العراق يحيي الذكرى السادسة للانتصار على «داعش»

  • 12/11/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحيا العراق أمس، الذكرى السنوية السادسة ليوم النصر الكبير، تاريخ الانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي بعد معارك طاحنة شهدتها بعض المحافظات العراقية بعد سيطرة التنظيم عليها في منتصف عام 2014. وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، في تصريح بهذه المناسبة: «نستذكرُ بإجلال التضحيات الجسام التي بذلتها قواتنا بكل تشكيلاتها، وإسناد الشعب بمختلف أطيافه للدفاع عن الوطن وحفظ كرامته». ودعا إلى «التكاتف الوطني لترسيخ الأمن ومواصلة البناء من أجل الوفاء للدماء التي أريقت من أجل البلد». وقال رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني: إن «العراقيين اليوم يخوضون معركة الإعمار والبناء، ومحاربة الفساد، وتحدّي تأمين الخدمات انطلاقاً من الاستقرار المتحقق بفضل تلك التضحيات، الذي لا يمكن أن نسمح لأحد أن يفرط به، بأي حال من الأحوال». وأكد محسن المندلاوي نائب رئيس البرلمان العراقي، «يدين العالم كله للسواعد العراقية بالفضل في إنهاء دولة الخرافة التي كانت تهدد أمن المنطقة وكل شعوب العالم». ودعا إلى «استكمال ما تحقق من انتصار أمني بدعم عوائل الضحايا والمؤسسات التي تُعنى بتقديم كامل الرعاية لهم». وقال وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي: «في مثل هذا اليوم، العاشر من ديسمبر بدأت صفحة مضيئة تنير سماء العراق، بعد أن حاول الإرهاب وأذنابه طمس نور العراق وإغراقه في ظلام الجهل، حيث انتهت في هذا اليوم تلك الصفحة المظلمة وانتهت معها أكبر خرافة عرفها العالم في العصر الحديث، والمتمثلة بتنظيمات داعش الإرهابية». ولاتزال القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها تشن عمليات عسكرية برية وجوية وفق معلومات استخبارية لاستهداف أوكار وفلول «داعش» المتحصنة في المناطق الجبلية والصحراوية بهدف إنهاء وجود هذا التنظيم في العراق بشكل نهائي. ويحاول سكان المدن التي دمرها إرهاب «داعش» أن يعيدوا الحياة إلى شوارعهم التي غاب عنها الفرح لسنوات، وكان صوت الرصاص والخوف والاختطاف والتغييب هو الصفة البارزة ما بين عامي 2014 و2017. وعلى الرغم من أن خلايا التنظيم الإرهابي ما زالت موجودة حتى الآن وتحاول أن تستعيد نشاطها في بعض المناطق إلا أن الكثير من المناطق شهدت عمراناً غير مسبوق كنوع من التحدي لهذا التنظيم الذي حاول تدمير شكل وتاريخ المدن العراقية العريقة. وأكد الناشط المدني أحمد بلة، أن الزائر لمدينة الموصل التي شهدت أكبر تدمير من قبل التنظيم إبان احتلالها عام 2014 قد لا يصدق أنها المدينة ذاتها التي خرجت من حرب مدمرة. وقال: «بسواعد حكومية وأبناء المدينة استطاعت الموصل أن تنهض من جديد وهذا حال كل المدن العريقة على مر التاريخ». وأشار بلة في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن المدينة القديمة تعد الأكثر تضرراً من الحرب، وقد رفعت منها كميات كبيرة من الأنقاض وأعيد الكثير من مؤسساتها ومنازلها وأثارها للحياة. وبين بلة أن عمليات إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء وكنيسة الساعة لا تزال مستمرة. بدوره، قال «ابو حسن» وهو من أبناء الجناح الأيسر لمدينة الموصل، أن أغلب أهالي الموصل عادوا إلى ديارهم غير المهدمة ومازال هناك نازحين في إقليم كردستان يأمولون بالعودة إلى منازلهم بعد إعادة إعمارها. ويذكر «أبو حسن» في حديثه لـ«الاتحاد»، أن «الحياة كانت مستحيلة مع تواجد التنظيم الإرهابي في المدينة ولم تستطع عائلته من الحصول على الماء والطعام لأيام طويلة، بل أن الموت كان أقرب إليهم عن بوابة منازلهم». أيام صعبة ومن قرية «العلم» في محافظة صلاح الدين، استطاع الناشط المدني معمر فالح أن يصف لـ«الاتحاد» الأيام الصعبة التي مرت على عائلته وهي تحاول الهروب إلى منطقة أمنة عندما علموا بقرب دخول «داعش» إلى منطقتهم. وقال: «أهالي المناطق القريبة كانوا يبتكرون طرقاً غريبة لإخفاء الشباب وإخراجهم إلى مناطق أمنة وكذلك النساء والأطفال حتى لا يتعرضوا للقتل أو الاختطاف».

مشاركة :