ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (عدن، القاهرة) حذر محللون سياسيون يمنيون من تزايد حالات الهجرة غير الشرعية من قارة أفريقيا لليمن، تزامناً مع استغلال جماعة الحوثي لظروف المهاجرين المعيشية والزج بهم في المعارك الدائرة منذ 9 سنوات.وكشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عن عمليات تجنيد إجبارية مارستها جماعة الحوثي، بحق مهاجرين أفارقة يقطنون في أحياء سكنية بصنعاء.ومع تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الأفارقة، إلى المناطق اليمنية كل عام، قالت الشبكة الحقوقية إن «تجنيد الأطفال الأفارقة، يكشف حجم الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي، حيث قدر تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، أن اليمن استقبل 93.526 مهاجراً أفريقياً منذ مطلع العام الجاري.وأوضح المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أن المهاجرين الأفارقة يتوافدون على اليمن بصورة كبيرة بهدف العمل، ولكن بعد اندلاع الحرب تم استغلالهم من قبل جماعة الحوثي أو تنظيم القاعدة الإرهابي للمشاركة في الحرب على الشعب اليمني، وتم تجنيد الآلاف من الأفارقة في صفوف الحوثيين والزج بهم في القتال.وقال الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد»، فاقمت زيادة توافد المهاجرين الأفارقة من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، وشكلت ضغطاً كبيراً على المنظمات الإغاثية والحكومة اليمنية، في ظل الأزمة المعيشية والإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني. وكشف عن أن المنظمات اليمنية أثبتت بالأدلة أن جماعة الحوثي استغلت الحالة المعيشية الصعبة للمهاجرين وأجبرتهم على إلحاق أبنائهم بالمعسكرات الصيفية التابعة لها، وممارسة عمليات العسكرة والتجنيد الإجباري. وتتزايد أعداد المهاجرين إلى اليمن كل عام خلال فترة الحرب بشكل مُضاعف عبر عصابات التهريب والاتجار بالبشر، ويصل المهاجرون غير الشرعيين عبر السواحل يومياً.وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه لـ«الاتحاد»: «إنه يومياً يدخل إلى اليمن المئات من الأفارقة بصورة غير شرعية، حيث إنه في يوم واحد دخل 460 مهاجراً من باب المندب إلى عدن، مشيراً الى أن الغريب في الأمر أننا لا نجدهم منتشرين في الشوارع». كما أعرب المصدر عن مخاوفه من استغلال المهاجرين من قبل جماعة الحوثي عن طريق عصابات تجارة الأعضاء وإجبارهم على الانخراط في المعارك وتحويلهم إلى جنود، خاصة وأن معظم المهاجرين من الشباب.من جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني عادل الأحمدي، إن ازدياد الهجرة من القرن الأفريقي لليمن يُشكل عبئاً إضافياً عما يتحمله اليمن في الوقت الحاضر من أوضاع اقتصادية في غاية السوء والتدهور نتيجة استمرار الصراع بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.وقال المحلل السياسي اليمني في تصريح لـ«الاتحاد»، إن عصابات التهريب تستغل الفقر والجهل في بعض دول القرن الأفريقي وتوهم الشباب بالنعيم من خلال الهجرة، من دون أن يعلموا خطورة الطرق التي يمرون بها، ومعظمهم يتخذون من اليمن طريقاً إلى دول أخرى، وبعضهم ينتهي به الأمر للتجنيد الإجباري لدى الحوثيين أو يتعرضون للموت أو الغرق. وذكر الأحمدي أن هناك تقصيراً من الجهات الدولية المعنية بالهجرة والسلطات في الدول المعنية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك جهد توعوي موجه للمجتمعات المستهدفة يحذر من عصابات التهريب، كما يجب متابعة وملاحقة المهربين بجانب المهاجرين.
مشاركة :