قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، هنا اليوم (الأربعاء)، إنه يتعين على الصين وفيتنام التكاتف لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية. وقال شي إنه من أجل تحقيق هذه الغاية، يتعين على الجانبين تعزيز التوجيه السياسي، ودعم التضامن والتعاون، وتعميق التعاون متبادل المنفعة، وتعزيز توجيه الرأي العام، وإدارة الخلافات على النحو الصحيح. أدلى شي بهذه التصريحات خلال محادثاته مع الرئيس الفيتنامي فو فان ثونغ. وأشار شي إلى أنه والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ أعلنا يوم الثلاثاء بشكل مشترك عن بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية، ما رفع العلاقات بين الحزبين والبلدين إلى مرحلة جديدة. وقال إن الشعبين الصيني والفيتنامي قاتلا جنبًا إلى جنب في نضالهما من أجل نيل الاستقلال الوطني والتحرير، ودعما بعضهما البعض في قضية الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي، مشيرًا إلى أن مثل هذا الالتزام تجاه بعضنا البعض في السراء والضراء شكل صداقة بين الدولتين "الرفيقتين والشقيقتين". وأضاف شي أن بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية هو من أجل تجديد الإرادة المشتركة للجيل الأقدم من قادة الحزبين والبلدين والإشادة بالماضي البطولي ودفع الصداقة الثورية قدما بين البلدين. كما أنه قرار تاريخي كبير اتخذته القيادة لكل من الحزبين والبلدين، مع الوضع في الاعتبار المصالح الأكبر للتنمية طويلة الأجل للعلاقات بين الصين وفيتنام والصورة الاستراتيجية الشاملة لتضامن القوى الاشتراكية في العالم، كما أنه يلبي الحاجات المشتركة للصين وفيتنام لدفع تحديث كل منهما ويخدم المصالح المشتركة للشعبين، وفقا لما قال. وشدد شي على أن الجانبين بحاجة إلى تقدير كامل للحتمية التاريخية والأهمية الاستراتيجية والضرورة الملحة والمسؤوليات الدولية لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي. من خلال التركيز على الأهداف الرئيسية الستة المتمثلة في زيادة الثقة السياسية المتبادلة والمزيد من التعاون الأمني الجوهري والتعاون العملي الأعمق والأساس الشعبي الأكثر صلابة والتنسيق والتعاون على نحو أوثق ومتعدد الأطراف وإدارة الخلافات على نحو أكثر ملاءمة، يحتاج الجانبان إلى مواصلة تنمية العلاقات الثنائية في سياقات تاريخية جديدة والنهوض المشترك بمجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية لتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين. ثم أكد شي على النقاط التالية: أولاً، من المهم تعزيز التوجيه السياسي وحشد توافق استراتيجي بشأن بناء مجتمع مصير مشترك صيني- فيتنامي. يتعين على القيادة لكل من الحزبين والبلدين مواصلة الحفاظ على اتصالات استراتيجية متعمقة عبر طرق مرنة، وزيادة التعلم المتبادل، وتعميق تبادل الخبرات في حوكمة الحزب والدولة، والتحسين المشترك لتحديث نظام الحوكمة وقدرتها بما يخدم تنمية البلدين على نحو أفضل. ثانيًا، من المهم تعزيز التضامن والتنسيق لحماية مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي. الصين وفيتنام دولتان اشتراكيتان تحت قيادة حزب شيوعي في كل منهما. تتمثل المسؤولية والمهمة المشتركتان لكل منهما في حماية أمن النظام السياسي والدفاع عن قضية الاشتراكية. وينبغي على الجانبين تعزيز التضامن، والبقاء ملتزمين بالانفتاح والمنافع المتبادلة والحماية المشتركة من التسلل الخارجي ومحاولات التخريب، وتقديم الإسهامات الواجبة لتعزيز القوى الاشتراكية العالمية وتدعيم السلام والتقدم للبشرية. ثالثًا، من المهم تعميق التعاون متبادل المنفعة لجعل كعكة المصالح أكبر لمجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي. يحتاج الجانبان إلى تعزيز التصميم عالي المستوى، وضمان التنفيذ السليم لخطة تضافر مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية "ممران ودائرة اقتصادية واحدة" وتسريع ارتباطية البنية التحتية وتوسيع تصدير المنتجات الزراعية عالية الجودة من فيتنام إلى الصين. كما ينبغي تعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء لاستكشاف محركات نمو جديدة للتعاون العملي الثنائي. رابعًا، من المهم التواصل بشكل أفضل مع الشعب وبناء أساس اجتماعي أقوى لمجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي. من المهم اتباع نهج نظامي لتعزيز الصداقة الشعبية بين الصين وفيتنام. يتعين علينا تكثيف حملات التوعية العامة بشأن الصداقة التقليدية بين البلدين والحزبين والاستفادة الجيدة من الثقافة والسياحة والتعاون على المستوى المحلي وغيرها من المنصات، لبناء المزيد من الجسور للتبادلات بين الشعبين، خاصة بين جيل الشباب، من أجل تعميق التفاهم المتبادل والصداقة. خامسًا، من المهم إدارة الخلافات بشكل صحيح وضمان توقعات أكثر استقرارا لمجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي. وبصفتهما دولتين ساحليتين مهمتين على بحر الصين الجنوبي، تتشارك الصين وفيتنام مصالح مشتركة وتتحملان مسؤوليات مشتركة في حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. ستعزز الصين الاتصال والتنسيق مع فيتنام للتوصل إلى حلول طويلة الأجل للقضايا البحرية يمكن للجانبين قبولها، وستعمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى اختتام مبكر لمدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي على نحو موضوعي وفعال، وستقدم إسهامات أكبر في السلام والاستقرار الإقليميين. ومن جانبه، قال الرئيس فو فان ثونغ إن زيارة الدولة التي أجراها شي إلى فيتنام تعد حدثا كبيرا انتظره بشدة الحزب الشيوعي الفيتنامي وحكومة فيتنام والشعب الفيتنامي، كما أنها حدث تاريخي كبير في العلاقات الفيتنامية-الصينية. وفي معرض إشارته إلى أن الأمينين العامين لحزبي البلدين اتفقا يوم الثلاثاء على بناء مجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية، ذكر فو أن هذا قد حدد اتجاه التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية وسيقودها بالتأكيد إلى مرحلة جديدة من التنمية عالية المستوى. وأضاف أن الصداقة التقليدية العميقة بين فيتنام والصين، التي صاغتها الأجيال الأقدم من الجانبين، صمدت أمام اختبار التحولات الدولية وأصبحت أصلا مشتركا للشعبين. وأوضح أنه في خضم التحولات المعقدة في المشهد الدولي، تمر كل من فيتنام والصين بمرحلة تنمية حاسمة، ومن ثم فإن الطموح المشترك للشعبين الفيتنامي والصيني هو توطيد وتعزيز الثقة والتعاون بين الحزبين والبلدين ومواصلة دفع القضية الاشتراكية للبلدين. وذكر أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي الذي لا غنى عنه لـ ترونغ وشي، لم تكن العلاقات الفيتنامية-الصينية شاملة وعميقة وودية كما هي عليه اليوم. وأضاف أن الجانب الفيتنامي يأمل في أن ترسل زيارة شي رسالة واضحة إلى العالم مرة أخرى، مفادها أن تنمية العلاقات مع الصين هي دائما أولوية قصوى وخيار استراتيجي للحزب الشيوعي الفيتنامي وحكومة فيتنام. وأوضح أن العلاقات الفيتنامية-الصينية شديدة الصلابة، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تبث الفتنة فيها أو تزعزعها أو تقوضها. وهنأ ثونغ الصين مرة أخرى على نجاح منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي، وأعرب عن ثقته في أنه تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها شي وتوجيه فكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ستحقق الصين بالتأكيد الأهداف التي حددها المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني. وفي معرض تأكيده أن التنمية والنجاح في الصين سيكونان مصدر إلهام ودعم كبيرين لفيتنام، قال ثونغ إن الجانب الفيتنامي سينفذ بجدية التوافق المهم الذي توصل إليه الأمينان العامان للحزبين، وسيستفيد بشكل كامل من المزايا الفريدة للبلدين في تشارك النظام الاجتماعي نفسه والمثل والفلسفات نفسها، وسيعزز تبادل الخبرات في حوكمة الحزب والدولة، وسيدفع التعاون العملي بشكل شامل في مختلف المجالات، منها السياسة والاقتصاد والتجارة والتبادلات الشعبية والأمن، وسيتمسك بالأمن السياسي الوطني، وسيسهل عملية التصنيع والتحديث. وأضاف أن فيتنام ملتزمة بسياسة صين واحدة وتؤيد بإخلاص إعادة توحيد الصين. وأوضح أن الجانب الفيتنامي مستعد لمعالجة الخلافات البحرية بشكل مناسب في ظل روح الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين والدفع من أجل التقدم المطرد لمجتمع مصير مشترك فيتنامي-صيني. وفي معرض إشارته إلى أن المبادرات العالمية المتعلقة بالتنمية والأمن والحضارة التي اقترحها الرئيس شي تظهر الإحساس بالمسؤولية لدى دولة كبرى وحزب كبير، فضلا عن دور الصين المهم في قيادة التنمية والتعاون الدوليين، ذكر ثونغ أن بلاده مستعدة للانخراط بنشاط مع الصين وستعزز بشكل نشط التنسيق الدولي معها لتقديم إسهامات جديدة بشكل مشترك في السلام والاستقرار العالميين وتقدم ورفاهية البشرية.
مشاركة :