الرباط - أطلق نشطاء مغاربة هاشتاغ #إلغاء_المنطقة_العازلة ردا على اعتداءات بوليساريو على مدينة السمارة في الاقاليم الجنوبية للمملكة واعتداءات أخرى لاحقة أعلنت عنها وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للجبهة الانفصالية. واعترفت جبهة بوليساريو الانفصالية في بيان السبت، بمسؤوليتها عن إطلاق أربع مقذوفات على منطقة أوسرد على بعد عدة كيلومترات داخل جدار المنطقة العازلة، مؤكدة محاولتها استهداف قواعد القوات المسلحة الملكية قبل أن يظهر أن مقذوفاتها سقطت في الخلاء دون تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية. وبعد هجوم أوسرد مباشرة تحدث محمد عمار "ممثل البوليساريو في نيويورك"، عن "استمرار الجبهة في التصعيد ضد المغرب بحمل السلاح"؛ ويفسر متابعون للقضية أن اعتداءات بوليساريو تشير إلى الإفلاس السياسي لقياداتها وفقدانهم الأمل في كسب أي تأييد لمزاعمهم، مع تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي خاصة بعد تجديد إسبانيا المستعمر القديم، دعمها للحكم الذاتي وتوالي الاعترافات الدولية وكان أخرها اليوم الاثنين من قبل وزيرة الخارجية لجمهورية مالاوي نانسي تيمبو، التي أكدت على دعم بلادها لوحدة المغرب وجهود الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الحصري للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم للنزاع حول الصحراء. وقال ناشطون أن إصرار جبهة البوليساريو على مهاجمة مدن داخل إقليم الصحراء الواقعة خلف الجدار العازل المجاور لحدود موريتانيا الشمالية، يعود بالذاكرة إلى نهاية عام 2020 عندما قامت جبهة البوليساريو، بإغلاق معبر الكركرات الواقع بالمنطقة العازلة بين موريتانيا والمغرب وهو ما دفع الجيش الملكي المغربي إلى القيام بعملية عسكرية خاطفة، أبعدت البوليساريو عن المعبر وقضت بشكل نهائي على المنطقة العازلة هناك حيث بسط الجيش سيطرته ونفوذه بشكل كامل. واليوم وبعد سنوات من القضاء على المنطقة العازلة المجاورة للمعبر الحدودي مع موريتانيا بدأ الحديث داخل المغرب مطالبا بعملية مماثلة تقضى على بقية المنطقة العازلة وربط الحدود بشكل مباشر مع حدود موريتانيا الدولية، ردا على الهجمات المتكررة التي تقوم بها بوليساريو مستهدفة مدنا جنوب المغرب. ودعا رئيس الحكومة المغربية السابق سعد الدين العثماني إلى هذا الطلب وقال متحدثا عبر حسابه بموقع إكس: وتفاعل ناشط مع الهاشتاغ مؤكدا: وقال آخر: وعلقت ناشطة مؤكدة أن جميع الممارسات العدائية التي قامت بها الجزائر استطاع المغرب أن يحولها إلى مكاسب بفضل حكمته في إدارة الأزمات: وأفادت مصادر من إقليم أوسرد بأن الهجوم الذي نفذته بوليساريو الجمعة، لم يخلف خسائر بشرية أو مادية، وأضافت أن "عناصر المينورسو حضرت إلى جانب القوات المسلحة الملكية وعناصر الدرك الحربي بمكان سقوط المقذوفات المتفجرة، للاطلاع على الجرائم التي تقوم بها جبهة بوليساريو الانفصالية من خلف الجدار العازل"، وأكدت أن "المقذوفات الأربع سقطت بمنطقة ‘عراكيب أوسرد’، التي تبعد بـ 6 كيلومترا فقط عن الأماكن السكنية". وتزامن الهجوم الإرهابي مع إعلان القوات المسلحة الملكية القيام بتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية على مستوى إقليم أوسرد من 19 إلى غاية 23 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. ويرى مراقبون أن العملية الإرهابية التي نفذتها ميليشيات البوليساريو تأتي ردا على استثناء نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية جوشوا هاريس، قادة بوليساريو من جولة المشاورات التي يقودها حصريا مع الجزائر والمغرب، وتكثيف العملية السياسية للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لنزاع الصحراء المغربية. وسبق لهاريس أن زار في سبتمبر/ أيلول الماضي الجزائر ومخيمات تندوف، حيث التقى بالمسؤولين الجزائريين وقيادة بوليساريو، وشدد على "أهمية الدعم الكامل والمشاركة مع ستافان ديمستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بروح الواقعية والتسوية، وتكثيف الجهود لتحقيق حل سياسي دائم وكريم لهذا النزاع". وكانت السفارة الأميركية بالرباط أعلنت في وقت سابق لقاء هاريس بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حيث كانت مناسبة لتجديد موقف واشنطن الثابت بشأن دعمها مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لحل النزاع حول الصحراء. وجدد مسؤول الإدارة الأميركية دعم واشنطن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، في مقابلة له الأسبوع الماضي مع وسائل إعلام جزائرية، كما ندد بعمليات استهداف المدنيين من قبل بوليساريو التي شهدتها مدينة السمارة نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مشاركة :