تستخدم الأشعة المقطعية بصورة شائعة في تشخيص الأعراض من آلام الصدر، ومشاكل الجهاز الهضمي، وإصابات العظام. وهي نوع من أنواع الأشعة السينية ويعادل التعرض لها مقدار 150 مرة من التعرض للأشعة السينية العادية المأخوذة للصدر في مرة واحدة. وتعطي صورة مفصلة عمّا بداخل الجسم ما يجعل الأطباء دائماً يطلبون من المريض إجراءها. تحذير من الأشعة ولكن ظهرت نتائج بحث حديث نشرت بصحيفة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، يحذر من الآثار الجانبية الخطيرة للأشعة المقطعية وتأثيرها في الحمض النووي، حيث قام الباحثون من معهد استانفورد بقيادة البروفيسور جوزيف، بفحص خلايا 67 شخصاً ممن تعرضوا لهذا الفحص بصورة واسعة (أو تعرضوا للرسم السطحي المحوسب)، فوجدوا تلفاً بالخلايا نتيجة تعرضها للمسح عند المرضى الذين تعرضوا لأشعة كاملة للجسد والصدر. ولاحظ العلماء أثناء الدراسة أن هذا التلف لم يظهر عند المرضى الذين تعرضوا إلى 7.5 mSV (مقياس لجرعات الأشعة) أو أقل من ذلك، وهو ما يعادل مقدار الأشعة التي يتعرض لها المريض أثناء فحص القلب أو ما يعادل 50 مرة أشعة الصدر العادية. وبالرغم من وجود علاقة وثيقة بين التعرض للأشعة المقطعية وتلف الخلايا، إلا أن الدراسة لم تبحث في العلاقة بين تلك الأشعة والإصابة بمرض السرطان الذي قد ينتج عن تلف الخلايا. نسبة الإصابة بالسرطان وذكر المعهد الوطني للسرطان أن نسبة الذين يصابون بمرض السرطان من بين الذين يجرون الأشعة المقطعية، هي نسبة واحد في كل 2000 شخص. وتشير المنظمة إلى أنه في بعض الأحيان ترك هذا الفحص قد يكون أكثر خطورة من إجرائه عندما تستدعي حالة المريض ذلك الفحص. ووجد بحث نشر في اركايف أوف انتيرنال ميديسن، أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض السرطان، حيث كانت نسبة الإصابة في النساء اللائي تعرضن للأشعة المقطعية للصدر في عمر 40 عاماً هي امرأة واحدة من بين كل 270 امرأة فيما كانت النسبة في الرجال هي رجل واحد من بين كل 600 رجل. ومن بين كل 8.100 امرأة من نفس العمر يتعرضن لفحص الأشعة المقطعية للرأس بصورة دورية تصاب امرأة واحدة بالسرطان فيما تقل النسبة بين الرجال إلى رجل واحد من بين 11.808 رجال. وتتضاعف النسبة في عمر عشرين عاماً، وتهبط إلى النصف في عمر 60 عاماً. التأثير في الأطفال أما تأثيرها في الأطفال، فقد ذكرت دراسة أجريت في عام 2013 على 680.000 شخص ونشرت نتائجها بصحيفة BMJ، أن الأشخاص الذين يتعرضون لتلك الأشعة قبل سن 19 تكون نسبة الإصابة لديهم 24% وتزيد النسبة بمعدل 16% عند كل فحص إضافي. نتائج مطمئنة ولا يجد البروفيسور جوزيف دليلاً قاطعاً على أن الأشعة المقطعية تسبب السرطان. كما يطمئن خبير الأشعة مارك بيرلوشير في الورقة الطبية حول آثار تعرض المرضى للأشعة، أن جسم الإنسان عادة يستطيع إصلاح الخلايا التالفة ويفسر ذلك قائلاً: لدى الإنسان آلية ذاتية للتعافي وتساعده على ذلك الإنزيمات. ولكن كلما تعرض الشخص إلى مزيد من الأشعة وُجدت خلايا لم يتمكن الجسم من إصلاحها فتتحول بعد ذلك إلى سرطان. ورغم النتائج المثيرة للقلق يؤكد قائد البحث المشارك البروفيسور دومينيك فليشمان، عدم الخوف من إجراء تلك الفحوص عند الضرورة، وأن خطورة الأشعة المقطعية على الجسم ما زالت غير واضحة لعدم وجود إحصاءات يمكن الاعتماد عليها.
مشاركة :