ما هو إكسبو تعريفا وتاريخا؟ وما هو المصطلح المشتقة منه تسميته؟ وماذا يعني للدولة فوزها بتنظيم مثل هذا الحدث؟ ثم ما هي الفوائد التي تعود على الدولة جراء استضافتها له؟ وماذا يعني تنظيم السعودية لهذا المعرض؟ وما سبب تصويت أكثرية الدول المشاركة في هذه المعرض للسعودية تحديدا حتى تكون الدولة المنظمة لهذه التظاهرة العالمية التي ستقام في عاصمتها مدينة الرياض عام 2030؟.. أسئلة في ثنايا الإجابة عليها زيادة معرفة ودواعي مفخرة. بداية ما هو الإكسبو؟ الإكسبو عبارة عن معرض ضخم عام يتم تنظيمه كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم، ويشرف على مختلف شؤون هذا المعرض منظمة دولية عرفت باسم «المكتب الدولي للمعارض» تم تكوينها عام 1928 وسبب تسميته بإكسبو أو EXPO باللغة الإنجليزية يعود لتكوينه من أول أربعة أحرف من مصطلح إنجليزي آخر هو EXPOSITION والذي يعني حرفيا باللغة العربية «معرض» ومن سمات الإكسبو أنه يظل منعقدا في المدينة المستضيفة له لمدة ستة أشهر حتى يسمح الوقت لكل من يريد زيارته أن يتمكن من ذلك. أهمية الإكسبو تكمن في أنه عبارة عن جسر ثقافي بين كل الدول المشاركة فيه، حيث يحتوي هذا المعرض على مشاركات متنوعة تقدمها مختلف الدول، بحيث تقوم كل دولة بإبراز أكفأ ما يميزها عن غيرها أيا كان نوعه وطبيعته، الأمر الذي جعل هذا الحدث العالمي يخلق العديد من الفرص التي تمكن الدول المشاركة من تقديم صورة مقربة عنها وعن ثقافتها وعن مدى تقدمها وتطورها حتى يتعرف مرتادو هذا المعرض على إنجازات هذه الدول تمهيدا لعقد اتفاقيات وشراكات بينية وجماعية تعتبر من أكبر مكاسب المشاركة في هذا المعرض. ولقد تمكنت السعودية بعد تقدمها بطلب تنظيم إكسبو 2030 في عاصمتها الرياض من تحقيق نصر تاريخي غير مسبوق تمثل في حصولها على 119 صوتا، بينما حصلت مدينة بوسان الكورية الجنوبية على 29 صوتا وكذلك حصلت مدينة روما الإيطالية على 17 صوتا، وتحقق هذا الإنجاز السعودي منذ الجولة الأولى والذي يعد سابقة لم تتمكن أي دولة من تحقيقها منذ إنشاء هذا المعرض. ولم يكن إعلان «المكتب الدولي للمعارض» عن فوز المملكة الكاسح باستضافة معرض «إكسبو 2030» في الرياض أمرا مفاجئا حسب ما ورد في تصريحات المشاركين بل جاء منسجما مع توقعاتهم جميعا، وترجع المنظمة المشرفة على هذا المعرض سبب الفوز السعودي المتوقع إلى قوة ملف السعودية الذي قدمته والذي يحمل شعار «حقبة التغيير: معا نستشرف المستقبل» مرتكزا ذلك الشعار على ثلاثة بنود رئيسية وهي «الازدهار للجميع» و»العمل المناخي» و»غد أفضل» من جانب، ومن جانب آخر إدراك اللجنة المشرفة على أن تصويت الدول المشاركة للسعودية أمر مفروغ منه لعدة اعتبارات، منها حجم الدور المحوري الذي تملكه السعودية على شتى الصعد، والذي سيمكنها من الفوز بكل يسر وسهولة، يضاف إلى ذلك تمتعها بثقة دولية موحدة تؤمن بقدرة المملكة على تنفيذ كل ما تضمنه ملف ترشحها من التزامات وتطلعات. إن مثل هذا الإنجاز وغيره من الإنجازات لهو أكبر دليل على أننا نتمتع بقيادة رشيدة وحكيمة ساهمت أفعالها في جعل السعودية عاملا فعالا ذا شأن ومصداقية ليس فقط داخل محيطه الإقليمي وإنما حتى خارجه، وهذه الحقيقة تستوجب أن نقول عن كل من يمارس أي تقليل من فوائد المشاركة في مثل هذا المحفل الدولي هو في الحقيقة إما جاهل لا يعذره إلا جهله وإما حاقد هدفه فقط تشويه الإنجازات السعودية والانتقاص منها، حتى يتمكن من تحقيق رغبته الطامحة في دق إسفين بيننا كشعب سعودي وبين قيادتنا، إلا أن هذه الرغبة المقيتة ذبلت شمعتها بعد أن انكشفت حقيقتها وأصبح وجودها يقتضي فقط التحلي بالحذر من مكر صاحبها إذا ثبت لنا بأن مكره منا اقترب. ahmedbanigais@
مشاركة :