دبي - رويترز مع دخول محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناح (كوب28) مرحلة الحسم اليوم الاثنين، حث مسؤول الأمم المتحدة للمناخ سيمون ستيل الدول على التكاتف من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي في وقت تتواصل فيه الخلافات بشأن إمكانية الدعوة إلى التخلص من استخدام الوقود الأحفوري. وقال ستيل إنه تم إحراز تقدم بشأن حل بعض الخلافات خلال اليوم الماضي، لكنه حذر من أن "كل خطوة إلى الوراء عن الطموح الأسمى ستكلف ملايين الأرواح". وتترقب الدول المشاركة في المؤتمر المنعقد في دبي إصدار رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف اليوم الاثنين مسودة جديدة لما سيكون عليه الاتفاق النهائي المأمول. وقال ستيل في مؤتمر صحفي صباح اليوم الاثنين "أزيلوا العوائق التكتيكية غير الضرورية من الطريق. لقد كان هناك الكثير منها طوال الرحلة". وقال إن هناك قضيتين رئيسيتين لا تزالان قيد المناقشة: مدى استعداد الدول الطموحة للتصدي لتغير المناخ، وحجم التمويل والدعم الذي ستقدمه لدعم هذا الهدف. ويضغط تحالف من أكثر من 80 دولة، من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول جزرية صغيرة، من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمن حديثا عن "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري، وهو عمل لم يتم إنجازه خلال 30 عاما من مؤتمرات الأمم المتحدة. وتواجه هذه الدول بعض المعارضة القوية. وقال مفاوضون ومراقبون مشاركون في كوب28 لرويترز إن السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من المعارضين الرئيسيين لأي اتفاق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. ولم ترد الحكومة السعودية على طلب للتعليق صباح اليوم الاثنين. ويتعين أن يتم إقرار الاتفاقات في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ بالإجماع بين ما يقرب من 200 دولة مشاركة. وأمهل سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المفاوضين حتى غدا الثلاثاء للاتفاق على ما يمكن أن يكون أول اتفاق في العالم للتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، وهو المصدر الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. ومع اقتراب قمة كوب28 من نهايتها، عاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى المؤتمر بعد ظهر أمس الأحد. وقال في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي المعروفة سابقا باسم تويتر "أنا هنا لأجدد ندائي العاجل إلى القادة: عاودوا الالتزام بالحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية. ضعوا حدا لعصر الوقود الأحفوري. حققوا العدالة المناخية". وفي حديثه أمام اجتماع للوزراء والمفاوضين أمس الأحد، قال ممثل لوفد السعودية إن اتفاق كوب28 لا ينبغي أن ينتقي ويختار مصادر الطاقة بل يجب أن يركز بدلا من ذلك على خفض الانبعاثات. وقال الممثل "لقد أثرنا مخاوفنا المستمرة بشأن محاولات مهاجمة مصادر الطاقة بدلا من الانبعاثات". ويعكس هذا الموقف دعوة وجهتها منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في رسالة إلى أعضائها في وقت سابق خلال قمة كوب28، اطلعت عليها رويترز، والتي طلبت منهم معارضة أي لغة تستهدف الوقود الأحفوري بشكل مباشر. وانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الوقود الأحفوري هي السبب الرئيسي لتغير المناخ لكن حرق الفحم والنفط والغاز يظل المصدر الرئيسي للطاقة في العالم وتعتمد عليه اقتصادات العديد من الدول. وبرغم النمو السريع للطاقة المتجددة، إلا أن الوقود الأحفوري ينتج اليوم حوالي 80 بالمئة من الطاقة في العالم. وقال مفاوضون لرويترز إن أعضاء آخرين في أوبك وتحالف أوبك+، بما في ذلك روسيا والعراق وإيران، قاوموا أيضا محاولات إدراج التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في اتفاق كوب28. وقالت وزيرة البيئة السنغافورية جريس فو اليوم الاثنين إن المحادثات أحرزت تقدما في بعض المجالات، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به. وأضافت للصحفيين على هامش كوب28 "قلصنا القضايا الحاسمة والحرجة بشكل أو بآخر. وبرغم ما ذكرته، لا تزال هناك بعض الثغرات في إيجاد الحل".
مشاركة :