الصرع هو مرض شائع ويصيب الإنسان في أى مرحلة من مراحل العمر، نتيجة لخلل في النشاط الكهربائي للمخ وقد ارتبط مرض الصرع بالعديد من الخرافات والأساطير على مر السنين وفي كثير من الحضارات، وكان الاعتقاد السائد أن المتسبب في حدوثه «الجن»، إذ كان الناس يعتقدون أن الأرواح الشريرة تمسك بالأشخاص وتمسهم مساً شيطانياً فيصابون بالجنون الذي يلقي بهم أرضاً، وأنه مرض معدٍ وتلك هى خلفية الأساطير والخرافات والمخاوف التي أحاطت بالصرع، ولذلك نجد أن نظرة المجتمع لمرض الصرع والمصابين به هي نظرة مرتبطة بالخوف منهم، إذ تساورهم الكثير من الشكوك فنجد أن مريض الصرع يعيش داخل عزلة اجتماعية رغم أن مرض الصرع هو مرض عضوي. لذلك نجد أن التعايش مع المرض قد يصبح صعباً بعض الشيء ليس بسبب الأعراض الجسمانية، ولكن بسبب المفاهيم الخاطئة عن المرض والجهل والخوف، وهنا لا بد من تغيير هذه النظرة ليصبح التعايش معه أسهل عن طريق غرس المفهوم الذي يؤكد أن مريض الصرع لا يختلف عن الأشخاص الآخرين ومرض الصرع هو مشابه لأي مرض آخر قد يصيب الفرد، خاصة وأن تطور الطب والعلاج قد منح المصابين بالصرع إمكانية السيطرة على النوبات المصاحبة والتحكم فيها. وهنا يجب الإشارة إلى أن السلاح الحقيقي لمحاربة هذه الخرافات والمخاوف المرتبطة بمرض الصرع هو تعزيز الإدراك، وتوسيع قاعدة الفهم لأفراد المجتمع عن طريق نشر المعلومات الصحيحة عنه، مع بث التثقيف المستمر لكل شرائح المجتمع، والتواصل مع المؤسسات التعليمية عن طريق برامج الصحة المدرسية لنشر التوعية بين الطلاب والمعلمين أنفسهم. ولايزال المجتمع ينظر لمريض الصرع بنظرة وصمة العار، التي قد تؤثر سلبا على مريض الصرع وتمنعه من الانغماس في الحياة الاجتماعية والاندماج بأفراد المجتمع، مما يضطر الكثير من مرضى الصرع أو من ذويهم إلى إخفاء إصابتهم بالصرع، وذلك خوفا من وصمة العار، والتي قد تلاحقهم من أفراد المجتمع الآخرين، وربما قد تتبعهم حتى حياتهم المستقبلية، ورغبة منهم للحصول على فرص أفضل في المجتمع، كفرصة عمل أو زواج على سبيل المثال، الجدير بالذكر أن هذا التصرف -قطعا- غير صحيح، فقد يشكل عامل خطر على الفرد المصاب بالصرع وعلى مجتمعه، فمثلاً بعض المهن التي من الممكن أن تهدد حياة المريض أو من حوله في حالة إذا ما أصيب بنوبة الصرع أثناء عمله، وذلك كالتعامل مع الكهرباء أو قيادة السيارات على سبيل المثال لا الحصر. لذلك يتحمل المجتمع المسؤولية في تغيير صورته عن مريض الصرع، وإعطائه فرصته الحقيقية؛ ليكون عضواً فعالاً في مجتمعه وإعطائه الرعاية الصحيحة، والتأهيل، ليساعده ذلك على الخروج من دائرة الانطواء والقلق النفسي، ويساعده في الاندماج بأفراد مجتمعه بالصورة الصحيحة والمثمرة. ويعتبر الإسهام والمشاركة في توعية أفراد المجتمع بالصرع هو دعم معنوي بسيط نقدمه لمريض الصرع ليحصل على فرص عادلة في المجتمع ليعيش حياة كريمة. * وحدة معلومات ومساندة الصرع
مشاركة :