"الصحيّح" يقدم أمسية "الشعر لغةٌ في اللغة" في صالون المهرة بجدة

  • 12/19/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قدّم الشاعر الكبير جاسم الصحيّح، أمسية شعرية ثقافية في صالون المهرة بمدينة جدة مساء أمس عنوانها "الشعر لغةٌ في اللغة". جاءت الأمسية احتفالاً باللغة العربية في يومها العالمي تحت شعار "العربية لغة الشعر والفنون" بحضور وزير الثقافة والاعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة، وعدد من الشعراء والمثقفين. وأدارت الأمسية الكاتبة والصحفية إيمان بدوي التي وصفت قريحة الشاعر بأنها "قطعة من جَنة أو إيحاء جِنة"، مؤكدة أن المحسنات البديعية هي التي اتجهت نحوه لتتجمل به وبشعره، وتدلى سعف كلماته وتتالت أشعاره الباسقة كنخيل أحسائه بين الحضور فما كان لهم إلا أن يجددوا إعجابهم بها. وألقى الشاعر القصائد واحدة تلو الأخرى وتداعى التصفيق من كل صوب وعبارات الثناء والمديح. كما طلبت إحدى المتذوقات الحاضرات أن يعيد على مسامعهم قراءة قصيدته "الوطن بأبجدية ثانية"؛ لشدة اعجابها، وبالفعل لبى "الصحيّح" طلبها، مترنماً بوطنه قائلاً: وطني.. أفتش في فصولِ دراستي ‏فأراك أضيقَ ما تكونُ مَدارا.. ما لم يقله (النحوُ) أنك (فاعلٌ) ‏(رَفَعَتْهُ) أذرعةُ الرجال مَنارا.. ولعلَّ أستاذَ الخرائطِ حينما ‏رَسَمَ الخطوط وحَدَّدَ الأمصارا.. لم يَدْرِ أنك لا تُـحَدُّ بِرَسْمَةٍ ‏كالشمسِ وَهْيَ توزع الأنوارا. وفي سماء الحب حلّق وعلى جناحيه قصائد عاطفية أمتع بها الحضور، إذ ألقى قصيدته احتفالية الحب والحياة التي قال فيها: وأصابني ما ليس في حُسباني ‏أنثى بطعم بشائر الرحمنِ كان اللقاء بها مُجرد قهوةٍ ‏والحب قد يأتي من الفنجانِ ومضيت أعلن للوجود بأنني ‏أحببت من جذري إلى أغصاني. كما كانت حاضرة قصيدته الشهيرة "كي لا يميل الكوكب"، وحديثٌ لابن عباس وما وراء حنجرة المغني، وغيرها من الروائع الشعرية الشامخة والأنيقة. كما تحدث عن مدى علاقة الشعر باللغة العربية حيث اعتبرها علاقة وجودية وليست سطحية، مؤكداً أن اللغة منجم والشعر هو العامل الذي يستخرج منه الذهب والألماس، كما ربط حياة اللغة وخلودها على مر العصور بالشعر الذي إن خلت منه حتما ستموت، لافتاً إلى أن بداية الشعر تكون من القاموس ثم تنطلق إلى المجاز الذي هو لغةٌ أخرى في قلب اللغة نفسها. وفي سياق آخر، تحدث عن أغراض القصيدة ما إن كانت تظهر جميعها في القشرة الظاهرة أم إنها تحتفظ بالكثير منها في قشرتها الغائرة، حيث قال: إن القصيدة عبارة عن طبقات، وكلما كان القارئ أو المتلقي مثقفاً وحصيفاً تعمق أكثر فأكثر. يذكر أن الشاعر الكبير جاسم الصحيّح صدر له العديدُ من الدواوين الشعرية، على سبيل المثال لا الحصر: ما وراء حنجرة المغني، تضاريس الهذيان، طيور تحلّق في المصيدة، كما فاز بعدةِ جوائزَ عربية؛ منها: جائزةُ البابطين وجائزةُ سوق عكاظ وجائزة الشارقة. كما أجري العديدُ من الدراساتِ حول قصائده إذ نتج عنها بحوثٌ علمية لطلاب الماجستير والدكتوراه، كما قيل عنه إنه أحد سفراء الشعر السعودي إذ استطاع الوصولَ للقارئ العربي، كما تمت ترجمة قصائده إلى لغات مختلفة. ويقدم صالون المهرة أمسيات ثقافية متنوعة تهدف لرفع الوعي الثقافي في المجتمع ولتغيير الصورة النمطية للمقاهي من خلال مبادرة الشريك الأدبي، إحدى مبادرات وزارة الثقافة.

مشاركة :