بدأت السلطات اليونانية إجلاء مهاجرين عالقين في مخيم ايدوميني على الحدود مع مقدونيا أمس، فيما تراجع وصول اللاجئين إلى الجزر اليونانية انطلاقاً من تركيا. ونقلت 8 حافلات 400 مهاجر من مخيم ايدوميني إلى مراكز الاستقبال في المنطقة وفق الشرطة المحلية. وكانت حوالى 10 حافلات تنتظر أمس، لنقل المهاجرين الموافقين على مغادرة المخيم ومعظمهم من الأسر مع أطفال لم تعد تحتمل ظروف العيش الصعبة في المكان. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن 11603 أشخاص لا يزالون في ايدوميني حيث يتكدس المهاجرون منذ إغلاق مقدونيا الحدود مطلع آذار (مارس) الجاري. وقال الناطق باسم خدمة تنسيق سياسة الهجرة يورغوس كيريتسيس الخميس الماضي إنه «اعتباراً من الاثنين (اليوم) جهود الإجلاء ستتكثف». وأضاف أنه سيتم إنشاء مكان لـ30 ألف شخص جديد في مراكز الاستقبال خلال 20 يوماً. وفي الأثناء استمر تراجع تدفق المهاجرين من تركيا منذ دخول الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حيز التنفيذ منذ أسبوع. وأعلنت السلطات أمس، أن 78 شخصاً وصلوا أول من أمس، إلى الجزر اليونانية و161 الخميس. ولم يسجل وصول أي مهاجر الأربعاء الماضي، وذلك لأول مرة منذ الأحد، موعد بدء تطبيق الاتفاق المفترض أن يوقف تدفق المهاجرين عبر بحر إيجه. ويقضي هذا الاتفاق الذي احتجت عليه المنظمات الإنسانية، بإبعاد إلى تركيا، كل الذين وصلوا إلى اليونان بصورة غير مشروعة اعتباراً من 20 آذار، بمَن فيهم طالبو اللجوء السوريين باستثناء مَن يحتاجون إلى حماية خاصة كالأكراد. وتسعى اليونان إلى تطبيق الاتفاق الذي يستلزم وسائل لوجيستية معقدة مع نشر 4 آلاف عنصر غالبيتهم من قوات الأمن وخبراء في قضايا اللجوء ستؤمن دول الاتحاد الأوروبي 2300 منهم. في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الألبانية في بيان أمس، أنها طردت 6 مهاجرين سوريين دخلوا ليل أول من أمس، إلى أراضيها خلسة من اليونان، واعتقلت مهرباً ألبانياً يُشتبه في أنه يعمل في تهريب المهاجرين غير الشرعيين. وقالت ناطقة باسم الشرطة إن «السوريين قالوا (للشرطة) إن هدفهم كان المرور عبر ألبانيا لاستكمال طريقهم بعد ذلك إلى أحد بلدان الاتحاد الأوروبي». وعززت السلطات الألبانية الإجراءات على حدودها مع اليونان، تحسباً لتدفق غير المنضبط للمهاجرين، ومن بينهم عشرات الآلاف العالقين في اليونان بعد إغلاق «طريق البلقان» التي تمر عبر مقدونيا وصربيا. وتم تركيب كاميرات حرارية على طول الحدود بين ألبانيا واليونان، وفق الناطقة باسم الشرطة. وحددت السلطات الألبانية بين عامي 2014 و2015، 5 آلاف محاولة لمهاجرين سوريين أو من جنسيات أخرى للتسلل إلى هذا البلد. وقال رئيس الوزراء الألباني ايدي راما إن بلاده لن تدع حدودها «مفتوحة بالكامل فيما بلدان أخرى تغلقها»، من دون أن تكون لديه نية «تشييد جدران». وشدد على أن البانيا «ستتحمل مسؤولياتها، لكن بشكل خاص في إطار مشروع أوروبي مشترك» يتعلق بأزمة الهجرة. وقال وزير الخارجية الألباني ديميتري بوشاتي اثر لقاء مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس الاثنين الماضي، إن «ألبانيا بصفتها بلداً مرشحاً لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي أظهرت حتى الآن عزمها على تجنب الآثار غير المرغوبة لأزمة الهجرة». وقد تشكل ألبانيا، التي تتشارك حدودها مع اليونان، بديلاً مغرياً للمهاجرين بعد إغلاق الحدود المقدونية. ووضعت خطة تعاون في الآونة الأخيرة بين ألبانيا وإيطاليا بهدف الاستجابة إلى التدفق الكثيف المحتمل للاجئين. إلى ذلك، أعلن المسؤول الأرفع في مقاطعة تورينغن الألمانية بودو راميلوف خلال مقابلة مع مجلة «در شبيغل» الأسبوعية، استعداده لاستقبال اللاجئين الذين يعيشون في ظروف إنسانية كارثية في ايدوميني على الحدود اليونانية - المقدونية المغلقة. وأوضح أن تورينغن يمكن أن «تستقبل 1000 إلى 2000 لاجئ عالقين في ايدوميني وهم بحاجة ماسة للمساعدة».
مشاركة :