تتحدى الملاكمة صدف رحيمي البالغة 19 عاما الصور النمطية الذكورية السائدة في افغانستان وتحاول كسر المحرمات في هذا البلد المحافظ الذي يرزح تحت ثقل تقاليد متوارثة منذ اجيال تحظر ممارسة النساء للرياضة. تضع هذه الشابة المفتولة العضلات البالغ وزنها 60 كيلوغراما، بخفر قفازي الملاكمة استعدادا لبدء التمارين مع اغا غول الامير احد مدربيها. وتلف صدف على رأسها عصبة سوداء تغطي شعرها. وتقول "ارتدي الحجاب ايضا خارج التمارين. فنحن نعيش في بلد محافظ". ومنذ ان أطيح بنظام طالبان المعروف بتمييزه الكبير بحق النساء في عام 2011 شهد وضع النساء في افغانستان تحسنا كبيرا الا ان الكثير من المفاهيم الذكورية لا تزال سائدة في المجتمع الافغاني خصوصا تلك التي تحصر دور النساء بالطبخ وتربية الاطفال. تؤكد صدف التي تمارس الملاكمة منذ سبع سنوات أنها ملزمة اخلاقيا ب"اثبات أن النساء لسن مرغمات على ملازمة منزلهن. يمكن أن يكن متساويات مع الرجال". صدف المتحدرة من اسرة طاجيكية من الطبقة الوسطى اضطرت بداية لتحدي الموقف الممانع من اهلها في وجه شغفها بالملاكمة، وهي رياضة اكتشفتها من خلال مشاهدة مايك تايسون وليلى علي ابنة محمد علي كلاي على التلفزيون. وتروي هذه الشابة التي تتابع دراستها في الاقتصاد "عائلتي كانت معارضة في البداية. اقربائي كانوا يتساءلون عن سبب ممارستي للملاكمة ويرون ان من واجبي المساعدة في المسؤوليات المنزلية والطبخ. كذلك فإن قريبتي لا تزال على موقفها المعارض". تثأر هذه الملاكمة الشابة بطريقتها الخاصة من الصفحات الحالكة للتاريخ الافغاني الحديث، اذ انها تتدرب في غرفة تبديل الملابس في الملعب الوطني الافغاني الذي كان يستخدمه مقاتلو طالبان كمسرح لعمليات الاعدام العلنية ابان حكمهم لأفغانستان بين سنتي 1996 و2001. ولجعل الملاكمة اكثر جذبا للفتيات، تعتزم صدف تأسيس ناديها الخاص وممارسة التدريب. لكن قبل الوصول الى هذه المرحلة، لا بد لهذه الملاكمة الشابة من اعتلاء منصات تتويج عالمية، وهو حلم لا يزال بعيد المنال.
مشاركة :