أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أنه يتحمل والجيش الإسرائيلي المسؤولية بعد مقتل ثلاث رهائن محتجزين في قطاع غزة بـ"الخطأ" على يد جنوده. وقال هاليفي في مقر القيادة الجنوبية إن الحادث الذي قتل خلاله جنود الجيش "عن طريق الخطأ" المحتجزين الثلاثة "مروع ومؤلم"، وفق ما أورد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي اليوم (السبت) عبر موقعه على منصة ((إكس)). وأضاف هاليفي "تحرك المخطوفون الثلاثة الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة على مدار سبعين يوما من الجحيم باتجاه جنود جيش الدفاع، وقُتلوا بنيران قواتنا". وتابع "جيش الدفاع، وأنا بصفتي قائده، نتحمل المسؤولية عما جرى"، مضيفا "لا يوجد شيء يريده جنود جيش الدفاع وقادته في قطاع غزة أكثر من إنقاذ المخطوفين وهم على قيد الحياة". وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس (الجمعة) أن قواته قتلت بـ"الخطأ" ثلاث رهائن إسرائيليين بعد تحديدهم على أنهم يشكلون "تهديدا"، وذلك أثناء العمليات العسكرية الدائرة في حي الشجاعية بقطاع غزة، مؤكدا أنه فتح تحقيقا في ملابسات الحادث. وقال هاليفي "سنقوم بكل ما في وسعنا في سبيل منع تكرار مثل هذه الحالات في المراحل اللاحقة من القتال"، معربا عن اعتقاده بأن "المخطوفين الثلاثة قاموا بكل ما في مقدورهم لكي ندرك، حيث تحركوا عارين من القمصان لكي لا نشتبه بحملهم لعبوة ناسفة وأمسكوا قماشا أبيض لكي ندرك". وأكد رئيس الأركان أن "إطلاق النار على المخطوفين تم خلافا لتعليمات إطلاق النار، إذ لا يجوز إطلاق النار صوب من يرفع راية بيضاء ويلتمس الاستسلام". ولفت إلى أن إطلاق النار تم تنفيذه "خلال القتال ووسط ظروف الضغط"، مشيرا الى أنه "قد تكون هناك حالات أخرى، حيث سيهرب مخطوفون أو يتم تركهم خلال القتال، ويلقى على عواتقنا واجب ومسؤولية إنقاذهم وهم على قيد الحياة". وشدد على أن هذا القتال "هو الذي يخلق فرصة إعادة المخطوفين"، ولولاه "لن نستطيع إعادة المخطوفين ولن نستطيع استعادة الأمان في البلدات، وعلينا الاستمرار في القتال بشراسة، دون لفت الأنظار بعيدًا عن أهدافها". وقبيل الكشف عن الحادث أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة ثلاث جثث لمحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، بينهم جنديان. وتقدر مصادر فلسطينية وإسرائيلية عدد المحتجزين في غزة بنحو 137 إسرائيليا، بينهم جنود وضباط. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قبل نحو أسبوع إفشال عملية للجيش الإسرائيلي لتحرير أحد جنوده في قطاع غزة، مشيرة إلى مقتل الجندي الأسير في غزة خلال اشتباكات مع قوة إسرائيلية خاصة. وأكدت كتائب القسام أن إسرائيل لن تستطيع تحرير محتجزيها في قطاع غزة دون تبادل وبشروط "المقاومة" الفلسطينية. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة خلفت أكثر من 18 ألف قتيل فلسطيني حتى الآن، بحسب السلطات في القطاع، بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.