حث وفد مشترك من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الولايات المتحدة على تغيير موقفها المعارض لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شعواء من الاحتلال الإسرائيلي ما خلف نحو 17 ألف شهيد وقرابة 46 ألف جريح. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مساء أمس الجمعة عقده أعضاء وفد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قبيل اجتماع بمقر الخارجية الأمريكية لبحث سبل وقف عدوان الكيان الاسرائيلي المحتل على قطاع غزة الذي استؤنف بعد انتهاء الهدنة الإنسانية مطلع شهر ديسمبر الجاري. وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال المؤتمر على الحاجة إلى «وقف فوري للقتال في غزة» إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه «لا يبدو أن ذلك يمثل أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي». كما أكد ضرورة «أن تكون هناك أيضا خارطة طريق موثوقة لإقامة دولة فلسطينية». ودعا واشنطن إلى بذل المزيد من الجهود لدعم وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن «الجميع لم يبذلوا جهودا كافية وبشكل خاص من يتمتعون بنفوذ». كما حث بن فرحان إلى «زيادة فورية وكبيرة للمساعدات الإنسانية في غزة». وتلا المؤتمر الصحفي اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مقر الوزارة بواشنطن شددا خلاله على «أهمية منع توسع النزاع.» وأعربا عن التزامهما بمواصلة التنسيق الوثيق بشأن الجهود الجارية لتسهيل العودة الآمنة لجميع الأسرى المتبقين مع استمرار المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة وفق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر. وكانت وسائل إعلامية قد ذكرت أن أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التقوا أمس الخميس في واشنطن أعضاء في الكونغرس الأمريكي لبحث مستجدات الأوضاع في قطاع غزة. وأشار أعضاء اللجنة إلى ضرورة العودة إلى مسار السلام العادل والدائم والشامل وصولاً إلى حل الدولتين الذي يمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق دولة مستقلة قابلة للحياة ضمن حدود 1967. وترأس الوفد الذي التقى أعضاء الكونغرس وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان وضم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي. كما شارك نيابة عن وزير الخارجية التركي السفير التركي لدى الولايات المتحدة حسن مراد مرجان. وبعد مرور أكثر من 46 يوماً من عدوان الكيان الإسرائيلي المحتل على قطاع غزة وتحديداً في السابع من أكتوبر الماضي تم الاتفاق على هدنة إنسانية لأربعة أيام بدأت في 24 نوفمبر الماضي وتم تمديدها ليومين إضافيين. وكانت المفاوضات جارية لتمديد الهدنة التي تتضمن وقف إطلاق النار وإطلاق عدد محدد من الأسرى من الجانبين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر إلا أن جهود تمديد الهدنة لأيام إضافية تعثرت واستأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العنيف على القطاع بالإضافة إلى شنها حملة اعتقالات واسعة. واستخدمت الولايات المتحدة أمس الجمعة حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى «وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في غزة. وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار في مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت على النص الذي طرحته الإمارات. وعقدت الجلسة بعد لجوء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التي تتيح «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر» في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
مشاركة :