تواجه الفلسطينية سلوى شيحة تحديات الحياة الضخمة في ظل يوميات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وبين أبرز مصاعب شيحة (45 عاما) توفير الحد لأدنى لطعام أفراد عائلتها بعد مقتل زوجها في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي النصر غرب مدينة غزة قبل نحو شهر. وشيحة التي كتب لها الحياة مرة أخرى برفقة خمسة من أبنائها بعد تمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشالهم أحياء بصحة جيدة. وعلى وقع الهجمات الإسرائيلية التي لا تكاد لا تنقطع تضطر شيحة يوميا على إثر فقدان زوجها قبل نحو شهر، إذ تخرج إلى السوق كلما سنحت الظروف الأمنية والميدانية بذلك من أجل شراء الطعام والشراب لأبنائها. وتقول قد نزحت إلى مركز محلي للإيواء لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت المعاناة والمآسي والتشريد للعائلات في القطاع. وتضيف بينما يتواجد حولها أبنائها أن الطيران الإسرائيلي قصف منزل العائلة ودمره بشكل كامل دون سابق إنذار ما أدى لمقتل زوجي المعيل الوحيد لنا. وتشير شيحة التي توشحت بالسواد حدادا على زوجها إلى أن "الحرب التي تشنها إسرائيل غير متكافئة ويروح ضحيتها الناس المدنيين والعزل دون أي ذنب ارتكبوه". ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" خلفت مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني بينهم آلاف من النساء والأطفال. وبدأت الحرب بعد أن شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. أما الشابة إيمان دياب فقد خرجت من منزلها في حي الشجاعية شرق غزة مسرعة تحمل طفلها الرضيع بين يديها على وقع هجمات إسرائيلية عنيفة ضربت المنطقة. وكانت دياب (28 عاما) لحظة خروجها من المنزل على عجل لم تعلم وجهتها وكل تفكيرها إنقاذ نفسها ورضيعها البالغ من العمر 8 شهور الذي رزقت فيه بعد 10 أعوام. واستقر حال دياب بعد أن هدأت الأوضاع في مركز إيواء تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يأوي عشرات الآلاف غرب غزة. وتقول دياب بينما تحتضن طفلها الذي يحمل اسم يوسف"سمعنا أصوات القصف أثناء النوم وسط صرخات الناس لنا بالخروج من المنزل وطلعنا نجري في الشوارع". وتضيف دياب بينما تجلس في غرفة تكتظ بعدة عائلات أن "الركام تطاير علينا أثناء الهروب ولكن في النهاية وصلنا هنا وبيننا مصابين بإصابات مختلفة جراء القصف". وتتابع أن "جثث الضحايا في الشوارع وتحت الأنقاض لم تسطيع مركبات الإسعاف الوصول لها"، مشيرة إلى أن سكان القطاع "يريدون العيش في أمن وسلام". بموازاة ذلك تسببت الحرب المستمرة لليوم 63 على التوالي بفقدان سلوى مزين (42 عاما) من حي الشيخ رضوان شمال غزة ثلاثة من ابنائها ولم تعرف مصيرهم بعد. ووفق أخر التقارير الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن عدد المفقودين بلغ 7600 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولا. وتقول مزين والدموع تنهمر من عينيها إن العائلة هربت من المنزل جراء القصف العنيف والمتتالي وتوجهت إلى مقر وكالة الأونروا. وتضيف أن العائلة المكونة من 10 أفراد اضطرت للإقامة في مقر الوكالة باعتباره المكان الآمن مقارنة بالمنزل السكني الذي قد يتعرض لغارة إسرائيلية في أي لحظة. وتعرب مزين التي يتواجد حولها زوجها وعدد من أبنائها عن أملها بالتوصل إلى "هدنة إنسانية سريعة ولو ليوم واحد للبحث عن المفقودين وانتشال جثامين الضحايا". ونزح أكثر من 1.9 مليون شخص (أو أكثر من 85% من السكان) في جميع أنحاء القطاع، بينهم نحو 1.2 مليون نازح يقيمون في 155 منشأة تابعة لأونروا في كافة محافظات القطاع الخمس، بما في ذلك الشمال ومدينة غزة. وعادت نورة أسليم برفقة 5 من أطفالها إلى غزة دون أن تتمكن من النزوح إلى جنوب القطاع بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي زوجها على حاجز عسكري. ودفع ذلك أسليم (38 عاما) للتوجه إلى مركز إيواء تابع للأونروا غرب غزة التي تضم عشرات الآلاف من النازحين قدموا إليه من مناطق متفرقة من المدينة. وتقول أسليم وهي قلقة على مصير زوجها إن الوضع داخل مراكز الإيواء "سيئ للغاية حيث لا توجد مياه ولا طعام ولا أستطيع توفير ما يحتاج الأطفال كما لو كان زوجي هنا". ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصليب لإبلاغها بأي معلومة عن زوجها الذي لا تعرف عنه شيئا منذ لحظات اعتقاله قبل نحو 4 أسابيع.
مشاركة :