كثيرة هي الصناعات والحرف والمشاريع التراثية في «مهرجان الشيخ زايد»، الحدث التراثي التثقيفي والترفيهي العالمي المتواصل إلى التاسع من مارس المقبل، التي تعكس مهارة كبار المواطنين في استغلال الطبيعة وإيجاد ما يساعدهم على العيش، وتترجم طموح الشباب في استدامة هذه الإبداعات ونقلها للأجيال القادمة، سواء تلك التي ارتبطت بتوفير خيرات البيت وتجميله وتعطيره، أو تعلقت بتحسين نكهات الطعام، مثل إعداد السمن والبهارات، أو الخياطة وتصميم الأزياء ضمن طابعها التراثي الأصيل. معرض مفتوح الجميل في ساحة المهرجان، أن يرى الزائر شباباً في مقتبل العمر يستعرضون مشاريعهم التراثية بكل فخر، ويطورون فيها بما لا يمس جوهر هذا الموروث الأصيل، والسعي للحفاظ عليه، حيث يمثل الحدث العالمي معرضاً مفتوحاً للتراث الإنساني وتاريخ وثقافات الشعوب، ويفتح المجال للمشاركين في التعريف بتراث وبعادات وتقاليد بلادهم ضمن مشاركات عالمية. مُطيّبات ارتبطت التوابل والبهارات بالمرأة الإماراتية وعكست مهاراتها، ومثلت قيمة اجتماعية كبيرة، كما شكلت نافذة على الموروث الثقافي والاجتماعي للبلاد، وتُعد هذه المطيبات من المنتجات الأساسية في عددٍ كبير من الأطباق العالمية التي تعتمد عليها العديد من الشعوب، لإضافة نكهات مميزة إلى وجباتهم، ونظراً لأهميتها، تقوم العديد من الشابات الإماراتيات على شراء أنواع مختلفة من هذه التوابل، ثم العمل على خلطها وفق مقادير معينة لتحصل كل منها على ما يناسب ذوقها، وتغليفها بأجمل الطرق لإضفاء لمسة جمالية عليها. نكهات مميزة وقالت الشيف ليلى آل علي التي تستعرض مشروعها التراثي إلى جانب زوجها، بساحة «القرية التراثية»، إن المهرجان أتاح لها فرصة كبيرة للتعريف بخلطاتها المبتكرة، من سمن وقهوة عربية وشاي وبهارات، موضحة أنها تعمل على إعداد البهارات بطريقة خاصة، مستخدمة العديد من المكونات الأساسية، مثل الكزبرة الناشفة والكركم الطبيعي والقرفة وسواها، لتعطي نكهة مميزة للأكل الشعبي، لافتة إلى أنها تستمتع، وهي تبتكر خلطات القهوة والشاي، وإضفاء لمسة إبداعية خاصة بها، وذات الشأن بالنسبة للسمن، مؤكدة أن البهارات المحلية ومطيبات الطعام مجال واسع للإبداع، حيث تتفنن كل سيدة في إعداد خلطتها الخاصة، ويبقى لكل واحدة سر يميزها، مشيرة إلى أن هذا الحدث العالمي أتاح لها الفرصة للترويج لمشروعها وعرضه أمام مختلف الجنسيات بالمهرجان، ناهيك عن التعريف بثقافة جمع البهارات ودقها وتقديمها في أجمل حلّة ضمن مشاركات واسعة من مختلف الدول. مكونات طبيعية بدورها، تستعرض صافية سالم ناصر مجموعة من المواد الطبيعية، من «البهارات» و«السح» و«السمن» و«السدر» و«الحنا» و«القهوة» المصنوعة بلمسة مميزة، وقالت إن جميع المكونات طبيعية، وتم إعدادها بالطريقة التقليدية الصحيحة، حيث إن الكثر من المواد من إنتاج البيت والمزرعة، مثل أوراق السدر الطبيعي والحناء، إلى جانب أنواع من التمور وسمن البقر وسمن الغنم، حيث يتفاوت مذاق الدهن تبعاً للمقادير المضافة إليه، مشيرة إلى أن السر في اختلاف جودة الطعم والرائحة بين سمن وآخر هو في خلطة البهارات ومعاييرها، مؤكدة أن المهرجان منصة لدعم المشاريع التراثية ونقلها للأجيال القادمة واستدامتها في المجتمع. أخبار ذات صلة رئيس الدولة وذي يزن بن هيثم يبحثان العلاقات بين البلدين خالد بن محمد بن زايد وذي يزن بن هيثم: المساحات الإبداعية تعزز روابط الإمارات وعُمان «كنادير» عفراء علي من «الأسر المواطنة»، تعرض مجموعة من «الكنادير» المشغولة بـ«التلي» للتعريف بالتراث ونقله للأجيال، حيث تحرص على استعمال الأقمشة القديمة بجميع مسمياتها وبألوانها وأشكالها المختلفة، موضحة أن مشروعها يدخل في إطار إحياء التراث وتعريف الزوار بالموروث الثقافي الإماراتي الذي ارتبط بالمرأة، لافتة إلى أن هذه الأقمشة باتت تشهد إقبالاً كبيراً، من طرف الشابات، ويزيد ذلك خلال الأعياد والأعراس والمناسبات الوطنية، ومن الأقمشة التراثية القديمة التي تشكل جزءاً من الذاكرة الشعبية لأهل المنطقة، «بوقليم»، و«بوطيرة»، و«بو بريج»، و«المزراي»، و«دمعة فريد»، و«صفوة»، وكلها تعكس ما كانت تتمتع به المرأة الإماراتية من ذوق وأناقة منذ القدم. بخور وعطور يُعد البخور في الإمارات من أهم الصناعات العطرية التقليدية، التي برعت فيها الجدات واهتمت بإنتاجها وتطويرها، وبات يُستخدم بشكل يومي في المناسبات الدينية والاجتماعية ومجالس الضيافة وتطييب الملابس، وهو يشكل أحد العناصر الأساسية في حياة الإنسان الإماراتي، وقد تميزت الجدات بصناعة أنواع مختلفة من البخور ومزجه بعدة أصناف من العطور والمسك والهيل ودهن العود ودهن الورد والعنبر والعطور الفرنسية، حيث يخضع اختيار الروائح لذوق الصانعة، لتضفي عليه ما يتناسب مع ذوقها، مع الحفاظ على روحه الأصلية، وتشهد هذه الأنواع من الدخون والبخور المصنوع يدوياً، إقبالاً كبيراً من جانب زوار المهرجان الذي يزخر بروائح فواحة تعطر أجنحته. دعم وترويج قالت غنيمة البدواوي صاحبة «البدواوي فاشن»، إن المهرجان وفر لها منصة للترويج لمنتجاتها بعد أن كانت تعرضها على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة «إنستجرام»، مشيرة إلى أن المهرجان منحها الفرصة لعرض مجموعة من المخاوير الجاهزة والمخيطة بأسعار تنافسية، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من جانب الزوار. لمسات عصرية لوحظت مشاركة شباب في مقتبل العمر في الترويج لمنتجات تقليدية بلمسة عصرية، منهم شملان عوض الذي يساعد والدته في الترويج لمنتجاتها من بخور ودخون ومرشات المفارش، موضحاً أنه سعيد بالمشاركة في المهرجان الذي يدعم مختلف المشاريع التراثية ويوفر فضاءً واسعاً لمختلف الجنسيات، ليتعرفوا على المنتجات التي تميز كل دولة مشاركة.
مشاركة :