ما بين إحياء «المعرفة» و»تجنيد» الثقافة.. بنى «صروح» المكتبات وأسس طموح «المهمات» كاتباً جملته الاسمية من مبتدأ «التوثيق» وخبر «التدقيق» ليكون الضمير المتصل وسط جمل فعلية كتبها بأفعال ماضية منصوبة بفتح «الإنجاز» وأفعال حاضرة مرفوعة بهمم «الاعتزاز» في «مسيرة» أشعلت «الضياء» في مسارب «الأحقية» ورسخت «الإمضاء على صفحات «الأسبقية» معلنة الاحتفاء بالأماني والابتهاج بالمعاني.. ارتشف رحيق «الكتب» وانتشى عبير «المخطوطات» وتشرب نفائس «المخطوطات» فكان سادن «المعارف» وخازن «المشارف» والقائد المختار لكتائب «التراث» الذي ملأ «الأسماع» بصدى «التأثير» وأبهج «الأصقاع «بمدى «الأثر».. ركض كفارس أصيل في ميادين الببليوجرافيا مؤصلاً مضامين «الجغرافيا» متخذاً من «الكتاب» منهجاً للتواصل ومن «التاريخ» نهجاً للتفاعل مولياً قبلة «الهمم» قبالة «الرصد» رافعاً راية «الهوية» ومحققاً غاية «الأولوية» راصداً مغانم «اليقين» وحاصداً غنائم «التمكين» في قيم «الإنتاج» وقمم «الانفراد».. إنه مؤسس ورئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الباحث والكاتب الدكتور يحيى بن محمود جنيد أحد أبرز رواد علوم المكتبات والمعلومات بالوطن العربي. بوجه حجازي هادئ الملامح عالي المطامح وعينين تسطعان بلمحات التفكير ونظرات التدبر وتقاسيم تتماثل مع والده وتتكامل مع أخواله وشخصية وقورة الطبع لطيفة الجانب رائعة التواصل مهنية الحديث بليغة القول دقيقة اللفظ جميلة الوصال ومحيا أنيق يعتمر الأزياء الوطنية الزاهية وصوت مسكون بلغة عربية فصيحة ولهجة وطنية حصيفة تتوارد منها «عبارات» حجازية بحكم الأصول و»اعتبارات» مجازية باحتكام الفصول ومفردات فريدة تستند على «مخزون» ثقافي زاخر وتتعامد على «مكنون» معرفي فاخر وحضور أصيل في دعائم «التأسيس» وتواجد مهيب في قوائم «التخطيط» ووجود مؤثر في منصات «الإبداع» وأصداء «خالدة» في شؤون «المكتبات» وبصمات «ماجدة» في متون «المجلات» وأثر فريد في قاعات الجامعات ومواطن المسؤولية ومواقع القرار قضى جنيد من عمره عقوداً وهو يجند طاقاته ويسخّر مهاراته ويوظف إمكانياته في خدمة المعرفة وفي إعلاء الثقافة وفي ترسيخ التاريخ الإسلامي وفي تأصيل الموروث الوطني وتوطيد الإرث الثقافي باحثاً ومؤرخاً ومؤلفاً وأكاديمياً وكاتباً ورائداً خدم وطنه ومجتمعه وأمته ليكون اسمه نجماً ساطعاً في صفحات «البارزين» ورمزاً لامعاً في ومضات «المبدعين». في مكة المكرمة موطن السخاء والرخاء ولد عام 1366 وامتلأ منزل والده «الساعاتي» بالأهازيج المكية والأناشيد الحجازية احتفاءً بالمقدم الميمون والقدوم المبارك. تفتحت عيناه على أب كريم علمه هيئة «التوجيه» وهوية «التربية» وأم عطوفة ملأت طريقة بدعوات التهجد وابتهالات القيام ونشأ مخطوفاً إلى «مضامين» الطهر و»عناوين» الود مستنشقاً أنفاس «البخور» المكي في منازل الطيبين متشرباً «نفائس» البكور» في قصص الطيبين وسط حارته العتيقة المسجوعة برياحين «الألفة «وظل يرسم خطواته الباكرة أمام «أعين» والديه مشفوعاً بإرث المكان وتراث الزمان فظل يرتقب «نداءات» الرزق في صباحات الكادحين و»استثناءات» الرقي في مساءات الفالحين. اقتنص من وجوه «البسطاء» ملامح الرضا ومن سحن «الفضلاء» مطامح العلا.. وظل يمطر ليالي عائلته بمحاور «النباغة» الباكرة وبوادر «البداهة» المبكرة التي تحولت إلى «خرائط» من الأمنيات و»وسائط» من التوقعات تحولت إلى «وقائع» في متون «الحقائق». انتقل مع أسرته إلى الطائف عروس المصائف في مرحلة جديدة أتم فيها تعليمه «العام» في «الطائف». امتلأ قلبه بغنائم «المعرفة» واعتمر وجدانه بمغانم «الثقافة» وتشربت نفسه عبير «الورد» الطائفي وتعتقت روحه بأثير «الود» الأسري فنشأ بين موجبات «الحنين» وعزائم «اليقين». ركض بين المتاجر القديمة وسط البلد وظل يراقب المكتبات العتيقة في باب الريع وبرحة القزاز مشبعاً عقلة بوجبات «القراءة» ومسبغاً ذهنه بهبات «الاستقراء» فعانق «آفاق» المعارف واعتنق «أواصر» المشارف وظل ثاوياً بين أمهات «الكتب» مولياً حلمه قبلة «التأصيل» وأمله قبالة» التحليل». وظل يحصد «التفوق» على طاولات الدراسة ويكمل ليله في «تدوين» الكتابة التي تشكلت كإضاءات على نواصي «الذكريات» رافقته في خرائط «الترحال» فتمثلت أمامه كالطود العظيم الذي كان «الأصل» الذي بنى عليه «صرح «الواقع» فأتم دراسته وجنى النجاح الذي حوله إلى «مهر» للفوائد و»جهر» للعوائد. انتقل إلى الرياض وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بجامعة الملك سعود عام 1389هـ. ثم أكمل تعليمه وحصل على ماجستير آداب في المكتبات والمعلومات من جامعة ميزوري بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1396هـ ثم نال دكتوراه المكتبات والوثائق من كلية الآداب بجامعة القاهرة 1403هـ امتطى صهوة «الكتب» وصال وجال كفارس أصيل في ساحات المكتبات حيث بدأ العمل أميناً لمكتبة الجامعة ثم رئيساً لقسم المخطوطات فيها وأستاذاً مساعداً ورئيساً لقسم المكتبات والمعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما تعين مستشاراً لمكتبة الملك فهد والمشرف على مرحلة التشغيل، ثم أميناً لذات المكتبة من عام 1410هـ وحتى منتصف عام 1416هـ ورئيس تحرير مجلة «عالم الكتب» منذ تأسيسها في عام 1400هـ شغل عضو مجلس الشورى، وأمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وترأس تحرير عدة مجلات ومنها «عالم المخطوطات والنوادر» و»الفيصل» ومجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ومجلة اقرأ التابعة لصحيفة البلاد وشغل عضو هيئة تحرير «الدارة والعقيق», ومجلة «الدرعية» ومجلة «جذور» ومجلة «التوباد», وعضويات في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واللجنة العامة للمعلومات الطبية والصحية في وزارة الصحة واللجنة العلمية في مكتبة الملك عبد العزيز العامة ومجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية, ومجلس إدارة نادي الرياض الأدبي واللجنة الاستشارية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون, وعضو هيئة تحرير حوليات المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة تراثيات (مصر).كما عمل أستاذاً متعاوناً في معهد الإدارة العامة وكلية الملك فهد الأمنية وجامعة الملك سعود وكلية الآداب للبنات طوال عقدين. وفي عام 1418هـ حصل جنيد على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية ومنحت له الجائزة مناصفة بينه وبين الأستاذ الدكتور عبد الستار الحلوجي وقد تبرع بقيمة الجائزة المادية لجمعية الأطفال المعوقين في المدينة المنورة. وهو مؤسس ورئيس مركز التواصل المعرفي وله مئات المؤلفات والبحوث العلمية المنشورة والأخرى المقدمة في محافل معرفية مختلفة وحاضر في عدة مؤسسات بالداخل والخارج ونشرت عن سيرته وأعماله وكتبه عشرات الدراسات والبحوث والمقالات وأشرف وناقش الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه وتعد سيرته «منبعاً» لا ينضب للباحثين وطلاب الدراسات العليا.. في سيرته يصعب «الاختصار» نظير «الاتساع» العلمي و»الإشعاع» العملي وأمام شخصيته يسهل «الانتصار» مقابل «الإبداع» الذاتي والإمتاع الفكري في دروب تقاطعت ما بين «المهنية» و»الإنسانية». لم يبحث جنيد عن «الأضواء» كونه مصدراً للضياء حيث مضى يشعل «القناديل» في اتجاهات «التنوير» ويردد «التراتيل» في مسارب «التطوير» ويهدي لوطنه» بشائر «الإرث» القويم و»التراث» المستديم في المكتبات والمعلومات والمخطوطات. يحيى جنيد.. سفير الفكر فوق العادة وخبير المعرفة خارج الاعتياد ورائد المكتبيين الفريد والاسم «اللامع» في قوائم «الكبار» والنجم «الساطع» في مقامات «الاعتبار».
مشاركة :