أدى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، صباح أمس، صلاة الجنازة على جثمان أخيه المغفور له، بإذن الله تعالى، الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، وذلك في مسجد بلال بن رباح في منطقة الصديق. وأعلنت الكويت الحداد أربعين يوماً ونكست الأعلام، كما أغلقت المؤسسات الحكومية حتى الثلاثاء، فيما عمّ الهدوء أرجاء الكويت مع تلاوة آيات من القرآن، وخيم عليها الحزن، فيما علت في الشوارع شاشات أشادت بمناقب الأمير الراحل كُتب على بعضها «رحم الله أمير الحكمة والتسامح والسلام». وودع العالم العربي الشيخ نواف الأحمد الصباح، ببيانات نعي وتعازٍ مع إعلان الحداد وإقامة صلاة الغائب. يأتي ذلك فيما بدأت الوفود الرسمية تصل إلى الكويت للتعزية بوفاة الأمير نواف، حيث وصل الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت، لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، حسبما أعلنت الرئاسة المصرية أمس. كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، إرسال وفد رئاسي إلى الكويت لتقديم العزاء في وفاة الشيخ نواف الأحمد. وحظي الأمير الراحل حين تولى دفة الحكم باعتباره الحاكم السادس عشر لدولة الكويت بتأييد شعبي ورسمي كبير، وتمت مبايعته بالإجماع من أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية. ولطالما عرف الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد بحكمته وإخلاصه وتفانيه في خدمة الكويت وشعبها، محافظاً على مكانة متميزة للكويت في محيطها الخليجي والعربي والدولي. وعندما تولى مقاليد الحكم، دشن الأمير الراحل عهداً تنموياً ومرحلة تاريخية في مسيرة البناء والعطاء عبر خطط تنموية حديثة تواكب مستجدات العصر وتطوراته. وحقق الشيخ نواف الأحمد الصباح العديد من الإنجازات والنجاحات، شملت مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية. في 5 ديسمبر عام 2020، أُجريت أول انتخابات برلمانية في عهده، وذلك بعد مرور أقل من 3 أشهر على توليه مقاليد الحكم، وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأول مجلس أمة يُنتخب في عهده، تعهد بوضع برنامج إصلاحي شامل لمواجهة التحديات كافة. ورسم خريطة طريق لنجاح برنامج الإصلاح الشامل، وتمثلت ملامحها الأساسية في التعاون الفعال بين مجلس الأمة والحكومة، والحزم في تطبيق القانون، وتغليب الحوار الإيجابي المسؤول الذي يوحد ويجمع بين فئات الشعب الكويتي، ويحقق المصلحة الوطنية المشتركة. وأولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، خلال فترة حكمه، ملف الوحدة الوطنية عناية خاصة، وفي أكثر من مناسبة، دعا إلى وحدة الصف وتضافر جهود أبناء الكويت جميعاً لتجاوز التحديات والصعوبات، حيث أكد أنه لا سبيل لتجاوز التحديات والنجاة من عواقبها إلا بوحدة الشعب.
مشاركة :