تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورة عائلة (رجل وزوجته) يتناولان الطعام في مطعم، وقد خلع الرجل «شماغه» ليغطي الزجاج الداكن المقابل للمرأة، حتى لا يراها بقية مرتادي المطعم. وتفاوتت الآراء بين مؤيد لوضع الرجل «شماغه»، واصفين ذلك بـ«غيرته الشديدة»، فيما اعتقد آخرون أنه بالغ جدا، ولديه «هاجس المرأة»، وفعله «يشوه الثقة والمنظر العام!». فئة ثانية من مستخدمي مواقع التواصل، طرقت القضية من جانب آخر، وقالت إن الصورة تظهر مشكلة كبيرة يعاني منها المجتمع وهي التعدي على خصوصية الآخرين وتصويرهم، وهو ما ذهب إليه الغالبية من المغردين. اللافت للنظر هو المشاركة الكبيرة في هاشتاق (#زوج_يغطي_زوجته_بشماغه_بمطعم)، حيث تجاوزت سقف الـ100 ألف خلال ساعات قليلة. وبذلك تقول الاستشارية النفسية منى الصواف لـ«عكاظ» إنه «يستحيل الحكم على أي إنسان أو تشخيص حالته من تصرف واحد، والتشخيص عادة يبدأ من الولادة، مرورا بتاريخه النفسي». وأوضحت الصواف أن بعض الأسر ترى أن سياسة المطاعم لا تتوافق مع «عاداتها وتقاليدها»، وفي هذه الحالة قد يرى «الزوج» أن الحاجز الزجاجي قد لا يتوافق مع عاداته ومعتقداته، وربما كان تصرفه نابعا من غيرة مبالغ فيها، أو «خوف على أسرته» أو «رغبة في الحفاظ على خصوصية أنثاه»، وأعني هنا الزوجة، بحيث تعامل بسلوك فيه نوع من الملكية «أي هذه الأنثى لي». وأشارت الصواف إلى أن بعض الرجال يعانون من «غيرة مرضية»، وهذا يمكن اكتشافه على مدى سنين، ويعاني من رغبة في عزل الزوجة عن المجتمع، ومثل هذه الشخصيات عادة لا تذهب للأماكن العامة، ويبني «سورا حول الزوجة»، وقد ينتج عن ذلك رد فعل من الزوجة فتعبر عن انزعاجها، مؤكدة أن المبالغة في مثل هذه الأمور قد تنعكس سلبا على أداء المجتمع. من جهته، قال المستشار الاجتماعي الدكتور طلال الناشري لـ«عكاظ» إن تصرف الزوج ربما يعكس بعض العادات في المجتمع، وفي بعض المجتمعات الزوج لا يستطيع رؤية زوجته!. وحول من التقط الصورة، أوضح الناشري أن «في ذلك اقتحام للخصوصية، وإذا كانت الزوجة راضية فلماذا كل هذه الضجة»، غير أنه استدرك بقوله: كان على الزوج أن يذهب لمكان لا يجد فيه «أي مضايقة من الناس».
مشاركة :