◄ الذكاء الاصطناعي قادر على مكافحة الاحتيال المالي وتحسين استراتيجيات التداول في البورصات ◄ الذكاء الاصطناعي التوليدي يُحلل البيانات الضخمة بقدرات تفوق البشر ◄ تحليل اتجاهات الزبائن وتحسين الأداء.. من أبرز أدوار الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء الرؤية- سارة العبرية أكد المهندس رائف بن علي الزكواني مدرب معتمد ومختص في الذكاء الاصطناعي أن أتمتة العمليات والأعمال الروتينية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأي شركة بشكل عام، من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسهم في تحسين العمليات الروتينية والمهام، بما يضمن تيسير العمل وزيادة الكفاءة التشغلية في عدة مجالات، ومنها مساعدة الموظفين على سرعة اتخاذ القرارات من خلال إنشاء نماذج تنبؤية لتحديد المخاطر وتحسين الكفاءة. وقال الزكواني- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن عددًا من الدراسات كشف كيفية إسهام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحويل الأعمال ودفع النمو بشكل غير مسبوق، لا سيما في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مُبرزًا الإمكانيات الهائلة المتاحة أمام الشركات للاستفادة من هذه التكنولوجيا الرائدة عبر تحسين عملياتها الروتينية وبيع منتجاتها وخدماتها بطريقة أفضل. وأضاف الزكواني أن هناك بعض الأمثلة الشائعة في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال؛ منها: إنشاء المحتوى؛ حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أتمتة إنشاء المحتوى، مثل كتابة نسخة تسويقية وأوصاف المنتجات والمقالات الإخبارية، مما يوفر الوقت والجهد والموارد. وأضاف: "لو توسعنا أكثر في حياتنا المهنية بإمكان الذكاء الاصطناعي كتابة محتوى احترافي لعقود الشركات، والقوانين الإدارية، والأوامر التشغيلية بمجرد أن ترفع شركة المقاولات المعلومات المطلوبة في نظام الشركة، ثم تجري عملية أتمتة العقود حسب معايير محددة يُحللها الذكاء الاصطناعي". وأكد أن دعم العملاء من أكثر الأدوات التي من المؤمل رؤيتها في المستقبل القريب، خاصة من خلال الدردشة الذكية "الشات بوت-Chatbot"؛ حيث يمكن توظيفه كأحد أنظمة دعم العملاء، مما يوفر استجابات فعّالة مع الحفاظ على لمسة إنسانية في المخاطبة". وأوضح أن "الشات بوت" يمثل واحدة من لغات البرمجة فيما يعرف بالتعلُّم العميق "Deep Learning" والذي يسمح بتحليل البيانات وفق مدخلات العميل، لافتًا إلى أن روبوتات الدردشة الحديثة والمتطورة تتعرف على الصور عند رفعها في الدردشة؛ مما يسمح بتحليلها للمنتج وتستنتج المخرجات الصحيحة. وذكر الزكواني أن أتمتة العمليات والأعمال الروتينية يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات الروتينية والمهام البسيطة لتيسير العمل وزيادة الكفاءة التشغلية في عدة مجالات، إذ إنه على سبيل المثال يُساعد الموظفين على اتخاذ القرارات بشكل أسرع من خلال إنشاء نماذج تنبؤية لتحديد المخاطر وتحسين الكفاءة، وللشركات إعادة ابتكار العمليات وزيادة الكفاءة وخفض التكاليف عبر مختلف الصناعات والأعمال. وأوضح أن هذه التقنيات تساعد على تصميم منتجات في مجال التسويق؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تصميم المنتجات بطريقة مبتكرة وخارجة عن المؤلوف بمجرد كتابة وصف دقيق عن الصورة المراد إنشاؤها؛ فيسمح بالنظر للخيارات المتعددة لتصميم نماذج أولية، ومن أشهر التطبيقات المعروفة تطبيق ميدجرني "Midjourney Adobe Firefly" و"MSBing". وبيّن الزكواني أن الخدمات المالية في قطاع التكنولوجيا المالية، يمكن أن تساعد الذكاء الاصطناعي في مكافحة الاحتيال وأتمتة التحليل المالي وتحسين استراتيجيات التداول من خلال تحديد الأنماط والاتجاهات والمشكلات المحتملة وكذلك يسمح للشركات من اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات. استثمار الشركات العالمية وأوضح رائف الزكواني أن شركة أمازون الأمريكية- على سبيل المثال- تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء نص الإعلانات، كما أضافت الذكاء الاصطناعي في خدمتها السحابية عبر "Amazon Web Services"، إضافة إلى شركات البث عبر الإنترنت مثل يوتيوب ونتلفلكس والتي أنشأت نظام التوصيات "preferences/ recommended" للأفلام وعروض مخصصة للعملاء حسب اهتمامهم من خلال تحليل السلوكيات والأنماط لكل مستخدم. أنشطة التسويق واعتبر الزكواني أن عالم التسويق من المجالات السريعة في مواكبة التطور التكنولوجي لا سيما في استهداف فئات مختلفة من المجتمع؛ حيث إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أداة فعّالة في إعادة تشكيل مشهد التسويق الرقمي الحديث، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي مجرد تحليل البيانات والتعلم منها؛ إذ يتميز بقدرته على إنشاء محتوى جديد ومبتكر، مما يفتح آفاقًا جديدة للشركات في تعزيز استراتيجيات التسويق لديها. وقال الزكواني إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يساهم في تحليل البيانات الضخمة (Big Data) بطرق تفوق القدرات البشرية، ويمكنه تقديم رؤى عميقة حول سلوك العملاء، والتفضيلات، والاتجاهات السوقية، ضاربًا المثال بقيام أحد المتاجر الأمريكية بتوظيف الذكاء الاصطناعي في كاميرات المراقبة لتحليل أوجه العملاء وهم يتفاعلون مع المنتج مثل السعر ومكوناته وغيرها من السلوكيات التسويقية المعتادة. وأشار الزكواني إلى أن الذكاء الاصطناعي يؤدي دورًا حيويًا في تحليل اتجاهات العملاء أو المتسوقين على الرفوف المختلفة للمنتجات، حيث يساعد في تحديد السلع التي تجذب انتباههم بشكل أكبر. تعتبر هذه البيانات التسويقية الضخمة محورية، حيث تتطلب معالجات سريعة تتجاوز قدرات الموظف العادي. ونتيجة لذلك، يمكن للشركات اتخاذ قرارات تسويقية مستنيرة وفعّالة، وإعادة صياغة استراتيجيات الترويج باستخدام خطط متنوعة، مضيفًا يمكن لهذه التكنولوجيا تحسين استهداف الإعلانات وتخصيص الحملات التسويقية لتحقيق أقصى قدر من الفعالية. ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعزز التفاعل مع العملاء من خلال الروبوتات الذكية كالمساعدين الافتراضيين المرتبطين بمخرجات صوتية لتقديم تجربة عملاء مُحسَّنة تتميز بالاستجابة السريعة وتقديم المعلومات والمساعدات بدقة. وقال إن شركة أمازون أعلنت عن نيتها إصدار النسخة المستحدثة لـ"ألكسا" مع خاصية الذكاء الاصطناعي؛ مما يسمح التفاعل مع نموذج اللغة الطبيعية مع المستخدمين بطريقة أكثر سهولة وذكاءً وإفادة. وحول طرق تحليل البيانات، أوضح خبير الذكاء الاصطناعي أن هناك أساليبَ متعددة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لاتخاذ قرارات استراتيجية في مجال الأعمال، ومن بين هذه الأساليب: Microsoft Power BI، و Oracle BI، والذي يُعرف بتحليله الذكي الذي يساهم في تمكين المؤسسات من اتخاذ قرارات أفضل وتنفيذ إجراءات مستنيرة، ويُشير إلى إمكانيات تحليلية تتيح الإجابة على أسئلة متنوعة مثل "من، ما، متى، وأين، ولماذا وكيف". وألقى الزكواني الضوء على استخدام بنك أوف أمريكا للذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات المخاطر لتحديد العملاء المعرضين لخطر الائتمان، وأظهر النموذج كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات في اتخاذ قرارات أكثر حكمة بشأن مخاطر الائتمان، مما يساعد على تقليل الخسائر وتعزيز كفاءة العمليات المصرفية. وردًا على سؤال حول تحسين عمليات الأمن والحماية للشركات ضد التهديدات السيبرانية، أوضح الزكواني أن مجال الأمن السيبراني يشهد تطورًا كبيرًا في استخدام التكنولوجيا الذكية، ومن المتوقع أن يتم ربط الأمان السيبراني بعدة أنظمة، مشيرًا إلى أن التحول نحو تبني الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمثل أمرًا حيويًا للغاية. وهذا يتماشى مع دراسة أجرتها شركة "IBM" أوضحت من خلالها أن الأخطاء البشرية تمثل السبب الرئيسي في 95% من حالات اختراق وانتهاك أمان الشبكات، فيما يُعزز استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير الجهود المبذولة لتقليل هذه الأخطاء البشرية؛ حيث يقوم بتحليل الأنماط والأخطاء المتكررة. تحديات محتملة ويرى الزكواني أن من الطبيعي لأي شركة تتجه لتبني حلول الذكاء الاصطناعي أن تواجه تحديات كثيرة، خصوصًا في المنطقة العربية، مشيرًا إلى تحديين رئيسيين؛ وهما: التحديات التقنية في تطوير وتنفيذ أنظمة وبرمجيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ حيث إنه على الرغم من توافر أدوات الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، إلّا أن التطور اللافت حدث في 2021 مع إطلاق منصة OpenAI للتفاعل اللغوي تطبيق ChatGPT، ويتوازى ذلك مع قلة المهندسين المتخصصين في برمجة الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن التحدي الثاني يتمثل في الجوانب القانونية والأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي؛ حيث يتعين على الشركات الامتثال للقوانين واللوائح المتعلقة بحقوق الخصوصية والأمان والملكية الفكرية، مشددًا في هذا السياق على ضرورة أن تتوافق الاستخدامات مع المبادئ الأخلاقية.
مشاركة :