43 % من الأوروبيين يثقون بالصحافة المطبوعة

  • 3/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما فاز فيلم "سبوت لايت" بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، فرح كل صحافي في الصحافة المطبوعة. لكن احتفال صحافيي "بوسطن جلوب" الشجعان الذين يحققون في موضوع الكهنة المثليين، الذين كانوا يمارسون الجنس من الأطفال، يجلب الثناء على صناعتنا الفانية. معظم الناس لا يثقون بنا وتوقفوا عن شراء منتجاتنا. الشعبويون بشكل خاص، من مارين لوبان إلى دونالد ترامب، يعيشون من توجيه الإهانات لنا. الأسوأ من ذلك، أن لديهم وجهة نظر. نحن مذهولون من صعودهم، إلى حد كبير لأننا نادراً ما نُعد التقارير من أماكن الحدث - غالباً ضواحي بعيدة وبلدات ريفية فقيرة - حيث يعيش الناخبون المؤيدون لهم. يميل الصحافيون في البلدان الغربية "وأنا من بينهم" إلى البحث في عدد قليل من المدن الكبيرة الغنية، من خلال التحدّث إلى أشخاص مثلنا. فلا عجب أن الناس الذين نستثنيهم يشعرون بالغضب. عندما تواجه طبقة حاكمة ذكية الغضب الشعبي، فهي تعرف ما ينبغي عمله: تغيير القليل حتى يبقى كل شيء كما هو. الحالة الكلاسيكية هي بريطانيا في القرن التاسع عشر: تجنّب الأغنياء الثورة وتمسّكوا بالسلطة من خلال السماح تدريجياً لمزيد من الناس العاديين بالتصويت. اليوم، وسائل الإعلام - مثل كل مؤسسة - بحاجة إلى التغيير. ينبغي للصحافيين الانتشار إلى المحافظات والاستماع إلى الناس العاديين. وسائل الإعلام الوطنية ربما كانت دائماً مفرطة في تغطية أحداث المدن الرئيسية. عندما بدأت بقراءة الصحف البريطانية أثناء فترة مراهقتي في لندن، كنت أفترض أنني أقرأ طبعات لندن المحلية، لأن كل الأخبار تقريباً كانت عن لندن "شمال النهر". أول مرة ذهبت فيها إلى مكان آخر في بريطانيا واشتريت صحيفة وطنية، أدركت أنها صحيفة لندن. إنها تُدعى فقط صحيفة وطنية. حتى أوائل القرن 21، كانت البلدان الغربية تملك صحفا محلية قوية أيضاً، من "بوسطن جلوب" إلى "يوركشاير إيفنينج بوست". وكانت المحافظات تحصل على تغطية. بعد ذلك، الإنترنت دمّرت الصحف المحلية. حتى غرفة أخبار صحيفة "جلوب" تقلّصت، بينما تراجع تداولها. اليوم معظم الصحافيين المتبقين يعيشون في مقاطعات حضرية مثل بروكلين وشمالي لندن ووسط باريس، ويبدون مثل فئة النخبة التي يُغطّون أخبارها. "بريطانيا النخبوية"، تقرير عام 2014 بتكليف من الحكومة، وجد أن 54 في المائة من "أبرز 100 مهني في مجال الإعلام" في البلاد قد درسوا في مدارس خاصة. الصحافيون والسياسيون وكبار موظفي الخدمة المدنية ورجال الأعمال يلتقون باعتبارهم زملاء دراسة، ثم يتزوجون بعضهم بعضا، أو يُصبحون جيرانا. لا مفر من الإقرار بأننا بحاجة إلى كثير من الصحافيين في العواصم، لأن هناك تكمُن القوة. لكن هناك الآن كثيرا منهم. النتيجة هي "داخل المنطقة الحضرية" هناك التقارير المهووسة بموقف بوريس جونسون فيما يتعلّق بخروج بريطانيا، بدلاً من الذهاب إلى المناطق النائية لمعرفة رأي الناخبين. الأمر أسوأ في فرنسا: صحيفة "لوموند" غالباً ما تبدو كأنها صحيفة قصر فيرساي نحو عام 1788، تكتب عن أفراد البلاط المؤيدين. فيما يلي ثلاثة عنواين رئيسية من الصفحات المجاورة في طبعة 21 شباط (فبراير): "كيف يستعد مونتيبورج (وزير اقتصاد سابق) لعودته"، و"في الحزب الجمهوري، مغادران يلحقان الضرر بنيكولا ساركوزي"، و"فرانسوا هولاند: يُمكن أن أكون مرشحاً، يُمكن أن لا أكون مرشحاً". مرة كل أربعة أعوام، خلال الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، وسائل الإعلام الأمريكية تكتشف قلب الحدث. إيفان أوسنوس، الذي يُغطي سباق عام 2016 لصحيفة "ذا نيويوركر"، يكتب بتعجّب: 24 ساعة تقضيها على أرض الواقع في ولاية ساوث داكوتا تساوي ستة أسابيع في مكتبك في واشنطن". إنك تتعلّم مزيدا من الاستماع "لكل هؤلاء الناس الموجودين هناك". الحل الواضح هو وضع مزيد من الصحافيين "هناك". هذا من شأنه توفير عناء اندفاع الصحافين حول المدن الرئيسية لتغطية ما يدعوه المؤرخ دانييل بورستين "الأحداث الزائفة المُصنّعة"، مثل تحضير المؤتمرات الصحافية التي، على أي حال، يتم الآن بثها على الإنترنت. هذا من شأنه وضع حد لسخافة وجود معلّقين أمريكيين يأخذون نبض الدولة من بروكلين. ومن شأنه كذلك أن يُبيّن للناس "هناك" أن وسائل الإعلام تعرف أنهم موجودون. الأفضل من كل هذا، الصحافي الذي ينتقل من المدن الرئيسية ذات الأسعار المُبالغ فيها إلى المحافظات سيحصل على نوع من زيادة الراتب بحُكم الأمر الواقع ـ التي لم نسمع عنها تقريباً في صناعتنا. "أنا لم أنتقل إلى زمرة المتطوعين بعد". إرسال شباب متعلمين إلى المناطق الريفية ربما يبدو كأنه إعادة تأهيل "ماوية"، لكن وسائل الإعلام بحاجة إلى هزّة. تذكر المفوضية الأوروبية أن 43 في المائة فقط من الأوروبيين يثقون الآن بالصحافة المطبوعة. تقول شركة جالوب لاستطلاعات الرأي "إن أربعة من كل عشرة أمريكيين ـ أدنى مستوى على الإطلاق ـ لديهم "قدر كبير" أو "حجم لا بأس به" من الثقة بوسائل الإعلام". ترامب يعرف تماماً ما الذي يفعله عندما يُهاجم الصحافيين، فضلاً عن السياسيين. فكر في هجومه المعادي للنساء الذي استهدف مُقدّمة قناة فوكس، ميجان كيلي، أو تهديده يوم الإثنين بتغيير القوانين "حتى تكون الصحافة صادقة". كل قسم من المؤسسة الغربية عليه أن يحاول الاتصال بالناس العاديين دون تقليد عنصرية ترامب. الذين يرجون أن يصبحوا سياسيين في المستقبل ربما يتعلمون من مشكلات هيلاري كلينتون وألا يقيموا علاقات مع المصارف. ربما تلغي هارفارد رسوم الدراسة. وربما تقبل المصارف مزيدا من التنظيم القليل. في حال تطبيق جهود قوية من المؤسسة، فربما لن يعود عام 1789 مرة أخرى.

مشاركة :