بعد التعرف على سياسة الدخول الجديدة بدون تأشيرة إلى الصين، حجز السائح الألماني كراوس آرثر روبرت على الفور تذكرة لرحلة لم يتم الإعداد لها إلى شانغهاي. وقال روبرت، الذي عدل المخطط العام لرحلته ليشمل زيارة إلى شانغهاي قبل التوجه إلى بانكوك: "قرأت عن السياسة الجديدة على الإنترنت وعلمت أنه من الممكن القدوم بدون تأشيرة للقيام بزيارة قصيرة الأجل لرؤية المدينة". وتجرب الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا، بهدف تعزيز التبادلات الشعبية والانفتاح رفيع المستوى. وفي الفترة من أول ديسمبر الجاري إلى 30 نوفمبر من العام المقبل، يمكن لحاملي جوازات السفر العادية من الدول الست المذكورة أعلاه دخول الصين بدون تأشيرة للقيام بأعمال والسياحة وزيارة الأقارب والأصدقاء والعبور لمدة لا تزيد عن 15 يوما. وقال أوبيدا إسبي خوان رافائيل، رجل أعمال إسباني وواحد من 2029 شخصا استفادوا من هذه السياسة الجديدة في اليوم الأول لإطلاقها: "الآن، إذا كانت هناك حاجة للقيام بتبادلات تجارية، يمكنني ببساطة شراء تذكرة طائرة والقدوم إلى الصين، وهو أمر مريح للغاية". وحتى الساعة 6:00 مساء يوم الاثنين الماضي، دخل ما يقرب من 1400 شخص من الدول الست إلى الصين عبر مطاري بودونغ وهونغتشياو في شانغهاي بموجب سياسة الإعفاء من التأشيرة، واستقبل مطار هانغتشو الدولي في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين أكثر من 330 شخصا، وفقا لإحصاءات سلطات الخروج والدخول المحلية. وفي الوقت نفسه، تم طرح مجموعة من التدابير لتعزيز تجربة المسافرين المعفيين من التأشيرة. فعلى سبيل المثال، عزز مطار هانغتشو خدمات الترجمة لديه، حيث قدم المساعدة بلغات متعددة مثل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمسافرين، ووسع جداول رحلاته إلى المدن الدولية الشهيرة، وأضاف خطوطا جوية مباشرة عابرة للقارات. وفي شانغهاي، تعاونت سلطات الهجرة مع شركات الطيران لتحسين الإجراءات الجمركية، وقامت بمراقبة تدفق الركاب عن كثب، وفتحت على وجه السرعة قنوات تفتيش من أجل المعالجة الفعالة. وتعد سياسة الإعفاء من التأشيرة هي أحدث جهود الصين لتعزيز السياحة والتبادلات الاقتصادية. وفي الشهر الماضي، وسعت الصين سياسة العبور بدون تأشيرة لتشمل مواطنين من النرويج للإقامة 72/144 ساعة، ليصل العدد الإجمالي للبلدان المشمولة بهذه السياسة إلى 54. وقالت الهيئة الوطنية للهجرة إن إدارات الهجرة في جميع أنحاء الصين تعاملت مع 123 مليون عملية دخول وخروج عبر الحدود في الربع الثالث من عام 2023، بزيادة سنوية قدرها 454.4 في المائة. وأسفرت سياسة الصين لإعفاء المسافرين من ست دول من التأشيرة عن نتائج إيجابية، وستواصل وزارة الخارجية تحسين السياسة المتعلقة بالتأشيرات لتوفير المزيد من الراحة للسفر عبر الحدود، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين يوم الثلاثاء الماضي. وقال وانغ، نقلا عن بيانات الهيئة الوطنية للهجرة، إن حوالي 7000 شخص من الدول الست التي تغطيها سياسة الإعفاء من التأشيرة دخلوا إلى الصين في الفترة من الأول إلى الثالث من ديسمبر الجاري، وهو ما يمثل 39 في المائة من إجمالي عدد الوافدين من هذه الدول. وقال تشو وي هونغ، نائب المدير العام لوكالة السفر (سبرينغ تور): "هذه السياسة (الإعفاء من التأشيرة) مثيرة للغاية وهي مواتية تماما للسياحة الوافدة"، مضيفا أن "الزيادة في عدد السياح الوافدين ستدفع الاستهلاك في قطاعات تشمل النقل والمطاعم والإقامة والتسوق". ومن وجهة نظر لويجي جامبارديلا، رئيس (تشاينا إي يو)، وهي جمعية رقمية دولية تقودها أوساط الأعمال في بروكسل، فإن الإعفاء من التأشيرة للمسافرين من الاقتصادات الأوروبية الكبرى سيسهل أيضا على مديري الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم السفر إلى الصين للقيام بأعمال والمشاركة في معارض وما إلى ذلك، مما سيعزز أيضا الثقة في الاستثمار في الصين. وأضاف جامبارديلا "يحتاج الناس إلى تجربة مباشرة لاكتساب فهم حقيقي لبلد مختلف وثقافة مختلفة. لقد غيرت زيارات العديد من الناس إلى الصين صورهم النمطية عن هذا البلد".