متلازمة القلب المكسور

  • 3/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قد لا ندرك أن كلمة قاسية نرميها على مسامع أحبتنا ربما تصيبهم بمرض يعصف بحياتهم. لقد اكتشف الأطباء أن فراق الأحبة وانفصالنا عنهم وخيانتهم وهجومنا اللفظي عليهم قد يصيبهم باعتلال قلبي جسيم. كنت أعتقد إلى وقت قريب أن عبارة “أوجعني قلبي” عاطفية، لكن أكد الباحثون أن هناك اعتلالا قلبيا عضويا اسمه اعتلال “تاكوتوسبو” قد يدمر صحتنا إثر أزمات عاطفية تعبرنا أو كلمات تجرحنا. هل سبق أن شعرت بآلام متزامنة في القلب، وفي الرقبة والكتف، وفقدان للشهية، ورغبة مضاعفة في النوم؟ إذا شعرت بهذه الأعراض في وقت واحد، فأنت قد تكون مصابا بهذا الاعتلال، الذي يؤدي إهماله - لا سمح الله - إلى مضاعفات في القلب. فإذا أحسست بهذه الآلام فلا تستهن بها. ينبغي لي ولك أن نزور أقرب عيادة لنجري الفحوص اللازمة ونتلقى الاهتمام الطبي. هذا الاعتلال الذي يوجع قلوبنا يعود إلى أسباب متفاوتة من بينها: فراق حبيب، أو فاة قريب، أو خلاف شخصي، أو خيانة زوج، أو طلاق، أو عبارات مؤذية. وقد أطلق عليه العلماء اسما آخر وهو “متلازمة القلب المكسور”، في إشارة مباشرة إلى الجروح التي خدشت هذا القلب. إننا نمسك أشياءنا برفق وحذر، نخشى عليها أن تُجرح. في المقابل؛ نلقي الكلام على عواهنه، غير مدركين أنه قد يخدش أرواحاً أثمن وأغلى من كل الأشياء. لقد أشارت الدراسات إلى أن نحو 90 في المائة‏ من ضحايا متلازمة القلب المكسور نساء. وأكدت أبحاث أيضا أن الرجال يقفون وراء الكثير من الكسور إثر كلماتهم وتصرفاتهم. نستطيع جميعا أن نحمي أحبتنا من هذا الاعتلال الخطير، بمراعاة مشاعرهم، وتجنب ما يحزنهم ويشقيهم، فهم بشر وليسوا حجرا. وعلى كل المتضررين من النكبات والأحزان سواء كانوا نساء أو رجالا أن يدركوا فداحة الأحزان الطويلة. فحتى في لحظة الموت المصيرية الحاسمة لا يتركنا الله منفردين في مواجهة أحزاننا ومخاوفنا، يبعث الله ملائكته، وتأمرنا بعدم الخوف أو الحزن، يقول تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ”. يا أحبتي، لا أحد سينفعنا لو انكسر قلبنا وتهشمت أرواحنا. أفئدتنا أغلى ما نملك. علينا أن نقيها ونحافظ عليها من الكاسرين. ينبغي أن نبتعد عنهم ونتجاهلهم حتى لو كانوا أقرب الأقربين.

مشاركة :