كيف يمكن أن يُحكـَم على رادوفان كراديتش بالسجن 40 سنة بتهمة إبادة الجنس ويُترَك بنيامين نتانياهو طليقاً؟ كل عضو في حكومة إسرائيل يستحق السجن مدى الحياة، لكن أقرأ عن كراديتش ولا أقرأ عن محاكمة أمثال نتانياهو وموشي يعالون وإسرائيل كاتز ونفتالي بينيت وايليت شاكيد. نتانياهو قال في مؤتمر صحافي إن الإرهاب ليس نتيجة التمييز أو القنوط بل نتيجة «أيديولوجية قاتلة». هذا كلام صحيح وقد رأينا أيديولوجية حكومة إسرائيل وهي تقتل ألوف الفلسطينيين، بمَنْ فيهم مئات الأطفال، فلا يُحاكـَم أي من أعضائها بتهمة إبادة الجنس. حسناً، أنا من الطرف الآخر ويُفترَض أن أقول مثل هذا الكلام، غير أنني أتوكأ على شاهد من أهل إسرائيل هي سيما كدمون ومقال لها في «يديعوت أحرونوت» قارنت فيه بين دموع فيديريكا موغيريني، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وبين النصوص «الديماغوجية والذكورية والعنصرية» لزعماء إسرائيل الذين قالت الكاتبة الإسرائيلية عنهم أنهم «حاولوا تشبيه إرهاب بروكسيل بالهجمات الفلسطينية... كأن طعن إسرائيلي في شوارع إسرائيل يمارسه شباب فلسطينيون يائسون لا مستقبل لهم يشبه الهجمات الإرهابية لمتطرفين جهاديين إسلاميين أهدافهم وأسبابهم تختلف تماماً عن أهداف الفلسطينيين». نتانياهو اختار مؤتمر اللوبي اليهودي (ايباك) في واشنطن ليقول إن قراراً بقبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة سيُغرِق (يدمر) فرص السلام. لا سلام مع هذا الإرهابي وحكومته، بل سكاكين اليائسين البائسين. هو يريد من الولايات المتحدة أن تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع قبول دولة فلسطين، وقال إنها ليست «دولة إلى جانب إسرائيل، بل دولة بدل إسرائيل». أقول إن شاء الله، فالأرض كلها فلسطين، من البحر إلى النهر. وزير الدفاع موشي يعالون يقول إن إرهاب بروكسيل حرب عالمية ثالثة. عشرات الإرهابيين حرب عالمية؟ ماذا عن عشرات ألوف جنود الاحتلال والمستوطنين؟ هل هم نهاية العالم كله؟ ثم هناك المولدافي أفيغدور ليبرمان الذي يريد سرقة بيوت الفلسطينيين في القدس، وقد ينجح في إصدار قرار من الكنيست يبيح ذلك للمستوطنين مثله. كل واحد من هؤلاء يجب أن يقدَّم إلى المحاكمة قبل كراديتش وأمثاله. أكتب ما أريد أو أتمنى، غير أن المحاكمة القادمة قد تكون لجنود سابقين أعضاء في جماعة «كسر جدار الصمت» يفضحون جرائم حكومة إسرائيل ضد الفلسطينيين. وربما شملت التهم أعضاء جمعية «بتسلم» فاليمين الإسرائيلي يعتبر هؤلاء خونة ويريد محاكمتهم لأنهم عادلون معتدلون. بدأت بطلب محاكمة نتانياهو وأعضاء حكومته وأنتهي بمطالبة القس جيم جونز، من يوكاتيلو في ولاية ايداهو، أن يأخذني إلى المحكمة في لندن حيث أقيم فهو حمل نسخة من القرآن الكريم وقال إن النص يحرِّض على التحامل والكره ورفض الآخر، وقال إنه يخاف من بناء مسجد للطلاب من الشرق الأوسط في حرم جامعة ولاية ايداهو. هو قال: «أخاف كثيراً لأنني أقيم قرب هذا المكان». أقول له إن التوراة تضم ما لا يوجد في القرآن الكريم، وأتحداه أن يرفع عليّ قضية في لندن لنرى أيّهما دين السلام، ثم أتحداه أن يأتي لي بأثر ممالك لليهود في فلسطين أو غيرها.
مشاركة :