من رحم المعاناة يولد الإبداع والتميُّز. هذه قاعدةٌ شاملةٌ في كل مناحي الحياة، واستخدمها الهلال في النسخة السابقة من كأس العالم للأندية التي حقق فيها “وصافة العالم”، وأعتقد أنها طريق الاتحاد في النسخة الجديدة من المونديال. ظروف الفريقين قبل النسختين متشابهةٌ، فالهلال ذهب وحيدًا، تحاصره الظروف، بما فيها منع التسجيل فترتين، علمًا أن القرار كان يمكن تنفيذه من “الشتوية”، والسماح له صيفًا بالتسجيل، وكان الدون وغريب قاب قوسين من الانتقال إلى صفوفه، أو على الأقل منحه حقه في التدابير الوقتية، وهي المرة “الوحيدة” التي يُمنع فيها طرفٌ من الحصول على هذا الحق! ثم إن جسده كان منهكًا بالإصابات والإرهاق جراء كثرة المشاركات، وجلها مع المنتخب، وغاب عنه الثنائي الفرج والشهراني، وكدلك إيجالو! ويكفي أن نعرف أن لاعبيه استُدعوا لـ “معسكر تحصيل حاصل” للمنتخب، ولم يُمنحوا فترة راحة واستشفاء، كما أن “الجدولة” أقرَّت بطولة السوبر قبل المونديال بأربعة أيام، فجاءت الخسارة من الفيحاء في آخر مباراة له قبل السفر إلى أقصى قارة إفريقيا. الاتحاد أيضًا يعيش الظروف نفسها حاليًّا، وإن كانت أخفَّ، عدا الإصابات، فهو يضمُّ في صفوفه عشرة لاعبين أجانب، ضمنهم الثلاثي العالمي “بنزيما وكانتي وفابينيو”، واستطاع تدعيم صفوفه بأسماء محلية، مثل الدولي كادش، والمعيوف، وخسر آخر مباراة أمام ضمك بمستوى هزيل جدًّا. هذا السيناريو المتشابه قد يصنع نموذجَ نجاح اتحاديًّا متى ما تخلَّص بعض إعلامه من تقمُّص دور المظلومية، فمثل هذا الطرح لم ينفع غيرهم، ولا يمكن أن يفيدهم. العميد قادرٌ على الذهاب بعيدًا في البطولة، فالمستويات الحالية جزءٌ منها ترقٌّبٌ للمونديال، وطريقه فيها متاحٌ، والبداية مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي الضعيف، ثم الأهلي القاري، وإذا تجاوزه فسيلاقي فلومينينسي البرازيلي، وهو ليس بقوة فلامنجو وفي الإمكان تجاوزه. «السوط الأخير» كأنّ دُنيايَ أهدتْني سعادتها فما أرقّ وما أحلى هداياها فيا لِبهجةِ عينٍ أنت ساكِنُها ويا لِفرحةِ رُوحٍ أنت دُنياها.
مشاركة :