ياسر رشاد - القاهرة - يشهد حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي عرض الفيلم القصير "60 جنيه" للمخرج الشهير الحائز على الجوائز عمرو سلامة، ومن بطولة نجم الراب المعروف زياد ظاظا في تجربته التمثيلية الأولى. وتُعد هذه المرة الثانية التي يفتتح فيها فيلم للمخرج عمرو سلامة فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، إذ افتتح فيلمه "شيخ جاكسون" الدورة الأولى من المهرجان عام 2017. قصة "60 جنيه"، مستوحاة من أغنية لـزياد ظاظا، وإنتاج إسماعيل نصرت، تحمل الاسم نفسه، وتتناول أحداثًا خيالية لتجارب حقيقية متعلقة بالعنف الأسري وتحقيق الأحلام. تمكن عمرو سلامة من خلال سيناريو الفيلم الذي كتبه من تحويل العمل الموسيقي الذي قدمه زياد ظاظا إلى فيلم جذاب بصريًا ويدفع المشاهد إلى التأثر به عاطفيًا والإندماج معه فكريًا. "60 جنيه" بطولة زياد ظاظا وطارق الدويري وحمزة دياب وروحية سالم، وتصوير أحمد بيومي فؤاد، ومونتاج أحمد حافظ. تأسس مهرجان الجونة في العام 2017، ويُعد أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط. يهدف مهرجان الجونة السينمائي، إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والُمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين، من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويسعى بحماس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به (منصة الجونة السينمائية)، وهي فعالية موجهة لصناعة السينما، خُلقت بهدف تطوير وتمكين صناع الأفلام المصريين والعرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم الفني والمالي اللازم. تتكون المنصة من: برنامج (جسر الجونة السينمائي)، الذي يوفر فرصًا للمشاركة والتعلم، وبرنامج (منطلق الجونة السينمائي)، وهو مختبر لتطوير المشاريع وتنفيذ الإنتاجات المشتركة. أما الإضافة الأحدث إلى (منصة الجونة السينمائية) فهي (سوق الجونة السينمائي) التي تضم معرض الجونة للأفلام القصيرة، حيث يتفاعل صنًاع الأفلام الواعدين مع السينمائيين المخضرمين. مهرجان الجونة يلتزم بدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني، ويقدم في دورته السادسة، قسم خاص بعنوان "نافذة على فلسطين" والذي يعرض مجموعة من أهم الأفلام التى تتعمق في قلب القصص الفلسطينية، هذا القسم تم اختيار أفلامه بعناية بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هؤلاء البشر الصامدين كمحاولة لدعوة الجمهور نحو فهم أعمق للتجارب الإنسانية في فلسطين. ويلخص "نافذة على فلسطين" بشكل مثالي جوهر هذه الرحلة السينمائية حيث يدعو المشاهدين لإلقاء النظر على الحياة غير المرئية والقصص التي لم تروَ، ومن خلال هذا القسم والذي تم تنسيق معظم أفلامه بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني. ويهدف مهرجان الجونة التركيز على القصص التلقائية التي تستحق أن تسمع، مانحًا فرصة لتلك الأصوات التي تم تجاهلها منذ زمن طويل. وتشمل الأفلام المعروضة في القسم مجموعة من القصص المدهشة، ويقدم فيلم "الإسعاف" للمخرج محمد الجبالي في صيغة الراوي وصفا للحرب في غزة في عام 2014، وتكشف القصص وراء أعمال العنف المتكررة. في فيلم "وداعا طبريا"، تلتقط المخرجة لينا سويلم الرحلات الشخصية لأربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات، كل واحدة منهن تؤثر في العالم على الرغم من هويتها المرتبكة. وفي فيلم "الواقي الرصاصي" يتناول المخرجين عرب وناصر طرزان بشكل كوميدي حرب غزة، حيث يعرضان التحديات التي يواجهها زوجان فلسطينيان يحاولان ممارسة العلاقة الحميمة وسط القصف الإسرائيلي المدمر. فيلم التحريك المؤثر "الرسم من أجل أحلام أفضل" للمخرجة مى عودة يسلط الضوء على نضالات الأطفال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وكيف يتعاملون مع الحياة من خلال رسوماتهم بقلم التلوين، ويؤكد على أهمية السماح للشباب بالحلم والأمل. ويروى فيلم يسرى نصر الله "باب الشمس" ملحمة فلسطينية ممتدة على مدار 50 عاما تاريخ من المعاناة والأمل والحب، وفيلم "ليست فقط صورتك" إخراج آن باك ودرور ديان يتناول رحلة مأساوية لأشقاء ألمان-الفلسطينيين يسعون لتحقيق العدالة لعائلاتهم بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة. ويقدم فيلم "بلا سقف" إخراج سينا سليمي نظرة ثاقبة حول الواقع المتناقض في غزة مانحاً المشاهدين فرصة للتأمل في فكرة البقاء وسط التهديدات المستمرة. وفي فيلم "الشجاعية" للمخرج محمد المغني، تعيش عائلة تقليدية في غزة حالة من الفوضى بعد أن دمرت التفجيرات منزلها. فيلم "الأستاذ" إخراج فرح نابلسي يتناول بعمق الإحباطات اليومية وحالة الغضب الذي يعيشه الفلسطينيون ويوضح تأثير الحياة في بيئة يسيطر فيها أفراد يحملون أسلحة نارية ويملون على الأفراد ما يفعلونه وما لا يفعلونه أو كيف يمكنهم أن يعيشوا حياتهم فيلم "إلى أبي" إخراج عبد السلام شحادة يستكشف التاريخ العربي والفلسطيني موضحا قدرة التغيير التي تحدثها الصور الفوتوغرافية.
مشاركة :