استمتعنا مساء الثلاثاء الماضي وفي مجلس الشيخ عادل بن عبد الرحمن المعاودة بالبسيتين بجلسة دينية حميمية في رحاب فضيلة الشيخ مولانا فضل الرحمن رئيس جمعية علماء الإسلام الباكستانية الذي زار البحرين مؤخرا بدعوة من جمعية البحرين للتسامح والتعايش بين الأديان التي يرأسها الأخ يوسف بوزبون، وتعرفنا من خلال حديثه الطيب على الأدوار التي تقوم بها الجمعية في خدمة الإسلام والمسلمين. يقول مولانا فضل الرحمن بأن جمعية علماء الإسلام تأسست في عام 1919م بالهند قبل انفصال باكستان عنها، وأن أعضاءها يبلغون حوالي مليون ونصف مليون عضو، منهم بين 200 ألف إلى 300 ألف عالم، وأن الجمعية تشرف على 20 ألف مدرسة تخرج علماء، وأنها استطاعت حتى الآن من تخريج 63 ألف حافظ من حفاظ القرآن الكريم. ويضيف بأن الجمعية لديها 15 عضوا من أعضائها في البرلمان الباكستاني و8 في مجلس الشيوخ، ويبلغ عدد أعضاء الجمعية من العلماء في البرلمان الرئيسي والبرلمانات الإقليمية 50 نائبا، كما أن للجمعية فروعا في مختلف أنحاء العالم وأهمها فروع بريطانيا والولايات المتحدة والهند، وهذه الفروع تنسق في نشاطاتها وانتماءاتها مع الجمعية الأم في باكستان. ويوضح مولانا فضل الرحمن أن جمعية علماء الإسلام الباكستانية التي أسسها في الهند في بداياتها شيخ الهند محمود حسن تعتبر حزبا ذا صبغة دينية وسياسية، وأن لها جذورا في ميادين السياسة والتعليم والدعوة إلى الله، وأن المفتي محمود الذي يلقب في باكستان بالمفتي الأعظم انتخب عام 1962م عضوا في البرلمان الوطني ثم أصبح رئيسا للوزراء في إقليم بيشاور الباكستاني، وفي عهد الرئيس ذو الفقار علي بوتو أصبح المفتي محمود زعيم المعارضة في البرلمان. ويؤكد أن من أهم بنود دستور الجمعية حماية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن أي عدوان على المملكة العربية السعودية سيكون عدوانا على باكستان وأن أعضاء الجمعية سيحاربون بجانب حكومة خادم الحرمين الشريفين لرد هذا العدوان ودحره. وأذكر أنني سألت المحاضر عن الدور التي تقوم به جمعية علماء الإسلام ضد المحاولات التي تقوم بها إيران لنشر مذهب التشيع في باكستان فأفاد بأن الجمعية تتصدى لهذه المحاولات عن طريق علمائها الأفاضل، كما أنها وقفت مع مسلمي بورما الذين يتعرضون لأبشع أنواع البطش والتنكيل من قبل حكومتهم البوذية، وأن الجمعية استطاعت أن تستصدر قرارا من البرلمان الباكستاني في صالح المسلمين البورميين. وأكد فضيلة مولانا فضل الرحمن أن جمعيته تؤيد التآلف الإسلامي الذي تقوده السعودية والذي تشارك فيه 43 دولة، وأن الجيش الباكستاني شارك في المناورات التي تمت مؤخرا بين دول التآلف العربية والإسلامية. هذا غيض من فيض مما حفل به اللقاء مع مولانا فضل الرحمن رئيس جمعية علماء باكستان الإسلامية أقوى وأكبر جمعية للعلماء في العالم الإسلامي.
مشاركة :