كشف عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود سعيد السعيد أن فك أسرار الكتابة وتطورها النوعي من الرسومات إلى الأبجدية أسهم في رقي الحضارة الإنسانية. وأوضح السعيد في محاضرته التي نظمها مجلس حمد الجاسر الثقافي وأدارها الدكتور سليمان الذبيب أخيراً أن المراقب لمسيرة الخط وتاريخ الكتابة منذ بداياتها الأولى يلحظ أنها واكبت متغيرات الزمن ورافقت حياة الإنسان وحركة تطوره، إضافة إلى دورها في التعرف على مفاصل التقاء الثقافات العالمية وتأثرها من طريق نهلها من معين حضاري مشترك كانت الجزيرة العربية منبعه الأول.وبين أن الاكتشافات الأثرية الحضارية في بلاد الرافدين وبلاد الشام والنيل والجزيرة العربية تجلّت فيها مراحل الكتابة بوضوح عبر مرحلة ما قبل الكتابة ومرحلة الأبجدية، مشيراً إلى أن نشأة الكتابة وابتكار رموزها لم تكن وليدة لحظة محدودة بل سبقها تجارب ومحاولات عدة أملتها ظروف الحياة ومتطلباتها. وأفاد السعيد بأن الإنسان قديماً ابتكر رموزاً ورسومات صورية مرتبطة بدلالات محددة ومعلومة للشعوب التي تبنتها في مناطقها قبل الوصول إلى مرحلة نضج حروف الكتابة، لافتاً إلى أنه ظهرت في بلاد ما بين النهرين بين أعوام 3500-3 آلاف قبل الميلاد البدايات الأولى للكتابة ومهدت لمرحلة التدوين في وادي النيل قبل تطور أساليبها في بلاد الشام والجزيرة العربية. وأشار إلى أن أسس الكتابة وقتها أضحت أصلاً لمعظم اللغات العالمية المعروفة في حاضرنا المعاصر، لافتاً إلى أن نقاشات ومداولات عدة دارت حول ما إذا كانت الكتابة بدأت في مراكز الشرق القديم بمعزل عن بعضها أم نشأت في مصر وبلاد الشام والجزيرة العربية بتأثير من أسلوب الكتابة في بلاد الرافدين؟ وقال إن أساليب الكتابة في المراكز الحضارية استفادت من تجربة الكتابة في بلاد الرافدين لامتلاكها مقومات مميزة جعلتها سباقة إلى الإبداع وتطوير أساليبها والسير بها إلى الاختزال والسهولة.
مشاركة :