دعت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إلى معالجة الاختلالات في التوازن والخلافات بين الاتحاد الأوروبي والصين، وذلك بمناسبة أول قمة حضورية بين الطرفين منذ أكثر من أربعة أعوام تعقد في بكين. وقالت فون دير لاين: إن "الصين أهم شريك تجاري للاتحاد الأوروبي لكن هناك اختلالات واضحة في التوازن وخلافات علينا معالجتها"، وفقا لـ"الفرنسية". بدوره أكد شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي في مستهل القمة مع الرئيس الصيني شي جين بينج أن التكتل يريد "علاقة مستقرة مع الصين يستفيد منها كلا الطرفين". وقال مخاطبا شي في كلمته الافتتاحية للقمة الأوروبية الصينية: "نحن متحدون في الالتزام بالسعي لإقامة علاقة مستقرة مع الصين يستفيد منها كلا الطرفين"، مشددا على أن التكتل يسعى لعلاقة تقوم على "مبادئ الشفافية، والقدرة على التوقع، والمعاملة بالمثل". وتركز القمة الـ24 بين الصين والاتحاد الأوروبي، التي جمعت الرئيس الصيني شي جين بينج في بكين مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي أمس، خاصة على الخلل التجاري بين الشريكين، الذي اتسع في الأعوام الأخيرة. وقصد الزعيمان الأوروبيان العاصمة الصينية لحضور قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين. ورأى شي أن على الصين والاتحاد الأوروبي أن "يواجها معا التحديات العالمية"، قائلا: "علينا أن نواجه معا التحديات العالمية ونعمل على نشر الاستقرار والازدهار في العالم". وهذه أول قمة حضورية بين الطرفين منذ أكثر من أربعة أعوام بعد أن أدت جائحة كوفيد - 19 إلى عزل الصين عن بقية العالم. وقال شي خلال اجتماعه، إنه لا يجب على الصين والاتحاد الأوروبي أن يروا بعضهما كخصمين بسبب اختلاف الأنظمة أو أن يحدوا من التعاون بسبب التنافس أو أن تحدث مواجهة بينهما بسبب الاختلافات. وأضاف شي أن الصين ترغب في أن تجعل الاتحاد الأوروبي شريكا اقتصاديا وتجاريا رئيسا وشريكا ذا أولوية في التعاون في مجال التكنولوجيا. وأكد أن الصين على استعداد لتصبح شريكا اقتصاديا وتجاريا رئيسا للاتحاد الأوروبي، وعلى استعداد للعمل مع الاتحاد الأوروبي بشأن السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد. وأضاف أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي والصين خفض التعاون بينهما بسبب المنافسة بين الجانبين. وأوضح جين بينج أن الحوارات السابقة، على سبيل المثال بشأن التجارة والبيئة، حققت نتائج جيدة هذا العام وعلينا العمل باستمرار على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والاتصالات والتعاون. وشدد أن على الصين والاتحاد الأوروبي العمل معا من أجل الاستقرار العالمي والتنمية في ضوء "التغير غير المتوقع" في المعترك السياسي العالمي.وقال ميشال في منشور عبر منصة "إكس": إن الاتحاد الأوروبي سيستمر في التواصل مع الصين بناء على الشفافية والقدرة على التنبؤ والمعاملة بالمثل. وكتبت فون دير لاين عبر منصة "إكس" قبل اللقاء أن الصين والاتحاد الأوروبي" تربطهما علاقة اقتصادية وجيوسياسية مهمة لكن معقدة". ومنذ خرجت الصين من عزلتها تقاطر عليها عديد من المفوضين الأوروبيين لاستئناف اللقاءات الحضورية بين الطرفين. لكن الملفات التي تباعد بين الاتحاد الأوروبي وأكبر شريك اقتصادي له لا تزال كثيرة وفي مقدمها العجز التجاري الكبير والحرب في أوكرانيا. وكانت فون دير لاين حذرت من أن الاتحاد الأوروبي لن يتغاضى إلى ما لا نهاية عن الخلل الكبير في الميزان التجاري بينه وبين الصين، مؤكدة في الوقت نفسه تفضيلها "حلولا تفاوضية" تعالج هذا الخلل الذي يصب في مصلحة بكين. وأكدت رئيسة المفوضية أن إعادة التوازن إلى المبادلات تصب في مصلحة الصين أيضا، مؤكدة أنه يتعين على بكين الآن أن "تدرس بعناية" الخيارات المطروحة. ولفتت فون دير لاين إلى أن العجز في الميزان التجاري الأوروبي مع الصين تضاعف خلال عامين ليصل إلى رقم قياسي قدره 390 مليار يورو 2022. وشددت على أن القمة الأوروبية - الصينية هي "قمة الخيارات" و"يمكن تحديد عديد من الخيارات الإيجابية لتحسين الوضع".
مشاركة :