واشنطن – يواصل الحوثيون استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وباتت هجماتهم تمثل "خطرا عالميا وتشكل تحديا دوليا"، بحسب تصريحات مسؤول أميركي يؤكد علاقة إيران بهذه الهجمات، ومساعي واشنطن لوضع حد لها عبر مبادرة جديدة وزير الدفاع لويد أوستن في زيارته للمنطقة. وذكرت قناة "الحرة" الأميركية نقلا عن مصادر متعددة، أن أوستن يستعد لإطلاق مبادرة جديدة لتأمين وحماية الملاحة الدولية من الهجمات المتزايدة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر. وتحمل المبادرة اسم "عملية الازدهار والحماية والعمل" وهي تأتي خلفا لما كان يعرف بـ"فرقة العمل البحرية" التي انضم إليها أكثر من 30 دولة. ويزور أوستن البحرين وقطر وإسرائيل، خلال جولة في الشرق الأوسط. واعتبر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد، أن تهديدات الحوثيين اليمنيين في البحر الأحمر "عالمية وتشكل تحديا دوليا"، وذلك مع تصاعد الهجمات على السفن في ممرات ملاحية تستهدفها الجماعة المتحالفة مع إيران. وقال المسؤول، إن "الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية عملت مع الحلفاء والشركاء على معالجة التهديد عبر توسيع فرقة العمل 153 المعنية بأمن البحر الأحمر، في إطار القوات البحرية المشتركة". واتهم إيران بأن لها "دورا مباشرا في هذا المستوى المحدد من الاعتداءات التي يقوم بها الحوثيون". مضيفا "ليس هناك شك في أن الإيرانيين يلعبون دورا مزعزعا للاستقرار بشكل كبير، وإذا أرادت القيادة العليا في طهران أن تتوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فسوف تتوقف". وتابع أن "الإيرانيين قاموا بتسليح الحوثيين الذين لديهم قدرات عسكرية متطورة جدا وقاموا بتدريبهم وتمويلهم وتجهيزهم". وهاجم الحوثيون، سفنا في مسارات الشحن بالبحر الأحمر وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ صوب إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل ما يزيد على شهرين. وفي الأسابيع الأخيرة، كثفوا هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للنقل البحري إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا وتمر عبره 40 بالمئة من التجارة الدولية. وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية الإثنين، إنها تلقت تقريرا عن حادث وقع بالقرب من مضيق باب المندب على بعد 30 ميلا بحريا إلى الجنوب من ميناء المخا اليمني. وأضافت في مذكرة إرشادية، إن "انفجارا محتملا وقع في المياه، على بعد ميلين بحريين من إحدى السفن". وكانت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ-لويد" الألمانية للنقل البحري، قد أعلنتا الجمعة، تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر في ظل الهجمات. وتقول الجماعة التي تسيطر على أغلب اليمن إن الهجمات هي إظهار للدعم للفلسطينيين وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل لحملتها العسكرية، لكن محللين يقولون أن أهداف الحوثيين أبعد من ذلك ويريدون إثبات حضورهم كقوة لها وزنها في البحر الأحمر ويتطلعون إلى مكاسب سياسية من وراء ذلك. وفي شأن آخر، قال المسؤول في البنتاغون، إن وزير الدفاع، لويد أوستن، خلال زيارته لإسرائيل، "سيتلقى تحديثات بشأن تقييم المسؤولين الإسرائيليين للتقدم الذي أحرزوه في المرحلة الحالية من الحملة في غزة وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس". ونوه المسؤول إن أوستن "سيطرح أسئلة محددة بشأن الانتقال إلى المرحلة التالية من الحملة على اعتبار أن الغارات والعمليات البرية لا يمكن أن تستمر بنفس الوتيرة للأبد". وأكد أن الولايات المتحدة تتوقع أن تبذل إسرائيل كل جهدها لتنفيذ التزاماتها بقوانين النزاعات المسلحة وتتخذ خطوات معينة لحماية المدنيين، أثناء قيامها بعملياتها. لكنه أشار إلى أن "التخفيف من الأضرار ضد المدنيين في قطاع غزة يشكل تحديا كبيرا بسبب الكثافة السكانية واستخدام حماس الموثق لهم كدروع بشرية". وأضاف أن "أوستن سيطلع على خطط إسرائيل لكيفية العمل مع المجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة". والجمعة، قال الحوثيون إنه "لن يتم استهداف السفن قبالة اليمن إذا استجابت لتوجيهاتهم"، لكن السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية "ستمنع من الإبحار في البحر العربي والبحر الأحمر حتى دخول الغذاء والدواء التي يحتاج إليها إخواننا في غزة".
مشاركة :