مختصّان يوضحان علاقة الشخير بزيادة حالات السمنة

  • 12/9/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح مختصّان في طب وبحوث النوم، أن الشخير يشكّل ظاهرة طبية مثيرة للاهتمام في الوقت الحالي. وقالا: إنه مع تزايد انتشار مشكلة الشخير في المجتمع، أصبح من المهمّ البحث عن علاقة هذه الظاهرة بزيادة حالات السمنة وتقنيات علاج هذه المشكلة المزعجة. وأوضح استشاري طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز فرع رابغ، الدكتور وائل العمودي، والباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور عمر قصي قنبر؛ أن الشخير قد يكون إشارة لوجود بعض الاضطرابات الخطيرة، مثل انقطاع النفس النومي. وأكّدا أنه لذلك يجب مراجعة الأطباء والاستشاريين المختصّين؛ للتأكُّد من عدم وجود انقطاع في النفس أثناء النوم، والذي يستدعي علاجًا مختلفًا عن الشخير المعتاد. كما أشارا إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بيّنت أن نسبة انتشار الشخير ككل في المجتمع السعودي، تصل إلى "40%"، وهذا يشير لأهمية هذا الموضوع وضرورة دراسته. وأظهرت تلك الدراسةُ أيضًا أن ربع المجتمع يعاني ممّا يعرف بالشخير الاعتيادي؛ وهو الشخير الذي يتكرّر ثلاث ليال أسبوعيًّا فأكثر. ولفت "د.العمودي" و"د.قنبر"، إلى أن الدراسات الحديثة أشارت إلى وجود ارتباط وثيق بين الشخير وزيادة السمنة؛ إذ يعزى ذلك جزئيًّا إلى التأثير السلبي لزيادة الوزن على هيكل الحنجرة والأنسجة المحيطة بها؛ مما يزيد من احتمال حدوث انسداد في مجرى الهواء أثناء النوم. إضافة إلى ذلك تلعب السمنة أيضًا دورًا في تغيير وظائف الجهاز التنفّسي؛ حيث يمكن أن تسبّب الدهون الزائدة في مناطق معينة من الجسم، اضطرابات في نمط التنفس أثناء النوم؛ مما يسهم في زيادة احتمالية حدوث الشخير. وقالا: إنه لا يمكن إلقاء اللوم بشكل حصري على السمنة؛ لوجود عوامل أخرى تسهم في انتشار مشكلة الشخير؛ منها مشاكل مجرى التنفس، كانسداد الأنف واللحميات، والذي يؤدي إلى زيادة الضغط في المجرى الهوائي؛ ممّا يجعل الهواء يتدفّق بسرعة أكبر، والذي يساهم بدوره في اهتزاز الأنسجة الرخوة وتكوين الشخير. أيضًا تعتبر الأدوية المهدئة والمنومة أحد هذه العوامل؛ حيث تسبّب انخفاضًا في مقاومة العضلات، والذي يؤدّي إلى استرخاء زائد في أنسجة الحلق وزيادة احتمال حدوث الشخير. كما يزيد التدخين من تهيج الأنسجة واحتقانها. وأشارا إلى أن وضعيات النوم المختلفة تلعب دورًا في تخفيف أو زيادة الشخير؛ حيث إن احتمالية حدوث الشخير تكون الأعلى عند النوم على الظهر، وتقلّ عند النوم على الجنب؛ ولذلك ينصح به. وتعتبر أيضًا التغيُّرات في نمط الحياة اليومي، مثل قلة النشاط البدني، واستهلاك الطعام الغني بالدهون، وزيادة القلق والضغوط النفسية؛ من العوامل التي تؤثّر على الوظائف الحيوية للجهاز التنفسي، وتسهم في حدوث الشخير؛ لذلك السمنة ليست السبب الوحيد، ولكنها جزء من تلك العوامل المتشعبة. وقال المختصان: إن وسائل علاج الشخير تطوّرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وأدّت التقنيات الحديثة إلى توفير حلول أكثر فاعلية وراحة للأفراد المتأثّرين، وذلك يعتمد على المسبب في هذا الشخير. وأشارا إلى أن العديد من الدراسات الطبية والتجارب السريرية، تسلّط الضوء على أهمية الحفاظ على وزن صحي، والتخلص من الوزن الزائد، وممارسة الرياضة، والالتزام بنظام غذائي صحي؛ كأساليب فعّالة للتخلّص من مشكلة الشخير بالأخص لو كانت المشكلة مرتبطة بالسمنة. وأوضحا أنّ تخفيف الوزن يؤدّي إلى تقليل الدهون في مناطق معينة؛ مثل منطقة الحلق والرقبة؛ مما يقلّل من احتمالية انسداد المجرى الهوائي، بالإضافة إلى تحسين وظائف الجهاز التنفسي. أما ممارسة الرياضة فتساعد على تقوية العضلات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك العضلات الموجودة في منطقة الحلق واللسان؛ إذ إن تقوية هذه العضلات قد تقلّل من اهتزازها، وبالتالي تقليل حدوث الشخير. كما أنّ تحسين اللياقة العامة يمكن أن يسهم في تحسين نوعية النوم، والنوم الجيد يقلّل من احتمالية حدوث الشخير، وبالأخص لو كانت ممارسة الرياضة مصحوبة بنمط غذائي صحي، وتجنب تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم. وبيّن المختصّان أنّ من أبرز الطرق للحدّ والتقليل من الشخير، جهاز تقديم الفك السفلي، والذي يوضع عند النوم، ويزال بكل سهولة عند الاستيقاظ. كما أنّ هناك وسائلَ جديدة تمّ تطويرها لتحسين نوعية النوم وتقليل تكرار الشخير، تشمل استخدام أدوية مزيلة للاحتقان، وبعض الأجهزة الخارجية كشرائط الأنف؛ للحفاظ على مجرى التنفس مفتوحًا، أو التوجه للعلاج الجراحي كآخر الحلول، لاسيما لو كان الانسداد مستمرًّا. من جهة أخرى، تمّ تحسين عمليات الجراحة للتعامل مع مشكلات الشخير؛ الهدف منها تقليص أو إزالة الأنسجة الزائدة، أو تصحيح مشكلة هيكلية "مثل انحراف الحاجز الأنفي"، عبر عمليات جراحية دقيقة تعدّ من بين الحلول الفعّالة. إضافة إلى ذلك توفر تقنيات الليزر الحديثة تحسينًا في إجراءات العلاج وتقليل المضاعفات الجراحية. ويعتبر أيضًا التوقف عن التدخين إحدى أهمّ الخطوات العلاجية، مع التقنين من استعمال الأدوية المهدئة والمنومة، والتي يجب أن تكون تحت إشراف طبيب. وأيضًا علاج مشاكل القلق والتوتّر الذي يمكن أن يسهم في العلاج؛ حيث إن تقنيات إدارة التوتر مثل التمارين التنفسية والاسترخاء، قد تكون مفيدة في تحسين الشخير في مثل هذه الحالات، وتحسين جودة الحياة الصحية.

مشاركة :