً‭ ‬لعملية‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي،‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬أي‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬يجب‭ ‬محاكمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭.‬ وهي‭ ‬ذات‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عبر‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتهجير‭ ‬سكانه‭ ‬خارج‭ ‬غزة‭ ‬الى‭ ‬سيناء‭ ‬المصرية‭.. ‬فما‭ ‬أشبه‭ ‬اليوم‭ ‬بالبارحة‭.‬ وقد‭ ‬تحدث‭ ‬الكاتب‭ ‬عن‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬وأن‭ ‬الغزاة‭ ‬استخدموه‭ ‬وطبقوا‭ ‬مضمونه‭ ‬بمنهجية‭ ‬عالية‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬التوراة‭ ‬حتى‭ ‬زمن‭ ‬أوج‭ ‬الاستعمار‭. ‬ويهدف‭ ‬الطرد‭ ‬الى‭ ‬ترحيل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭. ‬وذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬عدة‭ ‬تعريفات‭ ‬للتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وكلها‭ ‬تقريباً‭ ‬تتشابه‭ ‬بانه‭ ‬طرد‭ ‬جماعي‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬يتم‭ ‬بالقوة‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭... ‬الخ‭.‬ وإن‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬يعتبر‭ ‬في‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تخضع‭ ‬للمحاكمة‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وإن‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬هم‭ ‬مجموعة‭ ‬معروفة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬وزملائه‭ ‬أمثال‭: ‬ياجيل‭ ‬يادين،‭ ‬وموشيه‭ ‬ديان،‭ ‬وإيجال‭ ‬آلون،‭ ‬ويتسحاق‭ ‬ساديه‭. ‬ويذكر‭ ‬الكاتب‭ ‬أسماء‭ ‬بعض‭ ‬الضباط‭ ‬الذين‭ ‬قادوا‭ ‬عمليات‭ ‬تطهير‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬كاللد‭ ‬والرملة‭ ‬وصفد‭ ‬والجليل‭.‬ ويستغرب‭ ‬الكاتب‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬اسقاط‭ ‬جريمة‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬العالمية‭ ‬الجماعية‭ ‬ومحو‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬ضمير‭ ‬العالم،‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مراسلين‭ ‬صحفيين‭ ‬أجانب‭ ‬ومراقبين‭ ‬تابعين‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬ يكشف‭ ‬كتاب‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬كيف‭ ‬جرت‭ ‬عمليات‭ ‬التطهير‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬سنة‭ ‬1948،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬الترحيل‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬جزءاً‭ ‬جوهرياً‭ ‬من‭ ‬استراتيجيا‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭. ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬هروب‭ ‬أو‭ ‬انتقال‭ ‬إرادي‭ ‬للسكان‭.‬ ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬للكاتب‭ ‬إيلان‭ ‬بابيه؛‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬الجريئة‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بطريقة‭ ‬جديدة‭ ‬وهي‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الرواية‭ ‬الرسمية،‭ ‬عن‭ ‬طريقتسجيل‭ ‬شهادة‭ ‬موثقة‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬التطهير‭ ‬العنصري‮‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬إسرائيل‭ ‬حرب‭ ‬التحرير‭.‬ واعتبر‭ ‬الدكتور‭ ‬ريتشارد‭ ‬فولك،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وممارسته‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬برينستون،‭ ‬ومقرر‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سابقا،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إيلان‭ ‬بابيه‭ ‬ألف‭ ‬كتابا‭ ‬مدهشا‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬–‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحاضرها‭ ‬ومستقبلها‮»‬‭. ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬التي‭ ‬وظفها‭ ‬البروفيسور‭ ‬بابيه‭ ‬في‭ ‬بحثه،‭ ‬وكذلك‭ ‬شجاعته؛‭ ‬وجهتا‭ ‬خطاه‭ ‬للتنقيب‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجرائم؛‭ ‬فهو‭ ‬ينظر‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بمنظور‭ ‬جرائم‭ ‬التطهير‭ ‬العراقي‭.‬ وفي‭ ‬الكتاب‭ ‬معلومات‭ ‬توثقحرب‭ ‬1948‮‬والأعمال‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬القرى،‭ ‬والإعدامات‭ ‬الجماعية،‭ ‬وتعذيب‭ ‬الضحايا‭. ‬ويشير‭ ‬بابيه،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬تهجير‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬القادة‭ ‬الصهاينة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬‮«‬كانت‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬اليهودية‭ ‬المحضة‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬الأيديولوجيا‭ ‬الصهيونية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬برزت‭ ‬الحركة‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‮»‬‭.‬ ويختم‭ ‬بابيه‭ ‬الكتاب‭ ‬بالقول،‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كدولة‭ ‬وكشعب‭ ‬ليست‭ ‬نادمة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعلت‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭.‬ وما‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أنه‭ ‬يقدم‭ ‬صورة‭ ‬شاملة‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬منأعمال‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‮‬أصحاب‭ ‬الأرض،‭ ‬عامي‭ ‬1947‭ ‬و1948،‭ ‬بأسلوب‭ ‬علمي‭ ‬جريء،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنّ‭ ‬مؤلفه‭ ‬مؤرخ‭ ‬يهودي‭ ‬يساري،‭ ‬حاول‭ ‬دحض‭ ‬مزاعم‭ ‬الصهيونية‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تروجها‭ ‬إسرائيل‭ ‬لشعبها‭ ‬وللعالم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬السابقة‭. ‬وتأتي‭ ‬أهمية‭ ‬الكتاب‭ ‬لكونه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أرشيف‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬والأرشيفات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وعلى‭ ‬شهادات‭ ‬الناجين‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

مشاركة :