أكدت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة ومسؤولة ملف النُظم الغذائية في مؤتمر الأطراف COP28، أن إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخ، وارتفاع عدد الموقعين من الدول إلى 152 دولة، يشكل نقطة تحول نوعية في مسيرة العمل المناخي التي شهدت للمرة الأولى توافر الإرادة السياسية للدول والحكومات لإدراج النظم الغذائية والزراعة في صميم طموحاتها المناخية. وقالت معاليها إن النجاح في تحقيق أهداف اتفاق باريس والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، سيساهم في تسريع معالجة الارتباط الوثيق بين النظم الغذائية والزراعة وبين المناخ. وأشارت معاليها، خلال جلسة حوارية في جناح دولة الإمارات - بحضور كافي زاهيدي، مدير مكتب تغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والدكتورة أجنيس كاليباتا، رئيسة التحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا وعضو اللجنة الاستشارية لـCOP28- إلى أن الالتزام الذي أبدته أكثر من 152 دولة من جميع أنحاء العالم، بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة، سيساهم في بناء منظومة غذائية مستقبلية عالمية مستدامة، مؤكدة أنه بتضافر الجهود والتعاون المشترك يمكن إجراء تغيير جذري في مجال الغذاء والزراعة، لبناء مستقبل أفضل للأسر والمزارعين. وأوضحت معاليها أن رئاسة «كوب 28» لا تنظر إلى هذا الإعلان على كونه نجاحاً في حد ذاته، فالأمر لا يقتصر على صدور الإعلان، ولكن ننظر بالفعل إلى تنفيذه، مشيرة إلى الجهد والتعاون الكبير الذي قاد إلى الوصول لهذا الإعلان الذي نتطلع لرؤية تأثيره الفعلي على الأرض. وأشارت معاليها إلى أن الدول الـ 152 الموقعة على إعلان «COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي» تضم أكثر من 5.7 مليار شخص ونحو 500 مليون مزارع، كما تنتج 70% من الغذاء، ومسؤولة عن 76% من إجمالي انبعاثات النظم الغذائية العالمية، و25% من إجمالي الانبعاثات العالمية، مؤكدة أن التوافق على الإعلان سيسهم في تعزيز النظم الغذائية، وبناء المرونة المناخية، والحد من الانبعاثات العالمية، ودعم الجهود العالمية للتصدي للجوع، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ويشدد هذا الإعلان، وهو الأول من نوعه في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف، على الحاجة الملحَّة لاتخاذ إجراءات مشتركة بشأن تغير المناخ، الذي يؤثر سلباً على حياة جزء كبير من سكان العالم، خاصةً المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ. الاتجاه الصحيح أشاد كافي زاهيدي بإعلان COP28 بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي، الذي يعد بمثابة حدث تاريخي وغير مسبوق، بعد أن استغرق الأمر أكثر من 20 عاماً لإدراج قضايا الغذاء والزراعة في أجندة مؤتمرات الأطراف والاعتراف بأهميتها في تحقيق أهداف المناخ، التكيف، المرونة، والتخفيف، والانتقال من عدم الحديث عنها إلى لتصبح في قلب المشهد بإعلان موقع من قبل أكثر من 152 دولة. وأشار، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أنه بالنظر إلى التمويل العالمي للتغير المناخي بشكل عام، سواء من القطاع العام أو القطاع الخاص، فإن 4% منها فقط يذهب إلى حلول الغذاء، لهذا أعتقد أن ما يجب أن نلاحظه في الإعلان، أننا بدأنا نسير في الاتجاه الصحيح.
مشاركة :