يشعر المستثمرون بالتفاؤل بعد الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمر الذي يشجع سوق الأسهم على الصعود لكن لا تزال تواجه الأسهم مزيجًا من المخاطر في العام المقبل 2024 كما يقول المراقبون في وول ستريت، وفق ما ذكرت شبكة بيزنس إنسايدر الأمريكية. توقعات صعودية أصبحت التوقعات الهبوطية هي الخطاب المضاد في الآونة الأخيرة حيث رفع المستثمرون والمحللون توقعاتهم بشأن وصول الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في العام المقبل. ترتكز هذه التوقعات على التوقعات الخاصة ببدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في وقت ما من الربع الأول. وفي ملخص البنك المركزي للتوقعات الاقتصادية في اجتماعه يوم الأربعاء الماضي ألمح المسؤولون إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في العام المقبل وهي الخطوة التي دفعت مؤشر داو جونز إلى مستوى جديد تمامًا من الارتفاع. لكن المزاج الصعودي لا ينبغي أن يتجاهل المخاطر التي لا تزال تواجه السوق ويقول الخبراء إنه لا تزال هناك رياح معاكسة كبيرة أمام ارتفاع كبير آخر في العام المقبل. مخاوف الركود على الرغم من أنه من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قريبًا إلا أن الاقتصاد الأمريكي والعالمي بالتبعية لا يزال يواجه خطر الانزلاق إلى الركود وذلك بفضل التشديد المالي المتراكم الذي حدث بالفعل في الاقتصاد. وحتى لو لم يحدث فقط إلا "التلميح إلى الاقتراب من الركود" فقد يحدث تراجع حيث حذر البنك الفرنسي "سوسيتيه جنرال" من أن هذه الحالة قد تؤدي إلى انخفاض الأسهم وأن هناك أوجه تشابه بين السوق اليوم والظروف التي شهدناها في عام 1987 والتي تتمتع فها السوق بمرونة في مواجهة ارتفاع عوائد السندات ويشارك في هذا الرأي محللون في شركة "بي سي إيه ريسيرش" الذين حذروا من أن الأسهم قد تنخفض بنسبة تصل إلى 27٪ إذا ما مال الاقتصاد إلى الركود ومن شأن هذا الانخفاض الحاد أن يمثل أسوأ انهيار في سوق الأسهم منذ الأزمة المالية عام 2008. وذكر محللوا بي سي ايه :"لقد تأخر الركود في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو هذا العام ولكن لم يتم تجنبه ولهذا تظل الأسواق المتقدمة على مسار الركود ما لم يتم تخفيف السياسة النقدية بشكل كبير". فقاعة الديون قال محللون في شركة "يونيفيرسا انفيستمينت" أن الأسهم ربما تشهد انهيارًا أكثر حدة من عام 1929 ويرجع ذلك إلى فقاعة الديون الضخمة التي تشكلت في الأسواق عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية والتي من المقرر أن تنفجر مع بقاء تكاليف الاقتراض أعلى لفترة أطول. قال مارك سبيتزناجل كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "يونيفرسا" :"نحن في أكبر فقاعة ائتمانية في تاريخ البشرية يرجع الأمر بالكامل إلى أسعار الفائدة المنخفضة بشكل مصطنع والسيولة المصطنعة في الاقتصاد". شهدت الأسواق موجة من التخلف عن سداد ديون الشركات حتى الآن هذا العام حيث ارتفع سعر الفائدة وأصبحت إعادة التمويل أكثر تكلفة بالنسبة للشركات. يمكن أن يؤدي تفاقم وتيرة الديون إلى حدوث مشكلات للأسهم ما قد يؤدي إلى ما يقرب من تريليون دولار كرقم للتخلف عن سداد ديون الشركات وفق تقديرات "بنك أوف أمريكا". مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تبدو أجزاء من مؤشر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مبالغ فيها حيث أدت أسعار الفائدة المنخفضة طوال فترة الوباء إلى جنون بسوق الأسهم الذي بلغ ذروته هذا العام 2023 بارتفاع جامح لحفنة مختارة من الأسهم. أُطلق على هذا النمو الجامح مصطلح أسهم "العظماء السبعة" الذي يشير لصعود أسهم سبع شركات من شركات التكنولوجيا متجاوزة المكاسب التي حققها بقية الأسهم على المؤشر القياسي. ومع اقتراب عصر السيولة المفرطة من نهايته فمن المرجح أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول حتى مع التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة في العام المقبل 2024 وقد يكون هذا خبرًا سيئًا لبعض الأسهم الأكثر رواجًا في السوق. قال المستثمر جيريمي جرانثام إنه يتوقع أن ينخفض مؤشر S&P 500 بما يصل إلى 52% في أسوأ السيناريوهات وذلك بفضل "الفقاعة السهمية" ويمكن أن يؤدي الانخفاض الحاد إلى انخفاض مؤشر S&P 500 إلى 2200 نقطة وهو انخفاض أكثر حدة مما كان عليه عندما انهارت الأسهم في البداية في الأيام الأولى للوباء.
مشاركة :