العلاقات بين روسيا وإسرائيل آخذة في التدهور بسبب حرب غزة

  • 12/19/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - يرى خبراء ومراقبون أن المصالح المتباينة بين إسرائيل وروسيا منذ سنوات بشأن حماس وايران وسوريا أدت إلى تدهور بطيء في علاقاتهما تسارع فجأة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية. ويقول المؤرخ الإسرائيلي سيميون غولدين إن عدم إدانة موسكو للهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية رغم وجود مواطنين روس بين القتلى الـ 1140 "خيانة قذرة". وأعلن باحث في الدراسات الروسية في الجامعة العبرية بالقدس أن روسيا التي استقبلت في موسكو قادة حماس لإجراء مفاوضات مباشرة بشأن إطلاق سراح الأشخاص الذين احتجزتهم حماس رهائن في غزة "تقف إلى جانب المعتدي وليست إلى جانبنا على الإطلاق". وشبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة بحصار النازيين لمدينة لينينغراد. وتدعم روسيا وقفا لإطلاق النار في الأمم المتحدة في الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة وخلفت أكثر من 19450 قتيلا في الجانب الفلسطيني، بحسب حكومة حماس. ويقول عالم اللغة الإسرائيلي سيريل أصلانوف "إنه حدث كبير كشف لنا لاحقا أن ما يسمى التقارب" منذ تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991 "كان مجرد وهم". وبعد تحولها الديموقراطي تعاونت روسيا مع إسرائيل في العديد من المجالات السياسية والثقافية. وأصبح عدد الرحلات إلى إسرائيل كبيرا. وشهدت التبادلات على كافة المستويات ازدهارا لعقد في محاولة للتغلب على الحملات المعادية للسامية في الاتحاد السوفياتي السابق الذي منع اليهود من الهجرة إلى بلد اعتبره متحالفا مع الغرب. ويبدو الزمن الذي كان يكثف فيه أصلانوف رحلاته لنشر الثقافة اليهودية في الجامعات الروسية، بعيدا، فما باتت إسرائيل تنصح بعدم السفر إلى بعض المناطق الروسية بسبب موجة حقد جديدة ومفاجئة حيال اليهود. وصور مطار داغستان الذي اجتاحته حشود معادية قبل وصول طائرة آتية من تل أبيب في نهاية أكتوبر/الأول أعادت إلى الأذهان ذكريات سيئة: تلك المتعلقة بالمذابح في الإمبراطورية الروسية. ويقول أصلانوف "لقد خدعت إسرائيل نفسها تماما ككل الديموقراطيات الغربية". وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا لم تشارك البلاد في فرض عقوبات على موسكو أو في تسليم أسلحة لكييف، وهذا الأمر تغير مذاك. ويقول السفير الإسرائيلي السابق في موسكو أركادي ميلمان أن الأخيرة أرادت الحفاظ على حرية التحرك في سوريا حيث "يسيطر الروس على المجال الجوي ويسمحون لإسرائيل" بضرب المقاتلين الموالين لإيران ومنع نقل الأسلحة التي تزودها إيران. ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع عام 2022، تشكل محور إيراني - روسي بشكل واضح، إذ قامت طهران بتسليم مسيرات لموسكو. ويقول إدوارد وايسباند الباحث المشارك في كلية أوروبا الجديدة "من الواضح أنه في المقابل تريد إيران من روسيا تحييد إسرائيل في سوريا، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل". وفي دليل على خطورة الوضع انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "التعاون الخطير بين روسيا وإيران" وأعرب عن استيائه من المواقف التي يتبناها الكرملين في الأمم المتحدة. ويضاف إلى ذلك الخوف المتزايد من رؤية الجمهورية الإسلامية، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، تمتلك القنبلة الذرية. والزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو أثبتت ذلك. ويقول ميلمان الذي بدأ حياته المهنية في الاتحاد السوفييتي "نظرا لأنها مدعومة من الولايات المتحدة تجد إسرائيل نفسها بحكم الأمر الواقع في مواجهة هذا التحالف ضد الغرب". وتتزايد علامات الفتور، فيما اقتربت إسرائيل من أوكرانيا واتخذت روسيا إجراءات ضد الفرع الروسي للوكالة اليهودية المسؤولة عن مساعدة هجرة اليهود إلى إسرائيل، كما يقول ميلمان الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. ويضيف ويسباند إن موقف الكرملين المؤيد لقيام دولة فلسطينية يعزز طموحه في الظهور كقوة دافعة لدول الجنوب وحماية الأرثوذكس في الأراضي المقدسة. ويطالب فلاديمير بوتين بملكية مجمع في القدس يضم كنيسة ألكسندر نيفسكي على أرض اشتراها القيصر ألكسندر الثاني. لكن على الرغم من كل هذه المظالم يقول سيميون غولدين أن الحوار لم ينقطع: لا يزال فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو يتحاوران.

مشاركة :