اليابان تستعين بضعف الين لدفع النمو الاقتصادي

  • 12/18/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى زوايا منطقة جينزا الفاخرة بالعاصمة اليابانية طوكيو، يصطف المتسوقون عند مدخل محال لويس فيتون، ليس بغرض شراء حقائب اليد أو الساعات، بل لاقتناء علبة شوكولاتة من 8 قطع فقط، مقابل 18 ألف ين ياباني (112 يورو). وبالقرب من ماتسويا، أحد أكبر المتاجر الفاخرة في المدينة، تجاوزت مبيعات علامات فاخرة، مثل «غوتشي» و«ديور» و«مانولو بلانيك»، الأرقام القياسية. وتمثل اليابان أسرع المناطق نمواً بالنسبة لمجموعة «أل في أم أتش»، أكبر شركة للسلع الفاخرة في العالم، بعلاماتها التجارية البالغ عددها 75 والمالكة لعلامة «لويس فيتون». وحققت الشركة نمواً في مبيعاتها في اليابان، قدره 31% خلال الفصول الثلاثة الأولى من العام الجاري، بصرف النظر عن الركود الذي يعانيه القطاع على الصعيد العالمي في أعقاب 3 سنوات من ضعف النمو، وفقاً لـ«فاينانشيال تايمز». وظلت اليابان الوجهة السياحية المفضلة وبعدد سكانها البالغ 126 مليون نسمة، سوقاً قوياً للسلع الفاخرة. ويساعد ضعف العملة المحلية، مصحوباً باندلاع موجة من السياح الصينيين في الدفع بعجلة النمو، في الوقت الذي يحجم المتسوقون في أميركا وأوروبا عن المزيد من الإنفاق. وضمن سعيها للاستفادة من هذه الموجة «لويس فيتون» هي أول علامة تجارية فاخرة تحقق مبيعات سنوية قدرها 20 مليار يورو، ما يعادل ضعف مبيعات «هيرمز» أقرب المنافسين. ومع المساحة الكبيرة المتوافرة للقطاع، فإن نموه يعتمد بنسبة كبيرة على السياح. وبينما بدأت المبيعات للسوق اليابانية المحلية في النمو منذ بداية العام الحالي، أخذت الوتيرة في التباطؤ، بل توقفت أحياناً في بعض العلامات التجارية خلال الربع الأخير من هذا العام. وفي المتوسط وفيما يتعلق ببعض الشركات الكبيرة مثل «أل في أم أتش» و«كيرينج» المالكة لعلامة «غوتشي»، لم تتجاوز المبيعات للأجانب، 33 % مما كانت عليه في الماضي. وبالنسبة لشركات السلع الفاخرة ككل، تتفوق اليابان على المناطق الأخرى حول العالم. وتتقدم «برادا» وبنمو مبيعات قدره 41% خلال الربع الحالي، ركب المؤسسات الأخرى، بينما تميزت «مونسيلور»، بـأبطأ وتيرة عند نسبة نمو تراوحت بين 16 و17%، بحسب «مورغان ستانلي». ويُعد الطلب الأجنبي مهماً، حيث شجع «أل في أم أتش» التي تشمل علاماتها التجارية «ديور« و»تيفاني»، للاستثمار في الخدمات والتسويق في اليابان. انتعش الطلب المحلي أيضاً، خاصة في ظل ضعف الين الذي لعب دوراً جوهرياً في بقاء السياح اليابانيين في الداخل والإنفاق في المحال الراقية المنتشرة في منطقة جينزا. ومن بين العوامل التي تسهم في انتعاش قطاع السلع الفاخرة في اليابان، كبار السن الأثرياء والعدد الكبير من النساء العاملات، فضلاً عن جاذبية المنتجات المستدامة. وفي «غوتشي» حيث صيحات الموضة، تراجعت مبيعات التجزئة العالمية، بنسبة قدرها 7% خلال الربع الثالث، بينما حققت نمواً بنحو 32% في داخل اليابان. أما في «بوربيري»، العلامة التجارية البريطانية التي عانت ضعف مبيعاتها وهي تحاول إعادة ترتيب أوضاعها، فقد ارتفعت مبيعات التجزئة لديها في اليابان، بنحو 60%، بحسب «مورغان ستانلي». ربما يلعب تسعير السلع دوراً بارزاً، خاصة أن الصينيين يبدون اهتماماً كبيراً بفارق الأسعار الذي يشكل جزءاً من أسباب سفرهم للخارج. وفي الوقت الحالي، يكاد سعر منتجات «غوتشي» يكون متساوياً في اليابان وأوروبا، نتيجة لضعف الين وللأسعار المحددة من قبل الشركة، بينما تزيد التكلفة 30% في أميركا و20% في الصين. بلغ عدد الزوار الأجانب لليابان 19.9 مليون خلال الشهور الـ10 الأولى من العام الجاري، بالمقارنة مع 26.9 مليون في الفترة نفسها من عام 2019. وحققت مبيعات السوق الحرة أو مشتريات الأجانب الذين يحق لهم استرجاع الضريبة، 14 مليار ين في فترة الأشهر الـ6 الأولى من هذا العام، مقارنة مع 10 مليارات ين في 2019. مؤشرات التباطؤ أظهرت موجة التسوق في اليابان مؤشرات طفيفة من التباطؤ، وإثبات مقدرتها على النمو خلال الفترات الماضية من قوة الين، فإن بطء النمو في أميركا والصين وأوروبا، ربما يلحق في نهاية المطاف بالمتسوقين الدوليين الأثرياء، الذين ظلوا معزولين لحد كبير عن الأسواق في الوقت الحالي.

مشاركة :