الكاتب الإسرائيلي "أوري روست" قال أن الإخوان المسلمين في مصر لن ينجرو إلى سيناريو العنف، نافيًا في الوقت ذاته أن يكون إعلان الجماعة تنظيم إرهابي أمر صحيح. مؤكدا فى الوقت نفسه أن لإسرائيل مصلحة كبيرة في إنهاء حكم الإخوان، معتبرًا أن بقائهم في الحكم كان سيعمل على تدمير العلاقات بين تل أبيب والقاهرة بشكل سريع للغاية، وكذلك سيمنح حركة حماس العدو الرئيس لإسرائيل في غزة الثقة بالنفس، ملخصًا ذلك بالقول: "إن الانقلاب العسكري هو التطور الإقليمي الأكثر إيجابية لإسرائيل في السنوات الأخيرة". وقال المحاضر في الكلية الأكاديمية "سابير" إن استغلال النظام في مصر لتفجيرات مديرية أمن الدقهلية لوصم الجماعة بالإرهاب، وقبلها اتهام قادتها بالتخابر لصالح حماس وحزب الله لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، يجافي المنطق السليم. وأضاف "روست" في مقال بموقع" walla": "من المعقول الافتراض أن هذه الاتهامات غير صحيحة، حتى إذا ما أثبتت المحكمة صحتها. فللنظام المصري تاريخ طويل من فبركة الاتهامات الباطلة". "دعاة ولسنا قضاة" وأوضح الكتاب أن "الإخوان تركوا العنف في مصر خلال الخمسينيات، وأعلنوا مرارًا وتكرارًا اشتغالهم بالدعوة والتعليم فقط (وأيضًا في مجال السياسة إذا ما أتيحيت لهم الفرصة لذلك) ولا يصفون مسلمين آخرين بالكفار كدأب جماعات جهادية مثل تنظيم القاعدة" مشيرًا إلى أن الإخوان تنطلق في ذلك من مبدأ " دعاة ولسنا قضاة". كذلك اعتبر "روست" أن المكون الرئيس لفكر الإخوان المسلمين يدور حول فهم"الصبر"، مشيرًا إلى أن قادة الجماعة ظلوا يشتغلون في العمل الخيري والوعظ بأناة وحلم رغم التربص بهم من قبل النظام دون أن ينجروا للعنف. ولفت إلى أن من تخلى عن صبره كان غاليًا ما يترك الجماعة وينضم للجماعات الجهادية العنيفة، هكذا كان الحال بالنسبة لمؤسس القاعدة دكتور عبد الله عزام الذي كان رجل الجماعة ( فلسطيني- أردني) حتى ضاق ذرعا بالطريق غير العنيف. السيناريو الجزائري وعقد الاكاديمي الإسرائيلي مقارنة بين ما حدث في كل من مصر والجزائر بعد الإطاحة بالنظم المنتخبة. وقال: "بعد طريق طويل امتد أكثر من 80 عامًا، نجحت حركة الإخوان المسلمين المصرية في الوصول العام الماضي للحكم- لكنها بقيت هناك فترة قصيرة وتم الإطاحة بها في إنقلاب عسكري، بشكل يشبه ما حدث في الجزائر بداية الـ90والتي كانت على وشك صعود جبهة الإنقاذ الإسلامي التي تشبه في أيديولوجيتها الإخوان المسلمين، لكن الجيش أحبط ذلك واحتل الحكم". " كنتيجة لذلك انغمست الجزائر في حرب دامية امتدت لسنوات ( هناك من يقدرون عدد الضحايا بنحو 200 ألف). "الجبهة" أقامت ذراعا عسكريا قامت بتنفيذ تفجيرات، ضد قوات الأمن على وجه التحديد، ثم ما لبثت أن ظهرت جماعات جهادية هي الأعنف، نشرت الفزع بين المواطنين ونفذت الكثير من المجازر". عنف وسلمية "روست" أكد أنه وفيما يتعلق بالحالة المصرية فمن المرجح أن تمتنع جماعة الإخوان عن ممارسة الإرهاب، مشيرًا إلى أنه من غير الممكن استبعاد إمكانية أن يصاب أعضاء من داخلها باليأس من العودة للحكم بالطرق الديمقراطية، ومن ثم يسلكون طريق الإرهاب. غير أن إمكانية أن تضرب العمليات الإرهابية مصر بالشكل الذي عرفته خلال التسعينيات لا يمكن استبعادها بحسب الكاتب الإسرائيلي- الذي اعتبر أن تنظيمات جهادية من بينها الجهاد الإسلامي المصري الذي يتزعمه أيمن الظواهري خلفية أسامة بن لادن، قد تسعى لإثبات صحة نهجها العنيف مقابل نهج الإخوان السلمي، وتتزايد قوتها على الأرض. الإخوان وتل أبيب وخلص الكاتب الإسرائيلي وفق ما اوردته(صحيفة الشعب) إلى التأكيد على أن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو يصب في صالح إسرائيل، معتبرًا أن "الانقلاب العسكري هو التطور الإقليمي الأكثر إيجابية لإسرائيل في السنوات الأخيرة". موضحًا الكاتب : "استقرار الإخوان في الحكم كان سيؤدي بمرور الوقت إلى تدهور في علاقات إسرائيل مصر، وبشكل أسرع بكثير مما حدث في علاقات إسرائيل-تركيا. كان الأمر لينعكس أيضا على قدرة حماس العسكرية وثقتها بنفسها". وختم "أوري روست" بالقول" صحيح أن عملية تعاظم محتمل للإرهاب في مصر من الممكن أن يترك أثاره السيئة على أمن إسرائيل ( لاسيما على الحدود بسيناء)، لكن الضرر المتوقع للمصالح الإسرائيلية، الذي كان مرتبطا باستمرار حكم الإخوان المسلمين، أكبر بكثير".
مشاركة :