نددت السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (السبت) بإفشال الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إخفاق مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة بسبب استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) بأنه "وصمة عار ورخصة جديدة لدولة الاحتلال لمواصلة التقتيل والتدمير والتهجير". وأعرب اشتية عن تقديره للدول التي صوتت لصالح القرار، داعيا إياها للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ومواصلة جهودها لوقف "العدوان" الإسرائيلي وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والوقود وإعادة شريان الحياة المقطوع منذ أكثر من شهرين عن القطاع. واعتبر أن استخدام الفيتو "يكشف أكذوبة الحرص على أرواح المدنيين، وأن ما جرى بمثابة إهانة لأحرار العالم وانتهاك لقيم الحق والعدل والحرية وحقوق الإنسان ولكل الدول المنادية بحقوق الإنسان". من جهتها، قالت حركة حماس في بيان إن الإدارة الأمريكية "شريكة ومتواطئة في قتل أبناء الشعب الفلسطيني عبر دعمها السياسي والعسكري للاحتلال لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة". وشكرت الحركة الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار خاصة روسيا والصين والمجموعة العربية، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جدية وملموسة لـ"وقف مجازر الاحتلال" في غزة. وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل مساء أمس في تمرير مشروع قرار يطالب بـ"وقف إطلاق نار إنساني فوري في قطاع غزة"، بعد استخدام الولايات المتحدة الفيتو. وصوتت 13 دولة لصالح مشروع القرار من أصل 15 دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن مقتل أكثر من 70 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية خلال الساعات الأخيرة على قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيان مقتضب إن العدد المذكور من القتلى بجانب أكثر من 160 مصابا جرى نقلهم إلى مستشفى (الأقصى) في وسط قطاع غزة، فيما استقبلت مستشفيات أخرى المزيد من الضحايا. وأفاد مصدر طبي في المستشفى الأوروبي في خانيونس بمقتل ستة أشخاص في قصف إسرائيلي على منزل عائلة (الجبور) و5 قتلى آخرين في قصف استهدف منزلا لعائلة (اشتيوي) في رفح جنوب قطاع غزة. كما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ((شينخوا)) بانتشال 10 قتلى على الأقل في غارات إسرائيلية على منزلين في مخيم النصيرات للاجئين. وتحدثت المصادر عن قصف مدفعي إسرائيلي شديد على الأحياء الشرقية من مدينة خانيونس، والتي تشهد توغلا بريا للجيش الإسرائيلي منذ أيام. وبحسب المصادر استمر القصف الإسرائيلي العنيف من الجو والبر والبحر في أنحاء غزة. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة خلفت أكثر من 17 ألف قتيل فلسطيني بعدما شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.