وصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة للمنتدى العالمي للاجئين لعام 2023 الذي افتتح في جنيف يوم الأربعاء الوضع في غزة الآن بـ"الجحيم على الأرض"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وتوجه فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، من عزة إلى المنتدى مباشرة. وقال إن معظم سكان غزة نزحوا قسرا إلى حد كبير إلى مدينة رفح الجنوبية. وقد تضخم عدد سكان المدينة الآن من 280 ألف نسمة إلى أكثر من مليون نسمة، وبالتالي أصبحت "مجتمعا من الخيام". وقال لازاريني "تعيش العائلات داخل مستودعاتنا في مساحات صغيرة مفصولة ببطانيات معلقة على هياكل خشبية رفيعة. أما في العراء، فقد ظهرت ملاجئ رديئة في كل مكان"، مضيفا أن المساحات المحيطة بمباني الأونروا مزدحمة بالملاجئ والأشخاص اليائسين والجائعين. وتساءل "ما الذي يمكن أن تقدمه 100 شاحنة أو نحو ذلك يوميا لـ 2.2 مليون شخص؟"، مشددا على ضرورة أن يقدم العالم الخارجي مساعدات إنسانية "ذات معنى". وقال "لقد استهلكت المناقشات رفيعة المستوى حول عدد الشاحنات يوميا الكثير من الوقت والطاقة لدرجة أنني لا أملك إجابة أقدمها لأب لخمسة أطفال في رفح سألني كيف يمكنه هو وأطفاله العيش على علبة واحدة من الفول لمدة ثلاثة أيام". وقال مسؤول الأمم المتحدة إن "مشهد شاحنة تحمل مساعدات إنسانية يثير الفوضى الآن، فالناس جائعون. إنهم يوقفون الشاحنة ويطلبون الطعام ويأكلونه في الشارع. لقد شهدت هذا بنفسي عندما دخلت غزة مساء يوم الإثنين". وتقوم الأونروا الآن بإيواء أكثر من مليون شخص في مدارسها ومرافقها الأخرى، وتقوم بتوزيع أي طعام تتمكن من جلبه، "ولكن هذا في كثير من الأحيان لا يتجاوز زجاجة ماء وعلبة تونة يوميا لكل أسرة، وغالبا ما يكون عددها ستة أو سبعة أشخاص". وقال لازاريني للمنتدى "سألت أحد الزملاء كيف تمكن من البقاء ثابتا ومواصلة تقديم المساعدة في ملجأ. أخبرني أنه يبحث عن زاوية في المبنى للبكاء 10 مرات في اليوم". وأضاف "تم التأكد من مقتل أكثر من 130 من موظفي الأونروا. العديد من موظفينا، الذين هم أنفسهم نازحون، يأخذون أطفالهم للعمل معهم للتأكد من أنهم آمنون معا أو يموتون معا". وأكد لازاريني أن سكان غزة يواجهون أحلك فصل في تاريخهم منذ عام 1948، مضيفا أن الوقت والخيارات تنفد أمامهم وهم يواجهون القصف والحرمان والمرض في مساحة تتقلص باستمرار. وقال "اليوم ، يشعرون بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم. إنهم يشعرون بالخيانة لأن العالم لا يتصرف في مواجهة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في عصرنا في غزة. وهم يعتقدون الآن أن حياة البشر ليست متساوية وأن حقوق الإنسان ليست عالمية. هذه رسالة خطيرة للغاية وسيكون لها تداعيات خطيرة". ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة وإنهاء الحصار للسماح بدخول المساعدات الكافية. وقال "أرحب هنا بالدعم الساحق الذي قدمته 153 دولة من أعضاء الأمم المتحدة في الجمعية العامة للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". وتشن إسرائيل هجوما واسع النطاق ضد حماس في قطاع غزة ردا على الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. وقد تجاوز عدد القتلى في القطاع الفلسطيني حتى الآن 18400 منذ تصاعد الصراع.■
مشاركة :