تل أبيب – (أ ف ب): دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها إسرائيل أمس الأحد، إلى هدنة «فورية ومستدامة» في قطاع غزة وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله. وتواجه إسرائيل في الآونة الأخيرة دعوات متزايدة لهدنة جديدة في قطاع غزة في ظل الارتفاع الحاد في عدد القتلى المدنيين في الحرب بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأعربت كولونا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في تل أبيب عن قلق بلادها «البالغ» إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ«هدنة جديدة فورية ومستدامة» في الحرب. وأضافت «قتل الكثير من المدنيين» في الجانب الفلسطيني، مؤكدة في الوقت عينه وجوب عدم نسيان ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس في الجانب الإسرائيلي. وتطرقت خصوصا إلى ضحايا أعمال عنف جنسي يُتهم عناصر حماس بارتكابها، وهو ما تنفيه الحركة. وقالت كولونا «من نافل القول إن فرنسا تصدّق كلمات هؤلاء النسوة الضحايا... اللواتي اضطررن لاختبار عمليات الاغتصاب والتشويه هذه». وكانت كولونا وصلت إلى إسرائيل حيث التقت كوهين، ثم انتقلت إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء مسؤولين فلسطينيين. ونددت كولونا خلال زيارتها أمس الأحد قرية قرب رام الله بالعنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة والذي «يقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي». وقالت كولونا «هذه أعمال خطيرة تقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي وتضعف السلطة الفلسطينية ويمكنها أن تدفع نحو تطورات جديدة وزعزعة استقرار الضفة الغربية»، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يصب في مصلحة إسرائيل. ومن المقرر أن تزور الوزيرة الفرنسية بيروت اليوم الإثنين. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، تشهد الحدود الشمالية للدولة العبرية مع لبنان، تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. ويؤكد الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية حدودية، وتردّ الدولة العبرية بقصف جوي ومدفعي يطال أهدافا عسكرية ومدنية في جنوب لبنان. ويشدد الحزب الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بحركة حماس في إطار «محور المقاومة» الذي تقوده طهران في الشرق الأوسط، أن عملياته تأتي في إطار «إسناد» الشعب الفلسطيني و«المقاومة» في غزة. وكان التوتر الحدودي بين لبنان وإسرائيل محور بحث في زيارة كولونا التي دعت كل الأطراف إلى «خفض التصعيد» في هذه المنطقة. وقالت خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن «خطر التصعيد يبقى قائما... وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا». وأضافت «هذه الدعوة إلى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع». ورأى كوهين أن «بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي ومهم لمنع حرب في لبنان». وشدد على أن «ليس لدى (إسرائيل) أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا»، مشيرا إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من المناطق الحدودية في شمال إسرائيل. وأضاف «علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم»، و«الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني». وأوضح «هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة». وكان مصدر دبلوماسي غربي في بيروت أفاد بأن «إسرائيل تريد من حزب الله أن يتراجع مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود»، وأن الإسرائيليين يريدون على وجه الخصوص من الحزب سحب مقاتلي وحدة النخبة في صفوفه («قوة الرضوان»)، والأسلحة الثقيلة من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان.
مشاركة :