بيروت - قُتل سوريّ وثلاثة عناصر من حزب الله اللبناني الجمعة باستهداف مسيّرة إسرائيلية لسيّارتهم في جنوب سوريا وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما أصيب ثلاثة جنود لبنانيين بجروح طفيفة جراء قصف إسرائيلي في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مصدر طبي، في حين أعلن الجيش عن هجوم إسرائيلي ثان على مستشفى عسكري دون سقوط ضحايا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "قُتل سوري وثلاثة من حزب الله من الجنسية اللبنانية، من وحدة الرصد وإطلاق الصواريخ، باستهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لسيارة أجرة كانت تقلهم في مدينة البعث" التابعة لمحافظة القنيطرة. وكان المرصد قد ذكر سابقا أن القتلى الأربعة "موالون لحزب الله"، قبل أن يتمكن لاحقا من تحديد جنسياتهم، ليؤكد حزب الله مساء الجمعة مقتل ثلاثة من عناصره، دون الخوض في التفاصيل. وشنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا منذ اندلاع الحرب فيها عام 2011 استهدفت خصوصا فصائل مدعومة من إيران وعناصر بحزب الله إضافة إلى مواقع للجيش السوري، لكنها كثّفت تلك الهجمات منذ بدء حربها مع حركة حماس في قطاع غزة المحاصر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وكان المرصد أفاد ليل الخميس الجمعة بأن إسرائيل "قصفت بثمانية صواريخ مواقع في محافظة ريف دمشق الجنوبي الغربي، وموقعا عسكريا لقوات النظام في شرق بلدة حضر بالقنيطرة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية"، مشيراً إلى أن ذلك جاء ردا على "قصف الجولان السوري المحتل". وأعلن المرصد الأسبوع الماضي مقتل ضابطين في الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين مواليين لحزب الله في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للحزب اللبناني قرب دمشق، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء هدنة استمرّت سبعة أيام بين إسرائيل وحماس. ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها عازمة على التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد. وفي تطور آخر قال مصدر طبي لبناني "تعرض محيط موقع الجيش اللبناني في منطقة رأس الناقورة الساحلية في جنوب لبنان، عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، لقصف إسرائيلي بقذائف مدفعية وأفادت المعلومات بأن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح خفيفة". وشوهد الجنود اللبنانيون وهم ممددين على نقالات، وبدا أنهم يعانون صعوبات في التنفس لكن لم تظهر عليهم جروح مفتوحة. ويأتي ذلك بعد يومين من مقتل شخصين، أحدهما جندي هو الضحية الأولى من الجيش اللبناني منذ بدء تبادل إطلاق النار شبه اليومي على الحدود بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في أعقاب اندلاع الحرب في غزة. واعترف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ القصف وأعرب عن "أسفه"، قائلا إنه كان يستهدف موقعا لحزب الله وليس الجيش. وقال الجيش اللبناني في بيان الجمعة إنه "بتاريخ 8/12/2023، تعرض المركز الاستشفائي التابع للجيش في بلدة عين إبل - الجنوب لقصف من قبل العدو الإسرائيلي ما أدى إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات". وبدأ تبادل إطلاق النار بشكل منتظم عبر الحدود في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس اثر الهجوم المباغت الذي شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأعلن حزب الله الذي تربطه علاقة وثيقة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مسؤوليته الجمعة عن سلسلة هجمات ضد قوات ومواقع إسرائيلية قرب الحدود. وفي الوقت نفسه، أعلنت إسرائيل مواصلة قصفها مناطق حدودية واستهداف البنية التحتية للحزب. وأسفرت أعمال العنف على الحدود عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصا في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله، فضلا عن 16 مدنيا بينهم ثلاثة صحافيين. وقُتل الخميس مدني في شمال إسرائيل بصاروخ مضاد للدروع أطلق من جنوب لبنان، ليصل عدد القتلى في الهجمات من الأراضي اللبنانية إلى ستة عسكريين إسرائيليين وأربعة مدنيين على الأقل، بحسب السلطات. وأعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ الخميس قائلا إنه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية. وفي اليوم نفسه، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عن مقتل اثنين من عناصرها، ليصل عدد أعضائها الذين قتلوا منذ بدء التصعيد في جنوب لبنان إلى ثمانية.
مشاركة :