فرَّط نادي الاتحاد في فرصة نادرة لكتابة التاريخ، بالوصول إلى أبعد نقطة في بطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها المملكة لأوَّل مرَّة في التاريخ، وتقام منافساتها في أحضان جدَّة بين جماهير العميد وعلى أرضه.وودَّع العميد البطولة من الدور الثاني، إثر الخسارة «الموجعة» من الأهلي المصري (1-3)، في المباراة التي جرت، مساء الجمعة، على ملعب الجوهرة المشعَّة.وستكون النسخة الحاليَّة من مونديال الأندية الأخيرة من البطولة بشكلها الحالي بمشاركة 7 فرق، حيث قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رفع العدد إلى 32 فريقًا اعتبارًا من 2025، لذلك كان النمور أمام فرصة رائعة لإضافة تاريخ جديد لسجله التاريخي الحافل.لم يكن أكثر المتشائمين من الاتحاديين، ولا أكثر المتفائلين من الأهلي المصري، يتوقع أنْ تنتهي القمَّة العربيَّة العالميَّة بين الاتحاد والأهلي المصري، بهذه النتيجة الصادمة، لكن كما يقال «ليالي العيد تبان من عصاريها».صيفية هزيلةوعصاري العميد قبل عيد مونديال الأندية، كانت كلها تنبئ بنتائج عكسية لأحلام الاتحاديين وطموحاتهم، بدءًا من صيفية هزيلة، خرج منها الاتحاد بأقل التعاقدات من بين الأربعة الكبار، رغم أنَّ الجميع يعلم أنَّ الاتحاد سيمثل المملكة في أول مونديال للأندية تستضيفه السعودية، لكن البعض ظنَّ أنَّ اسم كريم بنزيما قادر على إحداث الفارق مع الفريق، ولا يدركون أنَّ النجوم الكبيرة تحتاج فريق متكامل حتى يحدث التأثير الإيجابي.وبالأرقام، وحسب موقع «ترانسفير ماركت» المتخصص في الأحصائيات الرياضيَّة، فإنَّ نادي الاتحاد في المركز الرابع من حيث قيمة لاعبيه التسويقية بعد الانتقالات الصيفية، وبفارق كبير عن الهلال الذي يأتي في المرتبة الأولى.قيمة فريق الهلال التسويقية 222.33 مليون يورو، يأتي النصر في المرتبة الثانية بـ164.75 مليون يورو، ثم الأهلي ثالثًا بـ 163.65 مليون يورو، وأخيرًا يأتي الاتحاد من بعيد في المركز الرابع بـ105.75 مليون يورو.الاتحاد الفريق الوحيد، من بين الأربعة الكبار، الذي دخل الموسم الجديد بمحترفيه القدامى جروهي، حجازي، حمدالله، كورنادو، رومارينهو، وهنا تأتي قرارات الإدارةقرارات خاطئةفي الوقت الذي تنافست فيه أندية الهلال والنصر والأهلي على الاستغناء عن المحترفين القدامى، والتعاقد مع لاعبين جدد مهما كلَّف الأمر من دفع شروط جزائية لكسر عقود، وإغراء النجوم بمبالغ ضخمة، أكد أنمار الحائلي رئيس شركة نادي الاتحاد في تصريحات سابقة له أنه اتفق على ضم محمد صلاح، ودي بروين وجوندوجان والمدافع ماركينيوس على أن يغادر الرباعي جروهي و ورومارينهو وكورنادو وحمدالله، لكنه تلقى ردا بأن الميزانية لاتسمح. خسارة الجمعةساهمت تفاصيل صغيرة في الهزيمة الكبيرة التي خرج بها فريق الاتحاد أمام الأهلي المصري، فقد تخلَّى لاعبو الاتحاد عن شراستهم التي تميِّزهم في المنافسات الكبيرة، فتسبَّب كادش في ضربة جزاء من إهمال صريح، وأهدر بنزيما ركلة جزاء كانت نقطة التحوُّل الأساسيَّة في المباراة، وسدد الكرة بإهمال واضح.افتقد لاعبو الوسط سرعة الانقضاض والقدرة على افتكاك الكرة الثانية، وهذا كان واضحًا في كرة الهدف الثالث للأهلي المصري، عندما انقض لاعب الأهلي على الكرة التي كانت أقرب لفابينهو لكنَّه تعامل معها بتراخٍ، وقتل الأهلي كلَّ آمال العودة للمباراة بتسجيل الهدف الثالث.هدف حسين الشحات الثَّاني، لا مدالله ضغط على حسين الشحات وأغلق أمامه أي زاوية للتسديد، ولا المعيوف تمركز في المكان الصحيح، فلم يستطع الوصول لكرة كانت قوتها أقل من المتوسط. الليزر بقيت نقطة أساسية تتطلَّب الحزم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتشديد من الحكام عليها، وهي دخول الليزر إلى المدرجات، واستخدامه لتشتيت تركيز اللاعبين خاصة في ركلات الجزاء، ولابُدَّ من التعامل مع هذا الموضوع بقوَّة، حتى لا يحدث أي تأثير أو تشويش على اللاعبين.ولابُدَّ على المنظِّمين في الملاعب بمنع دخول الليزر إلى المدرجات، وتكون هناك عقوبات مغلَّظة للجماهير التي تلجأ لهذا الأسلوب للتأثير على اللاعبين.