على الرغم من فقدانه نعمة البصر، استطاع محمد فضل حليم الطالب بالصف الخامس بمدرسة البسيتين الابتدائية للبنين بمحافظة المحرق، حفظ آيات القرآن الكريم كاملة بمتابعة مستمرة من والده الذي لم يدخر أي جهد في سبيل ان يساعد محمد هذا الولد الذي أصيب بكف البصر منذ الصغر في حفظ آيات الذكر الحكيم، بالإضافة إلى مواظبته على الحفظ من خلال مداومته على الذهاب إلى مركزي حمد بن علي كانو وجعفر بن أبي طالب لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته، وكما انتهجت وزارة التربية والتعليم في وضع خطط تربوية للطلبة الأصحاء، حملت على عاتقها أيضاً مهمة الاهتمام والرعاية بالطلبة المصابين بإعاقة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اجتهدت ايضاً في مساعدتهم من خلال توفير البيئة التعليمية الصحية السليمة لهم، من اجل ان يتفوقوا علمياً، حيث يكرم محمد سنوياً بمدرسته نظراً لتفوقه دراسياً، إلى جانب تشجيعه على الاشتراك في المسابقات الدينية المختلفة بوزارة التربية والتعليم. ويشعر محمد الآن بسعادة غامرة، وبأن نور القرآن الكريم يملأ قلبه، بعدما تمكن من إتمام حفظ جميع أجزاء القرآن الكريم بنهاية العام الماضي، كما أنه أتيحت له الفرصة لإمامة الصلاة بجموع المصلين بالمسجد في منطقتهم باحد أحياء محافظة المحرق خلال بعض ركعات صلاة التراويح بحلول شهر رمضان الفضيل نظراً لجمال صوته وتمكنه من أحكام التلاوة، وهذا هو ما يعد إنجازاً كبيراً، كما يعتبره أقدس مهمة في حياته. والآن يستطيع محمد أن يجيبكم عند سؤاله بالضبط عن أي آية في أي سورة بأي جزء من القرآن الكريم برقم السورة والآية، كما أنه قادر على قراءة آيات القرآن بعدة طرق من القراءات الشهيرة. ويعد الطالب محمد حليم حالة نادرة في حفظ القرآن الكريم، لأنه تمكن من ذلك في غضون خمس سنوات فقط، باستخدام البرنامج النصي للكتابة والقراءة للمكفوفين، والاستماع إلى تلاوات والده والآخرين. وقد شارك في العديد من مسابقات حفظ آيات القرآن الكريم وتلاوته، وحصل فيها على المركز الأول لثلاث سنوات متتالية، بالإضافة إلى العام الجاري ايضا، كما فاز بالمركز الخامس على مستوى المملكة في مسابقة البحرين الكبرى وهي في عشرين جزءا من القرآن الكريم في عام 2014 2015، إضافة إلى فوزه لعامين متتاليين بالمركز الأول في مسابقة المدارس التي تقيمها جمعية واحات القرآن التابعة إلى جمعية الإصلاح بالمملكة، إلى جانب فوزه بالعديد من الجوائز من خلال مشاركته في مسابقات المدارس المتعاونة بوزارة التربية والتعليم، حيث تم تكريمه مباشرةً من قبل وزير التربية والتعليم.